كانت زهرة يانعة وكان فلاحا قاسيا.. أعجبته.. فافسد حياتها.. قطفها وتملكها فماتت بين يديه.. فرمى بها بعدما ذهبت عافيتها وأيقن أن لا فائدة تُرجى من بقائها.
فى اليوم التالى تفتحت فى الحقل زهرة أخرى.. أغراه ضعفها وبراءتها.. أرادها لنفسه.. فحدثته نفسه أن يقطفها.. فوخزته الشوكة القاسية المناضلة بضراوة للحفاظ على حياة الزهرة الضعيفة..
نظر إلى اصبعه الملطخ بالدم.. مرر اصبعه على قميصه ليطبع قطرات الدم على ملامحه
لكى لا ينسى غدر الشوكة..
مال بوجهه إلى الجهة الأخرى.. أخذ يتمتم..
"قضيتى مع الشوكة.. ستسقط الشوكة وسأظفر بالزهرة "..
فجر جديد حمل الصباح للحقل.. وبقعة الدم لازالت تشوه ملامح القميص لكى لا ينسى.. ألقى الفلاح التحية على الزهرة البريئة.. مرحبا يا زهرتنا الحلوة اليوم ازددت جمالا.. اشتم بك رائحة الثقة والزهو بنفسك
تمادى الفلاح فى الغزل والبريئة أرهقتها حُمرة الخجل.. ظهرت له الشوكة وعليها علامات الغضب..
أراد أن يقترب من البريئة لكنه لازال يعانى من ألم الوخز.
أدار ظهره وانصرف.. والصمت الخادع لا يمكنه أن يخفى الحقد الصارخ..
"قضيتى مع الشوكة.. ستسقط الشوكة وسأظفر بالزهرة "
مرت الأيام والزهرة تزداد نُضجا ونضارة , والشوكة تزداد قوة وصلابة , والفلاح يزداد تعلقا وشغفا بالزهرة البريئة كما لو أنها الزهرة الوحيدة فى الحقل.. العقل غادره الصبر وغدرت به لوعة الشوق بالظفر..
"قضيتى مع الشوكة.. ستسقط الشوكة وسأظفر بالزهرة"
اليوم آخر أيام الصبر.. فلتسقط الشوكة لا مزيد من الصبر
قرر الفلاح استعجال النهاية.. سقى الزهرة السم كى تبتلعه الشوكة فتسقط وتموت ويسارع فى انقاذ الزهرة..
شربت الزهرة السم حتى ذبلت.. ماتت الزهرة ولم تسقط الشوكة.. حزنت الشوكة على الزهرة.. أوهمت الفلاح بموتها.. اقترب منها وخزته بقوة فى عروقه.. تسلل السم من سطح الشوكة إلى جسد الفلاح.. انهار الفلاح سريعا.. لفظ أنفاسه الأخيرة وبيديه شوكة
تحمل للجميع العبرة.. هذا جزاء من يحاول العبث مع الزهرة.
زهور - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة