مصرى روى بدمائه أرض فلسطين.. البطل أحمد عبد العزيز قائد قوات الفدائيين فى 48.. "النمر" سطٌر اسمه بحروف من نور فى تاريخ العسكرية المصرية بتحريره للقدس.. أرعب الصهاينة وعارض دخول الجيوش العربية لفلسطين

الأحد، 15 مايو 2016 11:54 ص
مصرى روى بدمائه أرض فلسطين.. البطل أحمد عبد العزيز قائد قوات الفدائيين فى 48.. "النمر" سطٌر اسمه بحروف من نور فى تاريخ العسكرية المصرية بتحريره للقدس.. أرعب الصهاينة وعارض دخول الجيوش العربية لفلسطين البطل أحمد عبد العزيز
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لقد جئنا إلى هنا لا رهبة من أحد، ولا رغبة فى شىء، إلا رضاء الله وحده، فإذا استشهدنا ومضينا إلى جواره، فهذا أعظم آمالنا، وأحب أمانينا" كلمات رددها القائد البطل أحمد عبد العزيز عندما وطأت قدمه رفقة جنوده أرض فلسطين لتحريرها من المغتصبين الصهاينة الذين دنسوا المقدسات وهجروا ودمروا منازل أهلنا فى عام 1948م، معلنين سلب أغلى بقعة عربية لإعلان قيام دولتهم يوم منتصف مايو من العام نفسه.

"البطل أحمد عبد العزيز" شخصية عروبية نشأت فى بيت يتميز بالطابع الإيمانى والحس الوطنى العسكرى، حمل على كاهله منذ نعومة أظافره ممارسة الكفاح الوطنى لتحرير مصر من بطش الإنجليز الذين أعاثوا فى مصر فسادا واستعبدوا الشعب المصرى من نهب ثروات وتعذيب وتنكيل.
خطا البطل أحمد عبد العزيز إلى ميدان العمل فى القوات المسلحة وتخرج من الكلية الحربية عام 1928 ملازمًا فى سلاح الفرسان، وكان أحد أبرز جنود الجيش المصرى والقادة الميدانيين الذين حملوا لفلسطين حبًا وعشقًا فى قلوبهم باعتبارها أحد أهم الدول العربية والإسلامية التى ارتبط بها العرب عقب الاحتلال الإسرائيلى لأغلى الأراضى العربية.

وتقدم البطل أحمد عبد العزيز بطلب إحالة إلى الاستيداع، للاستعداد للمعركة ضد الصهاينة فى فلسطين، وفى إبريل 1948 اقتحم الفدائيون المصريون أرض فلسطين بقيادة البطل أحمد عبد العزيز ليسجلوا أروع صفحات البطولة والتضحية والفداء ولتدور بينهم وبين عصابات المستوطنين معارك حامية الوطيس سطروا فيها صحائف خالدة فى سجل البطولة والشرف والتضحية.


وقف البطل أحمد عبد العزيز وسط الفدائيين المنضمين له لتحرير فلسطين من الصهاينة، وحفٌزهم بعبارات تبعث اللهب والوطنية بتلاميذه، ومارس المسئولون مراوغة فى عملية السماح للمتطوعين والفدائيين بالقتال فى فلسطين، بينما اشتعلت روح القومية العربية فى صفوف أبناء الشعب وقواته المسلحة وتقدم العديد من مختلف الطوائف ومن الجنود والضباط بطلب التطوع مع قوات قائد قوات الكوماندوز البطل أحمد عبد العزيز الذى دخل فلسطين لاستكشاف أرض المعركة التى ستدور فيها عمليات الفدائيين بعد أن حصل من الرؤساء على تأكيد بإعداد الأسلحة قبل عودته من فلسطين.


ويعد البطل أحمد عبدالعزيز أول ضابط مصرى يطلب إحالته للاستيداع، والتخلى عن رتبته وامتيازاته من أجل تحرير فلسطين من الصهاينة ليشكل كتائب الفدائيين لإنقاذ فلسطين من أيدى الإسرائيليين، وقاد العمليات الفدائية فى فلسطين، وقام باختبار المتطوعين وتدريبهم وإعدادهم للقتال فى معسكر الهايكستب، وقد وجهت له الدولة إنذارا يخيره بين الاستمرار فى الجيش أو مواصلة العمل التطوعى فما كان منه إلا أن طلب بنفسه إحالته إلى الاستيداع وكان برتبة القائم قام "عقيد".

والبطل أحمد عبد العزيز ولد 29 يوليو 1907م بمدينة الخرطوم، حيث كان والده الأميرالاى "العميد" محمد عبد العزيز قائد الكتيبة الثامنة بالجيش المصرى فى السودان، وقد كان والده وطنيا مخلصا فقد وقف مع الشعب أثناء مظاهرات 1919 وسمح لجنوده بالخروج من ثكناتهم للمشاركة فى المظاهرات مع الشعب ما أدى إلى فصله من الجيش بعد غضب الإنجليز عليه.

وبعد قرار تقسيم فلسطين وانتهاء الانتداب البريطانى فى 14 مايو 1948م وبعد ارتكاب الصهيونية لمذابح بحق الفلسطينيين المدنيين لتهجيرهم من مدنهم ثارت الدول العربية والإسلامية، وانتشرت دعوات القتال فى أرجاء الوطن العربى، وحينما صدر قرار تقسيم فلسطين عام 1947 جمع البطل أحمد عبد العزيز الأسلحة والذخيرة من قيادة الجيش وبعض المتطوعين والأسلحة من مخلفات الحرب العالمية الثانية وتوجه لأرض فلسطين.

كانت دير البلح تقع بين مدن غزة وخان يونس، وهى مستعمرة تتحكم فى المواصلات الرئيسية بين غزة وخان يونس، ورفح، وتعتبر مصدر قلق وإزعاج للعرب، حيث يتعرض المارة عندها لعدوان العصابات الصهيونية المسلحة، وبدأ القائد "أحمد عبد العزيز" فى وضع خطة الهجوم، وعلى الرغم من أن المدة المحددة لبدء العملية لم تكن كافية لكى تستعد المدفعية الاستعداد الذى يجعلها تؤدى الغرض منها، وبالرغم من سوء وسائل النقل وعدم وجود اتصال تليفونى أو لاسلكى بين مقر الرئاسة فى خان يونس والقوات الهاجمة فى منطقة العمليات فقد أسرع البطل أحمد عبد العزيز إلى تحديد مواقع المدافع وأصدر أمرًا بالاستعداد، واندلعت معركة شرسة فانهالت على الصهاينة قذائف كالأمطار، وأبدى الفدائيون شجاعة فذة وتصاعدت دماء الوطنية الحارة إلى رؤوسهم واختلط العرق بخيوط الدم التى أحدثتها الشظايا المتطايرة فى أبدانهم، وتحولت أرض المعركة إلى جحيم وفعلت المدفعية فعلها فى خطوط الأعداء فأشعلت النيران فى المرافق، وهدمت المبانى ودمرت دفاعات العدو الصهيونى.


وعندما أعلنت مصر دخول قواتها المسلحة إلى أرض المعركة كان للبطل أحمد عبد العزيز رأيًا معارضًا لدخول الجيش المصرى إلى أرض المعركة على أساس أن محو إسرائيل وعصاباتها يجب أن تقوم به كتائب الفدائيين والمتطوعين فى ذلك الوقت، وأن دخول الجيوش العربية كلها سيعطى لإسرائيل صفة كبرى، وكان أحمد عبد العزيز يخشى أن تدحر العصابات الصهيونية الجيوش العربية فتكون الطامة الكبرى، وتنجح إسرائيل فى خطتها، وكان أحمد عبد العزيز يحضر إلى مصر للحصول على الأسلحة والذخيرة.


وفى يوم 15 مايو 1948 زحفت قوات الجيش المصرى فى طريقها إلى أرض المعركة، وقدم أحمد عبد العزيز كل ما لديه من معلومات عن العدو ثم عاد ليؤمن طريق القوات الزاحفة وقاعدتها ولينطلق بقواته إلى معسكر "البريج" بالقرب من غزة، وبدأ هجوم البطل أحمد عبد العزيز على القدس، وهى تبعد عن بيت لحم بنحو ستة كيلو مترات، وكان اليهود من قبل يشنون الهجمات على القدس العربية بقصد احتلالها وطرد العرب منها، لكن أحمد عبد العزيز قاد هجمات عنيفة على العصابات الصهيونية جعلتها تتخذ موقف الدفاع، واستمر القتال الشرس 213 يومًا سقطت بعدها القدس القديمة فى أيدى البطل أحمد عبد العزيز وقوات الفدائيين الأبطال الذين يتولى قيادتهم، وأعلنت الهدنة الأولى وتلك كانت المفاجأة التى تغير لها وجه التاريخ فى الوطن العربى.

وقد كان الموقف حتى ذلك الوقت فى صالح القوات المصرية، ولكن إعلان الهدنة الأولى لمدة أربعة أسابيع والذى بدأ يوم 11 يونيو 1948 جاء فى صالح الصهاينة فاستغلوها كل دقيقة لصالحهم، وشنوا الهجمات خارقين بها قرار الهدنة، وقتلوا العديد من الفدائيين والمتطوعين العرب، وبدأ اليهود ألاعيبهم فبعثوا جواسيسهم فى كل مكان، وأقام البطل أحمد عبد العزيز مع قواته فى "صور باهر" التى تسيطر على المستعمرات المحيطة بالقدس الجديدة، وتهدد الطريق المؤدى إلى القدس من الجنوب، وتسلم أحمد عبد العزيز مذكرة من مندوب لجنة الهدنة الأمريكى عن فكرة عقد اجتماع مع القائد اليهودى ورئيس المراقبين الدوليين ومندوب الصليب الأحمر للنظر فى المشاكل التى نتجت عن احتلال اليهود للمنطقة المحرمة الخاضعة للصليب الأحمر، ورفض البطل أن يجلس إلى المنضدة التى جلس أمامها القائد اليهودى ديان احتقارا له، والعصابة قطاع الطرق التى يقودها، وصعد أحمد عبد العزيز إلى عربته وكان فى صحبته صلاح سالم وعند عراق المنشية فتحت النيران على عربة أحمد عبد العزيز وروى بدمائه الذكية أرض فلسطين، وفاضت روحه إلى عنان السماء لتسجل للأمة العربية كلها المثل الأعلى الذى صمم الشهيد على تسجيله منذ أول لحظة خرج فيها من الأزهر إلى المعركة.

ودفن البطل أحمد عبد العزيز فى الأرض الطاهرة التى ذهب من أجلها، وصمم على حمايتها وحيتها وعروبتها وهى أرض فلسطين، وعندما نقل جثمان البطل من غزة إلى مقبرة الشهداء كانت البقعة التى دفن فيها أحمد عبد العزيز قد اخضرت وأينعت.

وكرمت الدولة المصرية الشهيد البطل وأطلقت اسمه على أهم شوارع حى المهندسين، حيث تم إطلاق اسمه على العديد من الشوارع الرئيسية والمدارس فى مصر ولعل أشهرها على الإطلاق البطل أحمد عبد العزيز فى المهندسين، وتم تشييد نصب تذكارى له فى مقبرته فى قبة راحيل شمال بيت لحم، كما نعته وزارة الدفاع المصرية البطل أحمد عبد العزيز بقولها "كان له فضل كبير فى نجاح معركة القدس وغيرها من المعارك التى خاض غمارها وقاد فيها رجاله بشجاعة وبسالة ومقدرة فائقة فى جولته الموفقة من غزة إلى بئر سبع، ثم الخليل إلى بيت لحم فمعركة القدس مجابهًا العدو بعزم صادق، وبأس شديد فأضرم فى صدور المجاهدين نارًا لا تخمد وأوقد فى قلوبهم شعلة لا تهدأ وملأها بحب التضحية والفداء.. جزى الله الشهيد خيرًا على ما أخلص لأمته.. وله وللشهداء جميعًا المجد والخلود وهم أحياء عند ربهم يرزقون."


موضوعات متعلقة:



فى ذكرى النكبة.. حركة فتح: حق شعبنا بالعودة كحقه فى الحياة والحرية









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة