نقلا عن العدد اليومى...
أشرنا أمس إلى وجود تلاعب واضح فى الأسعار بشكل يتجاوز ما يشيعه المحتكرون حول الدولار، وكان أبرز مثال أسعار الأرز، حيث بدأ الأمر بشائعات عن ارتفاع أسعاره واختفائه من الأسواق وهى لعبة معروفة ومحفوظة يقوم بها محتكرون ومتلاعبون. ويفترض ألا تقف الرقابة، وأن على التموين إنما جزء من مهام الأجهزة الأمنية، أن تراقب وترفع تقارير، وهو ما حدث خلال الأيام الأخيرة، وكشف عن حجم التلاعب ومحاولات عدد محدود من التجار تحقيق أرباح مضاعفة على حساب أقوات الشعب، ويكفى أن نعرف أنه خلال يومين اثنين تم ضبط مئات الأطنان داخل مخازن التجار، تمهيدا لرفع أسعارها، وهناك كميات من الأرز فى الطريق ستكون درسا لمن سعوا لتخزينه، ونموذجا لضبط العرض والطلب، وعلاج أى اختلال تسببه مافيا التلاعب.
بالطبع فإن للطمع دورا فى هذا لكن لا يخلو الأمر من عمد يهدف بالدرجة الأولى إلى إشعال الشارع وإغضاب المواطنين، وهى لعبة أصبحت مكشوفة، ويجب التعامل معها بكل حسم، وبالتالى فإن من مهام الحكومة الأولى حاليا، مواجهة التلاعب فى الأسعار والاحتكارات وسحب وتخزين سلع، ويفترض أن تصدر قرارات بسرعة تعلن مصادرة أى مواد غذائية يتم تخزينها، وهى قاعدة معمول بها فى كل مكان وقانونية تماما، لأن المتلاعبين بالأسعار، ومن يخفون المواد الغذائية لا يستحقون الحماية وهم مجرمون بالقانون، ولا يجب على الحكومة أن تركن لكونها تطرح سلعا مخفضة، وبأسعار مناسبة فى المجمعات، لأن هناك جهات وأفرادا يتلاعبون بهذه السلع ويتعمدون تخزينها ورفع أسعارها، وهو ما يفترض أن تواجهه الحكومة بحسم، وألا تتهاون مع من يتلاعب بقوات الناس.
قلنا مرات كثيرة إن الشعب المصرى واع ولم يعد يسكت على حقوقه، وهو من سوف يطالب بعقاب كل من يتلاعب فى طعامه وشرابه، وهو جزء مهم من الدفاع عن الحق، ويفترض أن يتم الإبلاغ عن أى متلاعب فى الأسعار أو من يسعون لإخفاء الأرز أو أى من السلع الاستراتيجية التى لا يستغنى عنها المواطن. الشعب لم يعد يستمع للمشككين، لكنه يمارس حقه فى المطالبة بفرض رقابة على الأسواق بشكل دائم، وكسر دوائر التواطؤ بين أى من أعضاء الجهات الرقابية أو التموين، ومن يمارسون الاحتكار.
ومن يتلاعبون فى أقوات الشعب تماما مثل من يزرعون الشك أو يمارسون الإرهاب، وبالتالى هناك مطالب جماهيرية بتعديل التشريعات وتغليظ عفقوبات المتلاعبين بالأسعار والأسواق، ومن يتخذون من الدولار حجة لرفع الأسعار، والدولة متيقظة لمن يحاولون تعطيل المسيرة أو استغلال الشعب. وكما قلنا فإن الرئيس والحكومة همهم الأول أغلبية الشعب، وكل ما يخصهم، وهم الهدف الأول، وبالتالى وقبل شهر رمضان يجب أن تكون الإجراءات رادعة وقوية فى مواجهة التلاعب، وفى وقت يتم فيه طرح المزيد من السلع فى المنافذ العامة والجمعيات يجب أيضا أن تستمر الرقابة، وتصدر عن الحكومة إجراءات تثبت مواجهة التلاعب والتعامل مع من يتلاعبون فى الأسعار، على أنهم خصوم، ويتم التعامل معهم بشكل يمنع غيرهم من الدخول فى نفس المسار، لأن ضعف العقوبات يتسبب فى شيوع الاستغلال، والحكومة مطالبة بالتدخل لفرض رقابة دائمة، والتعامل بحسسم مع من يتلاعبون بأقوات الشعب.
موضوعات متعلقة..
ابن الدولة يكتب: أسئلة الشعب وضجيج أصحاب الكسل العقلى.. كل خطوة للأمام فى "القمح وجبل الجلالة وسيناء" تمثل قفزة للمستقبل.. النتائج ترد على من يبقون طوال الوقت فى حالة من الشك والاكتئاب
ابن الدولة يكتب: كيف ننفذ مشروعاتنا ونوفر المال العام؟.. هل الحكومة قادرة على تنفيذ مطالب الرئيس بوقف إهدار المال والاقتصاد وتوفير النفقات ومراجعة التكاليف؟ السؤال مطروح بالفعل طوال الوقت
ابن الدولة يكتب: الرئيس وإرادة القضاء على العشوائيات.. إعلان الرئيس عامين لإنهاء المناطق العشوائية يحتاج إلى عمل حقيقى وخطط واضحة.. هذا هو دور الحكومة لإرسال رسائل طمأنة للمواطنين