أنا وطن آثم لم أحتويك .. شعرتِ بالغربةِ بين أركانى .. وتمكن منك الحنين بين جنباتى
أنا وطن آثم .. لم أشعر بك وأنت تكتوين ألما .. تلتهبين وجعا ..
لم أستطع مواساتك .. تقفين حدادا على طرقاتى .. لم أمسح على قلبك ..
ذرفت الدموع وسط المطر .. فخاننى النظر ... لم أر شجن عينيك وجفاف مقلتيك بعد ليالى بكاء طويلة..
أنا وطن آثم ..
وأنت كنت شجرة وحيدة فى جزء دامٍ من أجزائى المتعبة
كنت أنت جرحى الأعظم .. مصيبتى الكبرى .. ودائى الذى لا أريد أن أبرأ منه
كنت أنت نقطة ضعفى .. الجميع يريد اقتلاعك من جذورى .. من قلبى ..
الجميع يريد موتك إلا أنا لم أستطع ..
الجميع يريد هلاكك .. لأنك توقفت عن الأثمار .. خانتك أوراقك ..
الطامعون ينظرون إلى جذعك القوى الذى صقلته الأيام وإلى فروعك القوية ..
يريدون أن يقتلوك لأجل رفاهيتهم
سامحينى لأننى لم أكن لك وطن ..
******************************************************
أنا هى الشجرة المحروقة منذ زمن .. أنا المغدور بها .. ذرفت دموعى سنوات حتى ارتويت خيبة وظمأ
أنا الشجرة الميتة قبلا .. ألا تتذكر من أخطائك شيئا غير تخليك .. تتكلم عن جُرحك الدامى .. من غيرك صنع جراحى..؟
أنت خيبتى الكبرى .. حين زُرعت فى أرضك وانتميت إلى تربتك .. احتضنتك جذورى والتففت حولها .. أعطيتها الماء لتنمو والسماد لتزهر .. ثم عندما أصابتنى سنون العجز واليأس .. بحثت عن شجرة مثمرة تغدق عليها بسخاء .. حتى أقصرت عنى ماءك وسمادك .. فروتنى دموعى وقوتنى خيباتى
أنا الشجرة التى كانت قبلا مثمرة .. أنا صورة النكران بعد زمن .. أنا المُضحى بها بثمن بخس
لكن سنوات العجز .. علمتنى أن لا يأس .. الليلة سيكتمل بناء العش على أحد فروعى القوية ..
الليلة ليس على بأس .. فقد وجدت العوض فى طائر الرُّخ .
فتاة مكتئبة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة