شاع عنه كرمه البالغ، فما أن يستقر فى مقعده بالمقهى، إلاّ ويبدأ فى استدعاء النادل، طلب مشروبه المفضل، ثم تقديم واجب الضيافة للحضور من حوله، حالفا عليهم بكل نفيس وغال رافضا منهم أى عذر، ولا يكتفى بهذا، بل يبدأ فى استضافة المارة ممن يعرفهم ولو من بعيد، للجلوس معه. ثم تقديم طلبات الضيافة لهم.
على أننا نتذكر عنه أمرا لا مفرّ منه، أنه لم يذهب للمقهى إلاّ فى وقت متأخر وبعدما يتأكد أن بعض الرفاق موجودين منذ فترة، ثم يبدأ فى ممارسة هوايته المفضلة فى استضافة الغادى والرائح.
فى النهاية وبعدما تتسع دائرة الضيوف الجالسين من حوله وحينما يستشعر جلال المكان والمكانة، يستأذن فى الانصراف لأمر هام، وعلى وعد بعودة سريعة، منبّها على الحاضرين بعدم مغادرة المكان، مشيرا بصوت عال أن لهم الحق فى طلب ما يشاءون، وبعد أن يذهب لحال سبيله، يترك للجالسين الحق فى ضرب الأخماس فى الأسداس، ثم يبدأ الصراع المكتوم إذ يبحث كل جليس عن مخرج للفرار من دفع الحساب، لتستقر الكرة فى ملعب أحد الجلوس الجُدد، فيمكث طويلا منتظر المضيف دون طائل ويُضطر فى النهاية لدفع الحساب نيابة عن المضيف وضيوفه.
مقهى - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة