كتاب "الجمهورية المكسورة" لـ"يوفال ليفين".. الشعب الأمريكى كئيب وقلق

السبت، 21 مايو 2016 06:00 ص
كتاب "الجمهورية المكسورة" لـ"يوفال ليفين".. الشعب الأمريكى كئيب وقلق غلاف الكتاب
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المعروف أن التغيير لا يأتى بدون تكاليف، لذلك فإن التغيرات الاجتماعية السريعة التى أصابت المجتمع الأمريكى خلال العقود القليلة الماضية التى رأى البعض أنها أحدثت الكثير من الازدهار الشامل والثقافة الديناميكية، كما أن هذه التغيرات صاحبها أيضا تآكل وتدمير للمجتمعات الأمريكية.

ومن هنا، يعرض الكاتب السياسى الأمريكى يوفال ليفين فى كتابه "الجمهورية المكسورة" حياة الأمريكيين وحالتهم النفسية، حيث إنهم دائما ما يشعرون بالإحباط والقلق فى الوقت الحالى، بسبب الاقتصاد الذى يسير ببطء شديد، مما يجعلهم فى حالة عدم الإحساس بالأمان فى وظائفهم، ويترتب عليه عدم المساواة فى الدخل، هذا بالإضافة إلى تزايد الانقسامات الثقافية وارتفاع حالات الاستقطاب السياسى فى المجتمع الأمريكى مما يصيب المؤسسات الحكومية بالشلل.

وأكد الكاتب الأمريكى، أن السياسة الأمريكية فشلت فى مواجهة هذه التحديات، وإذن ليس بعجب أن الأمريكيين والسياسيين الذى يمثلون الأغلبية الساحقة يحنون ويشتاقون إلى تيار اليسار الاقتصادى لعام 1965.

واستعرض الكتاب أن تيار الفكر اليسارى مشكلته أنه ينظر إلى الوراء وبالتحديد منتصف القرن العشرين عندما كانت النقابات قوية، حيث إنها أعدت برامج عامة كبيرة فى حل المشاكل الاجتماعية الملحة، هذا بالإضافة إلى مناقشة حركات الاندماج العرقى والمساواة بين الجنسين.

وتوقف الكاتب عند الشعور بالحنين لعصر الرئيس ريجان، عندما ساهم فى تحفيز رفع القيود وتخفيض الضرائب الاقتصادية، واستعادة النشاط الأمريكى الثقافى التقليدى، لذلك تفكر كل التيارات السياسية بالعودة إلى العصر الذهبى لكى تحل مشاكل أمريكا.

كما يرى الكاتب أنه فى ما بعد الحرب العالمية الثانية، تمتعت الولايات المتحدة بالتماسك النسبى الثقافى، والمساواة الاقتصادية، والثقة العالية فى المؤسسات الوطنية، والتفاؤل على نطاق واسع بشأن مستقبل البلاد "خاصة إذا كنت من البيض والذكور"، لذلك كانت هناك نقطة محورية فريدة من نوعها فى تاريخ الولايات المتحدة، وفى النصف الأول من القرن العشرين، ويؤكد "ليفين" أنه كان هناك هناك عصر توحيد مع الاقتصاد الصناعى منقطع النظير، وحكومة مركزية قوية وهوية ثقافية موحدة نسبيا، أما فى النصف الثانى من القرن العشرين أصبح الاقتصاد الأمريكى أكثر تنوعا، فى حين أن الحياة الثقافية أصبحت تصب لخدمة مصالح فردية وسياسات تعبر عن الهوية الشخصية.

ويدعى الكاتب أن السياسيين دعوا إلى اتباع السياسة التحديثية، كما أنه يشير إلى الطبقات الوسطى من المجتمع الأمريكى، وأيضا إلقاء الضوء على المجتمعات المحلية لمختلف المدارس والكنائس والجمعيات الخيرية والجمعيات والحكومات والأسواق المحلية.

وأكد "ليفين" أن التغيير ليس بحل وحيد لمشاكل عصرنا، لكن الإجابات متعددة ومميزة، حيث يتخللها العديد من التحديات التى تواجه المجتمع الأمريكى والتى ستعمل على إحياء أمريكا من جديد.


موضوعات متعلقة..

- صدور كتاب "فى مديح الأفلام" لـ "سعد القرش" عن مركز الأهرام






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة