وأوضحت الصحيفة أن الأنفاق التى حفرتها حماس بين غزة وإسرائيل، طالما أدت لمخاوف عميقة على الجانب الإسرائيلى من السياج الحدودى، حيث يتحدث الإسرائيليون عن كوابيس من أن يقوم المسلحون بالحفر تحت غرف منازلهم، أو حتى حدائقهم. لكن الآن، فإن هذا الأنفاق تقلق آخرين وتجعلهم لا ينامون الليل، وهم الفلسطينيين الذين يعيشون فى غزة.
وتابعت الصحيفة: الناس الذين يعيشون فى مدن غزة الحدودية، مثلهم مثل الإسرائيليين الذين يبعدون عنهم أميالا قليلة، يشكون من سماع أصوات آلات الحفر فى ساعات الليل. ويعربون عن قلق مماثل بشأن الأنفاق التى يجرى إعادة بنائها سريعا قرب منازلهم، التى ستصبح أهدافا للضربات الإسرائيلية.
ويوجهون انتقادات قاسية غير معتادة وإن كانت مجهولة خوفا من الانتقام، لحركة حماس لأنها تضع الناس فى خطر.
ولفتت الصحيفة إلى أن هؤلاء الذين انتقدوا حماس حرصوا على عدم الكشف عن هويتهم لتجنب أن يتم استهداف أحيائهم فى ضربات إسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن سيدة سمت نفسها أم نضال من إحدى القرى قرب السياج الحدودى قولها "يا إلهى سنتمزق"، وأضافت أنها متأكدة بنسبة مليون بالمائة أن الذين تتواجد تلك الأنفاق تحت منازلهم لا ينامون ولا يتذوقون متعة الحياة.
وزادت مخاوف أم نضال وجيرانها الشهر الماضى مع إعلان المسئولين الإسرائيليين تحديد مكان نفقين بعمق 100 قدم، وهى أول مرة منذ وقف إطلاق النار فى أغسطس 2014 الذى أنهى قتالا استمر 50 يوما أودى بحياة أكثر من 100 فلسطينى.
وقال الإسرائيليون إن أحد النفقين كان مجهزا بالكهرباء وخطوط الاتصالات وخط سكة حديد للمساعدة فى نقل الأنقاض. كما أن الشين بيت قال إن أحد مقاتلى حماس الذى تم القبض عليه كشف عن طرق لأنفاق فى شمال غزة، وقال إن بعضها يضم غرف للاستراحة وحمامات وأماكن لتناول الطعام.
وقالت سيدة تعيش قرب بلدة بيت حانون الحدودية الشمالية، إن كل نفق يظهر على الخريطة سيتم ضربه فورا قبل حلول الليل.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى قد قال أمس الجمعة إن حماس تتعمد وضع المدنيين فى طريق الجيش بحفر الأنفاق تحت المنازل، وهو ما وصفه بخطة مهاجمة الإسرائيليين، مع إخفاء أنشطة حماس خلف أهالى غزة. بينما قال متحدث باسم الحركة الفلسطينية طاهر النونو إن الأنفاق تخلق إحساسا بتوازن القوى ضد عدو لديه عتاد أكثر تطورا منها طائرات بدون طيار. وأضاف أن الإسرائيليين يستطيعون أن يشاهدوا مقاتليهم على الأرض، لكن هل يمكن أن يروهم داخل النفق؟. وطالما استمر العدوان الإسرائيلى ضدهم، ستظل الأنفاق أولوية.
موضوعات متعلقة..
- الحكومة الفلسطينية تصدر توضيحا ردا على نية حماس إعدام محكومين بتهم جنائية
- "حماس" ترحب بدعوة السيسى لتحقيق المصالحة.. وتؤكد: جاهزون
