الحب هو عنوان الحياة وهو أسمى معانى الحياة ولنتفق على أن الحب هو المحرك الرئيسى للعالم كله وللشخص بصفة خاصة، فهو مثل الوقود الذى يدفع القلب إلى التحــرك وهو إشباع الذات الداخلى الذى نتمتع به فالقلب لا يتوقف عن الخفقان فعندما نحب نجد أن هذه الدنيا جنة وكل شىء فيها مثالياً وسوف تشعر بالراحة النفسية وسوف تعيش فى برج عال وتتجه إلى سماع قصص المحبين وتبحث عن أحلى كلمات الغرام لكى تقتبس منها ما يروق لك لكى تقوله لمن تحب وسوف تتلذذ بهذه الحياة على الرغم من الصعوبات التى نواجهها.
وسوف تقرأ عن الغزل والعشق وسوف تلاحظ أنك مثل الطائر الذى يطير بجناحيه ويحلق فى السماء، فالحب هو البذرة التى تكون بين الرجــل والمرأة أو الشاب والفتـــاة، وهما الوحيدان اللذان يستطيعان أن يتمموا نمو تلك البذرة حتى تصبح شجرة عملاقة تقف أمام نسمات الرياح وتقلبات الحياة.
إن المودة والرحمة والاحترام والحب الحقيقى الصادق الخالى من أى أغراض هى بمثابة المياه التى تساعد على نمو بذرة الحب لتصبح شجرة عملاقة يستظل العشاق بظلها، إن الحب الذى ينبع من القلب والذى لا يحتوى على رغبة جسدية والحب الذى يعشق المحب فيه الروح قبل الجسد هو الحب النابع من القلب وذلك لأن قلوبنا عندما تحب لا تنظر إلى الشكل أو إلى أى أوصاف جسديـة، لأنه ينظر إلى الروح بصرف النظر عن الشكل الــذى قد لا يعجب الآخرين، ولكن هو فى قرار ذاته يجد أن هذا هو حبه الذى يبحث عنه.
الحب هو الكنز الحقيقى الذى نبحث عنه فهو أغلى من الذهب والمال والمناصب والألقاب فقد يتوفر لك كل ذلك ولكن لا تجد من يحبك حباً حقيقياً صادقا ولا توفق فى الحصول على شريكة الحياة التى تحبك لنفسك وليس لما أنت فيه من مال وجاه، وكثيرا نرى أشخاصا يعيشون فى فلل وقصور ويمتلكون سيارات فارهة، ولكنهم يفتقدون الحب سواء من الناس أو من العلاقات الحميمية التى تقوم على أساس الحب الصادق وليس الحب الحرام الذى يباع ويشترى فى الكباريهات وبيوت الدعارة.
أنواع الحب:
يوجد عدة أنواع للحب وهى:
ــ الحب الرومانسى: هو ذلك الحب الذى ينشأ بين الرجل والمرأة والشاب والفتاة ويكون عبارة عن حب من خلال النظرات والكلام والاشتياق والعواطف التى تنشأ بينهم وقد يكون عن طريق النظرات بدون كلام ويسمى الحب الصامت، فالمتعة بالنسبة لهم هى وجودهم معاً ويكون الحب الرومانسى حباً يميل إلى العذرية وهو الحب الذى تربينا على قراءته فى الروايات والكتب الرومانسية وقد يكتمل الحب بالزواج أو قد ينتهى بعدم القدرة فى أن يكون هناك ارتباط بين القلبين اللذان عاشا من أجل أن يجمعهما بيت لكى ينعمان بهذا الحب لإن المحبين فى الحب الرومانسى تكون الأحاسيس والمشاعر عالية جداً فهما يصبحان كالأطفال ويمتلكون مشاعر مرهفة ويميلون الى الخيال والعيش فى الأحلام.
الحب الجسدى: وهو الحب الذى يعشقه أغلب الرجال وهو الجزء المعاكس للحب الرومانسى فالرجل دائما يحب هذا النوع والذى يجعله دائما يسعى الى الحصول على أجمل جسد ويلاحق المرأة حتى يفوز بها وهو الحب الذى لا تميل اليه أغلب النساء لأنه لا يحقق لها الارتواء العاطفى والرومانسية التى تعشقها والتى حلمت بها وسمعت عنها وشاهدتها من خلال أفلام عمر الشريف وفاتن حمامه أو عبد الحليم حافظ وزبيدة ثروت، وهنا تكمن مشكلة معظم النساء مع أزواجهم فى الزواج فنجد الكثير من الأزواج يميل الى السرعة ولا يلبى رغبات زوجته ولكن الزوجة الناجحة هى التى تجعل من هذا الشخص يغير تفكيره ويفكر فى متعتهما معاً بدلا من الميل الى المتعة الفردية.
الحب الإنجابى: وهو الحب الذى يبحث عنه من يريد الإنجاب فقط ويتمثل فى البلاد التى تخضع للحكم الملكى فيكون الهدف هو توفير الوريث الذى يرث الحكم من بعده ويعتنق هذا الحب الكثير من الجماعات والشخصيات الدينية التى ترى أن الحب الرومانسى حرام والحب الجنسى مكروه ولا يجوز الكلام أصلاً فيه فتكون المرأة بالنسبة لهم وسيلة للأنجاب وعادة لا يميلون إلى المتعة والرومانسية فى العلاقات.
الحب الواقعى: وهو ذلك الحب الذى يتسم بالواقعية عند الاختيار فالمتحكم فى الحب هو العقل وليس العاطفة فعندما يقرر الشخص الارتباط بشريك حياته فهو يخضع الأمر إلى العقل، ويبدأ يحدد الشروط والاختيارات التى يرغب فيها وتكون المرأة نفس الشىء وإذا اتفق الطرفان فسوف يتحول ذلك الحب إلى الحب الحقيقى فكأنما شخصان يبحثان عن شىء مشترك فوجدوا ذلك الشىء معاً وعادة يكون هناك اتفاق فى الآراء، فكل شخص يبحث عن الآخر، وتتحول الحياة إلى مشاركة فعالة وأهداف واضحة لتحقيقها ويبنيان بيت السعادة معًا.
أعتقد أن الحب الأروع والأجمل فى حياتنا هو الحب الذى يجمـــع بين (الحب الواقعى والحب الرومانسى) وعادة يأتى الحب الواقعى بعد الحب الرومانسى ويتوقف نجاح الحب بين الأزواج على رغبة الأزواج فى استمرار الحب بينهم، وألا يتم قتل تلك الرومانسية وأن يتغلبوا على ازمات الحياة وشتاء وخريف العلاقة الزوجية ويعيشان ربيع الحب دائماً حتى تنمو شجرة الحب الكبير بينهما ويصبح جذورها ثابتة وبالتالى ينعم المحبين والعشاق بظلالها فعندما نحب تتغير حياتنا فهو دواء القلوب ومضمد الجراح ومزيل الاكتئاب.
وأخيراً: أى نوع من الحب أنت تنتمى إليه؟
عماد عبد الحى الأطير يكتب: الحب بين الواقعية والرومانسية
الخميس، 26 مايو 2016 10:00 م
أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة