ولا تتوقف كوارث المستشفيات العامة عند حوادث الإهمال، التى يمكن تفسيرها فى بعض الحالات على خلفية الإمكانات المتدنية، ونقص الأجهزة والأدوية، بل يصل الأمر إلى حوادث لا يمكن تفسيرها إلا بالإهمال المتعمد، والاستهانة بأرواح البسطاء الذين يلجئون إلى مثل هذه المستشفيات، لتلقى العلاج بالمجان، فيضطر البعض منهم إلى شراء المستلزمات التى يحتاجها الطبيب المعالج على نفقتهم الخاصة، بدءا من الحقن مرورا بالقسطرة والجبائر، ووصولا إلى أكياس الدم، أى أن الخدمة "المجانية" الحقيقية الوحيدة داخل هذه المستشفيات الحكومية المفترض كونها "مجانية" تنحصر فى الكشف الذى يجريه الطبيب، والذى يصبح فى معظم الوقت سريعا، فى محاولة للتخلص من الأعداد الغفيرة التى تكتظ بها ممرات المستشفى، ويرجع ذلك إلى السمة المشتركة بين جميع المستشفيات الحكومية ألا وهى (ضعف الميزانية).
فالإهمال والتراخى فى العمل هو سمة العاملين والأطباء بمستشفى السادات المركزى بمحافظة المنوفية فلو صادفتك الظروف ودخلت المستشفى للكشف على حالة أو زيارة مريض فسوف تشعر وقتها بأن لسنا فى عصر التكنولوجيا والتقدم ولكنك سوف تشعر بأنك تعيش فى عصر من عصور الظلام، وذلك بسبب إهمال الأطباء والعاملين والذين هم فى غياب مستمر بسبب عدم الرقابة بالإضافة إلى إهمال المرض فالداخل للمستشفى مولود والخارج مفقود.
فى البداية يقول إبراهيم السيد عامل بإحدى مصانع مدينة السادات إن الإهمال فى مستشفى السادات المركزى هو السمة الواضحة، وذلك لأننى ذهبت بأحد العمال العاملين معى بالمصنع وكان يعانى من مغص كلوى شديد وعندما وصلنا إلى المستشفى حوالى الساعة العاشرة مساء وظللنا فى انتظار الطبيب لمدة نصف ساعة حتى أتى إلينا وقام بالكشف عليه لمدة دقيقة واحدة وقرر عمل إشاعة له وتركنا على الترول لمدة نصف ساعة أخرى حتى حضر إلينا طبيب الإشاعة بعدما تم استدعائه من منزله مع العلم إن ميعاد عمله لم يتنه ولكنه اتفق مع الممرضين عند احتياجه لعمل إشاعة الاتصال على هاتفة المحمول.
وتساءل إبراهيم إلى متى سيظل بنا الأمر إلى تلك الفوضى والإهمال الذى يملأ جميع أقسام المستشفى، ويشير "محمد م" أحد المرضى المحتجزين بالمستشفى أنه نعانى من إهمال أعضاء هيئة التمريض قبل الأطباء لأنهم يرون أننا لا حق لنا بالعلاج على نفقة الدولة حيث تقوم العمال بترك الغرف دون تنظيفها بالإضافة إلى إهمالنا فى وقت العلاج، وتابع أن دورات المياه لا تصلح للاستخدام الآدامى وهذا يتسبب فى نقل العدوى بين الأهالى والمرضى.
وأكد قمنا بشراء جميع الأدوية من الخارج مع العمل تواجد بالمستشفى لكن غياب الطبيب الصيدلى بالمستشفى أدى إلى قيامنا بشرائه من الخارج.
ويؤكد إبراهيم عبد المنعم موظف بإحدى الشركات بالمدينة أن مستشفى السادات تعد من أهم المستشفيات بالمحافظة، وذلك لأنه يوجد بجوارها ما يقارب من ٤ شركات ومصنع يضمون ما يقرب من ٥٠ ألف عامل فلابد من الاهتمام بتطوير تلك المستشفى وتشديد الرقابة عليهم من قبل المسؤلين.
وطالب محمد الدكتورة هناء سرور وكيل وزارة الصحة بمحافظة المنوفية، بعمل جولة مفاجئة على المستشفى للتأكد من كلامى، لأننا لا نملك سوى الشكوى للمسؤلين.
فى سياق متصل أكد الدكتور هشام عبد الباسط محافظ المنوفية أنه قام فى إحدى جولاته بمركز ومدينة السادات بإحالة المسؤلين عن المستشفى للتحقيق حيث تبين فى الجولة غياب عدد كبير من العاملين والأطباء وهو غياب 57 طبيبا من إجمالى 190 بينما تم تسجيل 6 حالات ترك عمل وأحالهم المحافظ للتحقيق فى حين سجل غياب 8 حالات من جملة 145 وفى الإدارة الطبية كما تبين غياب 31 حالة وترك عمل لحالتين من جملة 128 موظفا و23 طبيبا.
وأضاف المحافظ أنه يقوم بحملات وجوالات مفاجئة على جميع المؤسسات الحكومية وخاصة المستشفيات وذلك للتأكد من توافر خدمة لمحدوى الدخل داخل المستشفيات مؤكدا أن الخدمة لهم هو أقل ما يمكن أن يقدمه الأطباء وأعضاء هيئة التمريض لهم وذلك بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بالاهتمام بمحدوى الدخل فى كافة المجالات.
ومن جانبها أكدت الدكتور هناء سرور وكيل وزارة الصحة بمحافظة المنوفية، أننا نقوم بحملات مفاجئة للعديد من المستشفيات فقد تم إحالة مايقرب من ٧٤ طبيبا وصيدليا بمستشفى بركة السبع التحقيق بسبب غيابهم عن العمل بدون إذن.
وأضاف أننا نعمل على قدم وساق من أجل تقديم خدمة أفضل للمواطنين.
موضوعات متعلقة
- محافظ المنوفية يحيل 63 طبيبًا بمستشفى السادات للتحقيق بسبب الغياب وترك العمل