أحمد الغرباوى يكتب: فى حبّه لم يكن أعمى أبداً.. أبدا!

السبت، 07 مايو 2016 10:00 ص
أحمد الغرباوى يكتب: فى حبّه لم يكن أعمى أبداً.. أبدا! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أبداً..
فى حُبّه لم يكن أعمى أبداً.. أبدا..!
ربما اختار الوحدة.. لأنه رأى الآخر بصراً وبصيرة.. وتيقّن أن ذاك (القلب) بين جفنيه.. وفى نينى العين يرفضه.. وأبى وتمنّع وجوده سكناً..!
فأغلق عينيه.. وآثر وحدة روحه و(هو).. بعدما عجز عن الرؤية بغير عينيها..!
لقد كانت عن عمد عشق روحه..!
فلا تظلمن قلباً يَعش وحده..؟
لما نقسو على وحدة.. تحيا به يومه إبصار ذات.. لا عَمى جسد وظاهر بشر..؟
من يدرى ماذا.. ماذا فى غَده..؟
ربّما يَمنّ عليه ربّه..؟
يمن ّعليه بما تفقده وتفتقده حياة (وحده )..؟
من يدرى..
ربما يمنّ عليه (هى) حياة خيال وأحلام.. أو حياة رؤايات يقظة منام..؟
فلماذا هَذى القسوة فى رَميْه بالعَمى.. حينما تَجاوز حُبّه فى الله مُنتهى عِشقه..؟
حقيقى..( ربّما فى حبّه غدا أعمى..!)
ولكنه للأسف لم تخدّره نَداوة رائحتها أبداً.. أبدا..
لم يتبسّط الدرب تحت أقدامهما مَمشى.. ولا حَتى (هو) وَطيْفها أبداً.. أبدا..!
بل كان يَحمرّ وجههه خجلاً.. لمجرد يضعف قلبه ويطغى الجوى.. وتَطل صُفرة عينيها على خِلوّ وسادته ليلاً..!
وقطرات الدمّ التى صبغت سَجادة مَمشاه.. التى حلم يوم مولده أن ترافقه عليها.. لا على أسفلت درب.. ولا يلفّهما غيْم سما.. ولا على سفح نهر لهما وحدهما خَلى..
بل على رمال شطّ بَحره.. وتزيّنه عَناقيد فُلّ وياسمين.. تلقيها عليهما نَوارس بَحر.. فى أمسه كانت ولاتزال تؤنس وحدته وسهره.. وهو يرسل لها ترانيم عشقه.. حلم سَحر زفّهما..
هذى القطرات كانت نزف وَجعه.. وجرح عبث صبيّة ع الشطّ لم تعرف مَعنى الحب.. أبدا.. أبدا..!
وكانت من الأنانية أن تستعذّب مُنتهى إخلاص حُبّه ألما..!
وتلهو مع آخر سراً.. بعيداً عن تلوّث شرف عين هواه.. وعلناً والجميع يراه.. إلا.. إلا قلبه.. !
غَصب عن أوحد حُبّه..
غشى بَراء قلبه.. فلم يدر أن الرقّة والرُقىّ ممكن أن يخفيا غدرا..!
غصب عن براء روح..
لم تحيْا الا فى مِحراب الحُبّ عبداً..!
تقيّا فى الله يَعشق.. ويتنفل ليْلا.. شكرا لله على منّه (هى).. وما دونها.. ماهَمّه كل ثمار الأرض زهداً..!
غصب عن سموّ نفسه..
لم يدر أن القلب ممكن أن يَحبّ ويَخون سَويّا..!
غصب عَنه.. لم يكن..
أبداً لم يكن.. لم يكن أعَمى فى حُبّه بإرادته..؟
ولم يغدو مريضا يستعذب.. ويستلذ عَذاب غدره..!
بل يحاول.. ؟
من يدرى..
ربما يَمنّ الله عليه فى غده..؟
ضماد جرحه..؟
من يدرى..؟

،،،،
أبداً..
فى حُبّه لم يكن أعمى أبداً.. أبدا..!
فى النهاية.. نرحل إلا إننا نحيْا.. ولانعش انتظار موت..
وسأحياها.. مهما غدا قلبها كفنا فى أرضى..!
ولكنى أهجرها.. اذا ارتضتنى لحدا.. جاثيْة على ركبتيها.. تدعو لذكرُ حُبىّ أمام رخام قبرى..!
ربما رغبتنى ذكرى..
وفى حبها غدوت أعمى..!
أراها حياة روح.. دوام عشق روحى..!
فليسامحها ربى..؟
ليسامحها ربى..؟
،،،،
أبداً..
فى حُبّه لم يكن أعمى أبداً.. أبدا..!
حُبّ يرمينى.. يطردنى إلى منفى.. بفشل أن يشكل علمى المجنون من ثورة غضب أمام رفض.. تأباه الأعماق.. كما فى إبداعى أشباح تستر عظمى.. فيجرى فيها فيوض دمّى لأخلّدها حيوات متنوعة على ورق.. وبين دفتىّ كتاب أو كُرّاس.. أسجنها حبيبه.. أم أن حُبّى هو ما يسجنّى.. وأنت حبيبى ذاك السجّان متعسّف فى اعتقاله..!
أى ديمقراطية هى فى عِشق ظالم..!
وتظل جذوة عِشقى.. لاتخمد ولاتترمّد..!
فى عينيها غيّاثاً لحبى بقايا عُمرى..
ولم يمطر أبداً..!
ابتسامتك عابرة تستفزّنى.. فيلسعنى حِرمانى مِنّك.. وتصحو الأشباح التى أحَيْا مَعها.. فى غيْابك تلاحقنى لهيب نار..
وتخترقنى سلخاً لجلدى.. وفى لذّة تعذيب الذات أستسلم وهماً للخلود على ورق..!
فقلب العاشق..
وَحده قلب العاشق يختار مصيره فى مضمار قدره.. ولكنه ينبذ رسم الآخرين.. وخَطّه له.. حَتى لو بإيعاذ من قلب يرفض حُبّ.. اخترق قلب فى مخدعه مستلق.. وبين ذراعيه يلتحف ذاته.. يمارس معها أقصى ساديّة روح فى رقصة ( فالس ) وطيف حلم إمرأة لم يكن له خيارا فى مشاركتها له..!
العشق أم..!
رحم لم يختر فيه حياة مهد.. ولارحيل وأد..؟
حُبّ بحنيّة دغدغاته.. وقسوة لدغاته.. صخب يوقد روح.. وهدوء يخمد شهوة..!
أدلة.. وبصمات دامغة على آدميّة حياة..!
،،،،،،
أبداً..
فى حُبّه لم يكن أعمى أبداً.. أبدا..!
حُبّ متشبث بقلبها خيوط عنكبوت..!
لا أرغب التنصّل منها.. ولافكاك من هلاك قبضة حريرها..!
وإن عاجلاً أو آجلاً.. سيزحف عليها عنكبوت ليسمّ شبق ( عشق روحى ) وصولاً إليها.. إليها..!
حُبّ نقاء خصب..
عذرية ريف مصرى.. قبيل أن يعتدى عليه جشع نفس.. وفُحش خلق.. وقبح فعل..يكسر تطلعاً للجمال وطوحاً للأعلى..!
وفى روح تمرّد تنطلق شرارة الإبداع.. تفشل فى الفرار من بين جدران الأعماق.. تنشد الحرية طعماً ورائحة.. صفعة خلق فنّى.. بلا ألم.. ولا وجع..!
صرعة نهم.. بلا ضجر ولا ملل..!
فى وادى سحيق أهوى.. فى محراب معبد يخشع.. وأسدل أهدابى على حيواتى المحروم منها.. و..
وأنتَ..!
فبدونك حبيبى.. أتناثر عارى الجسد هش الجذور وحدى..!
وحدى..!
****









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة