حنان شومان تكتب: أزمة الصحافة والإعلام يمكن حل بعضها من خلال محرر القراء.. وسيلة لتوصيل صوت ورأى الجمهور بشكل قانونى وحرفى.. ومواقع التواصل لإخراج شحنات الغضب وليست عملية.. وللمتلقى حق النقد

السبت، 07 مايو 2016 09:27 م
حنان شومان تكتب: أزمة الصحافة والإعلام يمكن حل بعضها من خلال محرر القراء.. وسيلة لتوصيل صوت ورأى الجمهور بشكل قانونى وحرفى.. ومواقع التواصل لإخراج شحنات الغضب وليست عملية.. وللمتلقى حق النقد حنان شومان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أكن وأنا أحضر فعاليات مؤتمر محررى القراء فى العاصمة الأرجنتينية بونيس أيرس، أتخيل أنى حين أصل مصر سيكون أول خبر أتلقاه هو أزمة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية، ويدخل فى إطارها غضب عام من الصحافة والإعلام مقروءاً ومسموعاً ومرئياً، وهو غضب يتصاعد منذ فترة وليس بمفاجئ، ولكنه عبر عن نفسه بشدة فى أزمة يواجهها الصحفيون، فلم ينحاز لهم كثير من عموم الناس لأنهم فى الأساس غاضبون منهم ويحملون الصحافة والإعلام خطايا خمس سنوات ويزيد من التوهة واللخبطة.

فالكل يشكو من الكل رغم أن الشكوى لا يجب أن تعم، ولكنها تعم للأسف، وذلك لأن ليس هناك من سبيل أو قنوات مفتوحة رسمية بين جمهور المتعرضين للإعلام ووسائل الإعلام لإبداء الشكوى من تغطية ما أو خبر أو صورة، وإن كانت وسائل التواصل الاجتماعى تقوم بهذه المهمة فى إخراج شحنة غضب أو اتهام، ولكنها ليست وسيلة تواصل شرعية أو علمية بين المؤسسات الإعلامية وجمهورها.

وأتمنى ألا يتصور أحد أن الاتصالات التليفونية المباشرة بالبرامج، خاصة فى الإعلام المرئى والمسموع ترصد هذا الغضب، فهى فقط تتلقى السعداء والمادحين أكثر كثيراً من الغاضبين.

أزمة الإعلام فى مصر أزمة متعددة الجوانب، متشعبة تحمل كل ملامح أزمات مصر السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية، وأزمة الإعلام لها طرفان أساسيان؛ العامل بها والمتلقى لها، فإن كان القارئ أو المشاهد يشكو من الصحفى، فإن الصحفى ذاته له شكوى من المتلقى.
ولكن استطاعت دول كثيرة فى العالم أن تجد صيغة رسمية وعلمية وقانونية لحل الاشتباك الدائم بين الصحفى والمتلقى.

وكان محرر القراء هى المهنة أو المهمة التى وجدوها لحل هذا الاشتباك، ولهذا فإن أغلب وسائل الإعلام فى العالم مقروءة ومرئية ومسموعة صارت تلتزم بتعيين الصحفى الذى يقوم بهذه المهمة، ليكون حكماً بين وسيلة الإعلام وجمهورها، بل إن مهمة محرر القراء صارت بنداً ملزماً فى قوانين تنظيم الإعلام كما فى دول أمريكا اللاتينية، خاصة الأرجنتين والبرازيل اللتان صارا لهما، محرر قراء عام إضافة لمحررى القراء الخاصين بكل وسيلة إعلام ومهمته تلقى شكاوى القراء من الصحف أو محطات التليفزيون أو الإذاعة، والتحقيق فيها وإعلان الخطأ ودفع وسائل الإعلام للاعتذار إن كانت مخطئة، مما يكون له أثر فى تصحيح مسار وسائل الإعلام، كما أنها وسيلة لتوصيل صوت ورأى المتلقى بشكل قانونى وحرفى، مما يدفع المتلقى للثقة فى وسائل الإعلام إلى حد ما.

والسؤال الذى يجب أن يطرح نفسه بين العاملين فى المهنة ومن يديرونها هل أنتم مستعدون لبناء الثقة مع المتلقى.. ثقة حقيقية وليست زائفة، فعليكم بأن تفعلوا كما تفعل كل وسائل الإعلام فى أغلب دول العالم أن يكون للمتلقى حق النقد والرفض عبر قنوات مفتوحة مهنية للاتصال.

أما المتلقى فهو الآخر عليه عبء ومهمة، فلا يكفى أن تشكو على "فيس بوك" أو "تويتر"، وتنعت الإعلام بنعوت كإعلام العار أو غيره من سباب يطال الجميع لأن شخص ما تحدث أو كتب بما لا يتوافق مع أفكارك، فلتكن قارئًا فطنًا تعرف حقك، ولكن لا تنسى أن عليك واجب فى تصحيح المسيرة.

أطراف النزاع عاملين فى الإعلام ومتلقين ودولة؛ فلنفك اشتباك الطرفين الأولين، ويبقى اشتباك الإعلام والدولة، وتلك حكاية أخرى.




موضوعات متعلقة:


- سوبرمان وباتمان يصبحان على أمريكا










مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

فاروق صديق

النقابه وضعت نفسها فوق القانون والمواطنين والدوله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة