ولم تقتصر مأساة الأهالى عند هذا الحد بل أصبحوا يدفعون حياة أولادهم غرقًا فى نهر النيل أثناء ذهابهم للمدارس يوميًا، الأمر الذى جعلهم يمنعونهم من الذهاب حرصًا على حياتهم الأمر الذى أدى إلى تفشى الجهل وارتفاع معدلات التسرب من التعليم بين أهالى الجزيرة.
"اليوم السابع" عاش بالفيديو والصور مأساة الأهالى فى ظل غياب كامل للمسئولين بالمحافظة، ففى البداية تقول فتحية محمد: نحن نعيش فى غياب تام من المسئولين وكأننا لا نتبع محافظة سوهاج زوجى توفى أثناء أداء الخدمة العسكرية وترك لنا 9 أطفال 7 منهم لزوجته الأولى و2 أبنائى وتوفى العاشر غرقًا فى نهر النيل، والمنطقة التى نعيش فيها لا توجد بها أى شيء من الخدمات التى يجب توفيرها وأبسط شيء واجب على الحكومة توفيره هو العلاج من خلال وحدة صحية لا يوجد بالمنطقة وجميع الأمراض التى تصيبنا وتصيب أولادنا علاجها الوحيد هو الريفو، عيل يسخن نديله ريفو عيل يكح نديله ريفو عندنا صداع ناخد ريفو عندنا مغص ناخد ريفو، هو اللى متوفر فى الدكاكين الموجودة بالمنطقة وبالرغم من كل اللى إحنا فيه المحافظة مش سألة فينا لا طريق ولا غيره، والموت أصبح هو الشىء الذى ينتظر أبناءنا كل لدرجة أننا منعناهم من المدارس علشان ميمتوش غرقانين فى النيل وقلنا الفشل أفضل من أننا نفقدهم خالص".
أما أحمد محمد من سكان الجزيرة فقال: "الحال فى الجزيرة لا يرضى عدو ولا حبيب الكهرباء عندنا بالطاقة الشمسية منحة من دولة الإمارات والساعة 8 تتوقف عن العمل تمامًا وراضين وبنقول الحمد لله لكن المصيبة الكبرى لما حد يموت فى المنطقة بنشيله على كتوفنا ونحطه فى المركب الخشبى ويركب معاه فى المركب اللى بيشيل 2 أكثر من 10 أشخاص وممكن المركب يقلب فى النيل والميت يتعذب قبل ما يروح القبر ويدخل قبره مبلول، أما لم ست يجيلها الوجع بتاع الولادة على بال ما توصل المستشفى على بعد 4 كيلو متر تكون روحها طلعت وجنينها مات قبل ما توصل بسبب أنها تخوض فى المياه التى تغمر الطريق الموصل للمستشفى" .
ويضيف على أحمد، مدرس: "أنا كل يوم أشمر هدومى وأمسك حذائى بيدى فى الصباح أثناء الذهاب إلى العمل وفى العودة آخر اليوم ومش عارف هاوصل حى أو ميت وهذا الحال ينطبق على طلاب المدارس ابتدائى وإعدادى وثانوى، وغرق الطريق جعل تلاميذ المدارس لا يذهبون إلى المدارس وإن ذهبوا إليها يذهبون متأخرين وإدارة المدارس ترفض دخولهم ويحسب اليوم غياب وغياب وراء غياب يتم فصل الطالب ويصبح مصيره الفشل بسبب إهمال الحكومة فى توفير طريق أمن لهم فى الذهاب أو العودة أو حتى معدية تعمل على مدار اليوم".
ويؤكد الحاج حسين من سكان الجزيرة: "أنا لدى طفلين توأم منعتهما من الذهاب للمدرسة خوفًا عليهما من الموت، لما الواحد فيهم يتعب أسحبه ورائى ونرفع ملابسنا ونذهب للطبيب والعلاج اللى يكتبه الطبيب بيأخذه شقيقه برضه علشان لا أعرضه للموت ولما أذهب للطبيب لو والدته عندها تعب أوصفه للطبيب على أنه عندى علشان معرضهاش للموت والغرق".
وأوضح أحد الأهالى: لا توجد وسيلة نسير بها على الطريق الذى غمرته المياه إلا من خلال استخدام الحمير والدرجات البخارية أو أننا نخوض بالمياه رافعين ملابسنا معرضين أنفسنا للموت، محافظ سوهاج زار المنطقة بعد شكاوى متعددة منا ووعد بإيجاد طريق ولكن كلام دون تنفيذ مازلنا على حالنا المنطقة لا توجد بها وحدة صحية للعلاج، ولا مكتب بريد، ولا كهرباء ولا مدارس ولا مياه نقية للشرب ونستخدم مياه النيل الملوثة فى عملية الشرب لدرجة أن الأمراض تفشت فى أهالى الجزيرة الفشل الكلوى البلهارسيا والروماتيزم وأمراض أخرى لا نعلمها تظهر مستقبلاً.
وعلى جانب أخر قالت طالبة بالتعليم الفنى: "أنا فى الدبلوم أذهب إلى الامتحانات يوميًا وأنا فى حالة غير طبيعية والمارة ينظرون وأنا أسير وأخوض فى المياه وأكون فى قمة الحرج فهل يعقل هذا هل يرضى أى مسئول أن تكون زوجته أو ابنته فى مكان وتهان بهذه الطريقة أظن لا، حفاظًا على الأرواح ومستقبل الجميع نناشد الرئيس عبد الفتاح السيسى سرعة التدخل لحل المشكلة الخاصة بنا.
موضوعات متعلقة..
- "اليوم السابع" يدق ناقوس الخطر.. التوك توك بسوهاج يستخدم للقتل والخطف وممارسة الرذيلة وتوزيع المخدرات.. التشكيلات الإجرامية تعتمد عليه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة