الشيخ أسامة السيد الأزهرى، صاحب الأربعين عامًا، صعد نجمه سريعا، وسحب البساط من تحت أقدام علماء ومشايخ كبار فى وقت قصير، خصوصا بعد دعوته لإعادة تأهيل الخطاب الدعوى فى المساجد عقب قيام ثورة 25 يناير؛ فانتقل من منابر المساجد إلى منابر الإعلام، وكان ضيفا دائما فى برنامج تلفزيونى مع الإعلامى خيرى رمضان، إلى أن أصبح قريبا من دائرة صناع القرار فى مصر، واقتحم بحر السياسة.
وتلاقت دعوات "الأزهرى" مع مساعى الرئيس السيسى لتجديد الخطاب الدينى، فاختاره الرئيس، فى الهئية الاستشارية لرئاسة الجمهورية أكتوبر 2014، كما جدد الثقة فيه فكان ضمن المعينين فى البرلمان، ليكون وكيلا للجنة الدينية بالمجلس بعد ذلك، فوضعت اللجنة أولوياتها، كان على أرسها تجديد الخطاب الدينى والقضاء على التطرف ومواجهة فوضى فتاوى الفضائيات.
خلال العامين الماضيين، يبذل "الأزهرى" جهودا حثيثة لتقديم صورة صحيحة تعبر عن الإسلام ومواجهة التطرف، فحاضر فى عدد من الجامعات لمحاربة الآراء المتشددة، والتقى عدد من أبناء المحافظات الحدودية.
كما حاضر الأزهرى عن خطورة الفكر المتطرف، العام الماضى، خلال الندوة التثقيفية الـ 19 للقوات المسلحة بحضور الرئيس السيسى، ووزير الدفاع صدقى صبحى، وفيما يبدو أنه له مكانة خاصة، فقد أم المصلين بمسجد المشير حسين طنطاوى فى عيد الأضحى رغم حضور شيخ الأزهر أحمد الطيب والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية فى حضور الرئيس. كما أنابه الرئيس، أيضا لإلقاء كلمته بمؤتمر دار الإفتاء الذى شهد حضور ممثلين عن 50 دولة خلال العام الماضى.
وخاض الأزهرى، المناظرة الشهيرة مع الباحث إسلام بحيرى الذى يواجه حكما بالحبس عاما بتهمة ازدراء الأديان، وقال بعد الحكم عليه: "أحترم أحكام القضاء وأدعو للأستاذ إسلام بحيرى أن يفرج الله كربه وأن يرزقه سعادة الدنيا والآخرة".
"الأزهرى" الذى اختاره مفتى الجمهورية السابق، على جمعة ليخلفه فى خطبة الجمعة بمسجد السلطان حسن رغم صغر سنه وقتها، نفى أن يكون هناك بين أبناء الأزهر من يحمل فكر الإخوان أو داعش، كما اعتبر الأزهرى، أن الإخوان اختطفوا الآيات وفسروها بمنهجية التكفير وحمل السلاح، وأن داعش كالخوارج ترفع راية التكفير وتحمل السلاح فى وجه الناس.
ويعد الأزهرى المولود فى الإسكندرية عام 1976، ونشأ فى سوهاج، من أبرز العاملين على نشر الفهم المستمد من التراث، والاستدلال به لفهم الواقع المعاصر، وفى العام الماضى، قاد الأزهرى مبادرة مصر بلا غارمات تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، كما حضر حفل تدشين قناة السويس الجديدة، التى اعتبرها هرم مصر الرابع، وأكد وقتها أن الرئيس السيسى يعيد الثقة للإنسان المصرى من جديد.
موضوعات متعلقة..
- الداعية والسياسة.. "عمرو خالد" رجل دعوة وجد له مكانا فى كل عصر.. بزغ نجمه أثناء حكم مبارك رغم تضييق النظام.. أسس حزبًا فى عهد تنظيم الإخوان واستقال منه 2013.. ترك العمل السياسى واكتفى بمشروعه الدعوى
- الداعية والسياسة.. محمد حسان.. الشيخ الذى انخرط فى الشأن السياسى فخسر.. هاجمه البعض بعد ثورة يناير ولعنه الإخوان بعد ثورة 30 يونيو فرد عليهم: "دينى يعصمنى أن ألعنكم".. وحوكم أخيرا بتهمة ازدراء الدين
- الداعية والسياسة.. "الشعراوى" خطب فى الأزهر ضد الاحتلال.. ورفض هجوم الدولة على المحلاوى.. ثم وصف الرئيس السادات بأنه: لا يُسأل عما يفعل.. وقال لمبارك بعد نجاته من الاغتيال: لن أختم حياتى بنفاق