لم تمنعهم أصوات الانفجارات، والنيران العشوائية المتعاقبة ليل نهار معايشة أجواء رمضان وممارسة طقوس اعتادوا عليها فى العبادة والتزاور وإحياء ليالى الشهر الفضيل.
إنهم أهالى قرى جنوب الشيخ زويد ورفح، الذين رحل من بينهم كثيرين فارين من بؤس الحال وتردى الأوضاع فى مناطقهم نتيجة الأوضاع الأمنية، ولايزال آخرين يعتزون بصمودهم وثباتهم وفى شهر رمضان لم يتخلوا عن عادات وتقاليد يمارسونها ويصرون الا تغيب من يومياتهم.
زينة رمضان التى اعتاد أهالى قرى الجورة والظهير وشبانة جنوب الشيخ زويد ورفح مشاهداتها على أبواب مساجد رئيسية بها كل عام لم تغب هذا العام، وكانت ظاهرة فى الواجهة بعضها ورق ملون واخرى فوانيس رمضان، وعقود من الأنوار فى الغالب لا تضىء لأن التيار الكهربائى شبه مقطوع عنها.
فى قرية الجورة جنوب الشيخ زويد، يحرص أعداد من الأهالى على التواجد فى ساحة الشيخ خلف، وهى ساحة خاصة بالطريقة العلوية الصوفية، ويجاورها مسجد كبير ترتفع مأذنته فى سماء المنطقة بأضوائها الخضراء.
قال الشيخ عرفات خضر ، شيخ الطريقة والمسؤل عن المكان، إنه وجميع إخوانهم يجتمعون فى هذا المكان يتناولون بكل محبة وإخاء طعام الأفطار البسيط مؤمنين أن قضاء الله وقدره هو الحاكم، وأن إحياء شهر رمضان فى هذا المكان هو سلوك يحرص عليه المريدين والمحبين لافتا أن مناطقهم تعرضت لكثير من المحن ومع ذلك فى كل مرة يزيدهم ذلك إصرارا وثباتا على أن لا يهجروها.
أضاف الشيخ عرفات، أن عادتهم فى شهر رمضان أن يستقبلون ضيوفهم وعابرى السبيل، ومجالسهم عامرة بذكر الله والتناصح فيما بينهم .
وقال إنهم من هذه المناطق يقولون إنهم يقدمون مثالا للصبر والصمود وهذا ليس بجديدا على أهالى سيناء .
قال "كريم زايد" أحد شباب قرية الظهير جنوب الشيخ زويد، أنهم فى مسجد الزاوية بالقرية حرصوا على زينته قبيل رمضان ولم تنقطع عادتهم السنوية وهى تناول الأفطار الجماعى فى الساحة المجاورة للمسجد، حيث يحضر كل شخص طعام إفطاره مع أبنائه ويتم تناول الطعام، وبعدها صلاة التراويح جماعة، وسهرة ذكر لله.
أضاف أنه رغم صعوبة الأحوال نتيجة الحذر من التحركات وانقطاع الكهرباء إلا أن المكان يمتاز بسكينة وبين الناس تسود روح الرضا ويحرصون على تفقد أوضاع بعضهم البعض ومساعدة بعضهم .
وقال سليمان ضيف الله رئيس جمعية تنمية المجتمع بقرية نجع شيبانة جنوب رفح، إنهم فى شهر رمضان حريصين على أحياء أيامه ولياليه مع بعضهم البعض فى مسجد القرية الكبير ولم تغيب هذا العام عادتهم فى الافطار الجماعى، كما أن الشباب حرصوا على تجميل المسجد والقرية وتزيينة احتفالا بشهر رمضان.
الأهالى أجمعوا على انهم يتأقلمون مع الظروف المحيطة رغم صعوبتها، فهم يحرصون على التواجد فى منازلهم قبل مغيب الشمس حيث يفرض حظر التجوال كليا، وأن كثير من احتياجاتهم اليومية لا تتوفر فى الأسواق ويقطعون عشرات الكيلو مترات للحصول على الخضار والفاكهة من سوق مدينة الشيخ زويد، والمواصلات التى تتوفر لنقلهم شبه معدومة ويعتمدون على استئجار سيارت خاصة تتحرك بهم عبر طرق التفافيه لأن الطرق الرئيسية مغلقة لأسباب أمنية.
وأشار عددا من الشباب أنه غابت عن قرى جنوب الشيخ زويد مظاهر رمضانية أخرى منها الدورات الرمضانية، نظرا لأنه ليلا ممنوع التحرك خشية النيران العشوائية.
كل ما يتمنونه فى رمضان إلا تنقطع الكهرباء عنهم حيث يقضون كثير من لياليهم على ضوء الشموع، وأن يتم توفير المياه الحلوة بالخزانات المجاورة لكل مسجد ليصل إليها الأهالى ويتزودون منها بالمياه، وأن يتم إنارة الطرق.
بالفيديو والصور.. "الأرزقية" سند صيادى السمك فى بحيرة البرودويل.. العمال يلتقطون أرزاقهم من تنظيف شباك الصيد.. يعملون 8 شهور فى العام.. ويطالبون بإدراجهم فى منظومة رعاية صحية وتأمين على حياتهم
أيام وليالى رمضان فى قرى جنوب الشيخ زويد ورفح.. زينة رمضان لم تغب عن واجهات المساجد.. الإفطارالجماعى فى الساحات وقضاء الليل فى ذكر الله.. انقطاع الكهرباء والمياه مشاكل يتمنون زوالها
الأحد، 12 يونيو 2016 05:45 ص
أيام وليالى رمضان فى قرى جنوب الشيخ زويد ورفح
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة