عادل إمام يتفوق على "شيلوك" بخيل شكسبير فى "مأمون وشركاه"

الأحد، 12 يونيو 2016 09:31 ص
عادل إمام يتفوق على "شيلوك" بخيل شكسبير فى "مأمون وشركاه" مسلسل مأمون وشركاه
كتب العباس السكرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن الورقى..


فى روايته العالمية «تاجر البندقية» نجح وليم شكسبير فى تقديم نموذج البخيل بشخصية التاجر اليهودى «شيلوك»، وظلت شخصية البخيل أسيرة هذا الـ«شيلوك» اليهودى، حتى حررها الزعيم عادل إمام من خلال شخصية «مأمون مباشر أبوالعطا» فى مسلسله «مأمون وشركاه»، إذ انتزع الاحتكار الشكسبيرى لشخصية «البخيل» بأداء بارع تفوق به على كل الأداءات العالمية لفنانين من أنحاء العالم جسدوا دور «البخيل».

بمجرد ظهور الزعيم على الشاشة يدخل جمهوره الكبير فى حالة هيستيرية من الضحك ويصفونه بـ«غير المعقول» من شدة إتقانه لمفردات الشخصية، «نظراته، حركاته، إفيهاته، طريقة أكله» كذلك ارتداؤه لملابس عفا عليها الزمن «بدلة موضة قديمة، شراب مقطّع، بيجامة مخططة لا يرتدى سواها» حتى المنزل الذى يقطن به، بدا وكأن أثاثه متهالك من الزمن وفراشته تهالكت أيضا.

مشاهد الزعيم فى المسلسل أصبحت حديث الناس فى الشارع وكذلك إفيهاته «معنديش رصيد أرن على حد» و«إديتهم رنة ماردوش» و«الولية اتجننت عايزة تكييف»، كذلك عندما «يغلق نور المنزل، ومحبس المياه، وعتابه على لبلبة لاتصالها دوليا بابنها، وطلب كشرى كمالة بجنيه ونص للسفير الأمريكى وحرمه، ورفضه الحساب على المشاريب».

أيضا مشاهده عندما جلس مع صاحب مقهى «أفندينا» مصطفى الشامى، وطلب منه دفع ثمن «المشاريب» الذى عزم عليها السفير الأمريكى، يجسده تميم عبده، وزوجته، قال له بطريقة الزعيم الساخرة: «اعمل فاتورة وابعتها على السفارة الأمريكية، احنا هنصرف على الأمريكان كمان؟!».. مشهد ركوبه الأتوبيس ونظراته وهو واقف مع المهمشين الذى عاش عمره كله يحاكى أحلامهم وآلامهم، نظرة الزعيم فى هذا المشهد على الشوارع من أهم المشاهد التى أعادت للزعيم حنينه لذكرياته القديمة فى أفلامه السينمائية، وهذا ظهر فى بريق عينيه.

ولا يقف الزعيم عند مسألة البخل فقط فى المسلسل، بل تأخذ الحلقات المقبلة إطارًا آخر بجانب البخل، عندما ترسل «حميدة» زوجة «مأمون»، تجسدها لبلبة، لأبنائها الذين يقطنون فى الخارج للعودة لمصر بعد معاناتها من بخل مأمون.

ويبدأ المسلسل فى مرحلة صراع العقائد والثقافات، بعدما تعود ابنته ريم مصطفى المتزوجة من حمزة العيلى «سلفى ينتمى لجماعة متطرفة»، وكذلك ابنه «يوسف» خالد سرحان المتزوج من إيطالية مسيحية بصحبة أمها وأبيها، والابن الثالث خالد سليم المتزوج من يهودية، ومع مرور الأحداث يتبين أن الابن الرابع مرتبط بقصة حب مع فتاة «هندوسية» تعبد البقر، وداخل منزل الزعيم تعيش الزوجة اليهودية والمسيحية مع ابنته «المنتقبة» وزوجها المتطرف الذى يصيح فى الزعيم قائلا: «لقد فتحت بيتك للنصارى وآويتهم، وسمحت لليهود أن يعيشوا بيننا»، ليرد الزعيم: «الناس دى عايزة منى إيه؟».. أيضا «نفين» تجسدها هنا الزاهد «المسلمة» ابنة «نشأت»، مصطفى فهمى، تنوى الزواج من عماد لوقا ميخائيل المسيحى، وتعترض عائلتها وينهرها والدها ووالداتها.


مامون-وشركاة1


عادل إمام فى العمل الذى كتبه يوسف معاطى، ويخرجه رامى إمام، يطرح تساؤلا: «كيف نتعايش مع الأديان؟».. لكن هل يثير ذلك التساؤل الجدل كعادة أعمال الزعيم؟.. حيث سبق ووجهت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية اتهامًا للزعيم بأنه أظهر إسرائيل دولة احتلال وجاسوسية فى مسلسله الشهير «فرقة ناجى عطا الله» الذى تم عرضه رمضان 2012، وقتها رد الزعيم قائلاً: «أيوه دولة محتلة و60 محتلة».


مامون-وشركاة-2


وفى المسلسل الاجتماعى الكوميدى الكبير تظهر لبلبة، فى واحدة من أهم الشخصيات التى قدمتها فى حياتها الفنية بدور «حميدة»، تلك المرأة التى هزم الزمن ملامحها نتيجة معايشتها لرجل «بخيل» وكأن بخله قد أكلها.. وهنا يبدو واضحا دور المخرج رامى إمام فى التحضير للشخصية بملابسها «ملابس موظفة اقتربت من سن المعاش»، وماكياجها وتسريحة شعرها ونظارتها وخطواتها وطريقة النطق والضحك، ولم نر لبلبة السيدة الجميلة «الشيك»، بل ربما لو رآها أحد بهذه الشخصية فلن يعرفها.

ومن أروع مشاهدها عندما جلست بمفردها تبكى على ضوء القمر بعدما أخبرها «مأمون» بعرض منزلهما للبيع، والمشهد الذى جمع بينها وبين إنعام سالوسة وهى تتحدث عن زوجها بعد رحيله عندما رأتها غاضبة من «مأمون» حيث قالت لها: «عارفة يا حميدة أنا دلوقتى بقول ولا يوم من أيامه، كان مالى علىّ حياتى بخناقاته وزعيقه، حتى بسيجارته، الراجل ضهر الست يا حميدة حتى لو كان شوية عضم فى قفة برضو له حس، وجود الراجل هو اللى بيفكر الست إنها ست».

رامى إمام نجح فى الإلمام بتفاصيل العمل واستعراض كل صغيرة وكبيرة فيه، حتى مشاهد إيطاليا برع فى تقديمها، كذلك التحكم فى أداء الممثلين القوى، ويعد «مأمون وشركاه» شهادة نجاح جديدة فى أرشيف رامى إمام المخرج المهم فى جيله، ويؤكد أن رامى يملك حسا كوميديا بالفطرة، وهذا ما ظهر فى أعماله سواء التى قدمها مع الزعيم ومع غيره، التى نجحت أيضا وحلقت بنجومها فى السماء مثل فيلم «بوحة» لمحمد سعد، و«غبى منه فيه» لهانى رمزى، و«عايزة أتجوز»، أنجح مسلسل لهند صبرى.

مأمون-وشركاه-1

«مأمون وشركاه» من أهم المسلسلات التى تعرض فى شهر رمضان، برصده واقعا مجتمعيا مأزوما وشبابا شغوفا بالهجرة وطريقة تعامل الآباء مع الأبناء، ويشارك فى بطولته خالد سليم وخالد سرحان ومصطفى فهمى ولبلبة وكمال أبورية وأحمد فؤاد سليم وشيرين، إنتاج تامر مرسى، تأليف يوسف معاطى، وإخراج رامى إمام.


مأمون-وشركاه-2



موضوعات متعلقة..


- بالصور.. اهتمام إسرائيلى بالغ بدراما رمضان2016.. احتفاء بتراجع الحديث عن إسرائيل بالمسلسلات.. عادل إمام تناول التسامح الدينى بـ"مأمون وشركاه" بعد معادته لتل أبيب بـ"فرقة ناجى عطا الله"









مشاركة

التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

اياد

بلاش مبالغه وتلميع

عدد الردود 0

بواسطة:

هاوى

لابد له ان يجيد هذا العمل

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد ابوالنصر

عمل اكثر من رائع فعلا

عدد الردود 0

بواسطة:

Zaid Zakaria

رقم 3

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة