"آسيا بنت مزاحم"، أو امرأة فرعون كما ذكرها القرآن الكريم وذكرتها كتب التاريخ كامرأة لديها القدرة على الاختيار، كانت ملكة متوجة، لديها من معالم الترف ما يكفيها دهراً كاملاً، هى امرأة فرعون الحاكم التى تتحرك الدنيا وفقاً لإشارة منها، بدأت قصتها بالعثور على تابوت "موسى" الطفل الذى قذفت به أمه فى اليم بعد أن أمر زوجها بذبح الرضع، احتضنته كأمه، وأقنعت زوجها بأن يكون لهما طفلاً، ثم صدقته نبياً، عندما بدأت رحلته مع النبوة، استمعت باهتمام لأخبار فوزه فى معركة السحرة، ثم أعلنت إيمانها برب موسى، لم تختر الملك، والمال، اختارت العذاب تحت صخرة ضخمة فى حرارة الشمس التى ألقى بها فرعون تحتها للرجوع عن الإيمان برب موسى، وأثرت أن تطلب من الله الذى آمنت به لتوها أن يريها بيتها فى الجنة، وكان ما طلبته، فهى من صنع لموسى حاجزا للصد، هى من آمنته وحمته من غدر فرعون حتى يشتد عوده ويكمل رسالته، هى من أحبت طفلها فصدقته وآمنت بربه، وهى من احتملت العذاب من أجل نظرة لقصرها فى الجنة، وهى من وضعها النبى محمد "عليه الصلاة والسلام" ضمن أربعة سيدات وصفهن بأنهن من "كملن" خديجة بنت خويلد، فاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسيا بنت مزاحم، امرأة فرعون.
أما عما أراد الله أن يبعثه من رسائل من شخصية "آسيا"، فهى رسائل لنا نحن بنات نفس الجنس، ورسائل لمن وضع حولنا الإطار، لا يعلم سوى الله وحده من صاحب القلب السليم، هو وحده من يملك القدرة على معرفة ما بداخل القلوب، علم ما بقلب آسيا فوضعها فى مكانها الصحيح، هو من يختار درجات القرب بين العباد، ليس بمقدار طول حجابك، أو بدرجة انخفاض صوتك عن الحديث مع رجل، الله وحده هو من يضع القواعد ويسن القوانين، ويحكم بالقرب والبعد، ويختار من عباده من يرضى عنه ويضع له بجانبه قصراً يتجاوز عظمة قصور أهل الأرض، فسلاما على "آسيا" خير نساء أهل الجنة، امرأة اختارت الله فاختارها بمحبة.
موضوعات متعلقة..
- وصايا الوداع فى حياة "فاطمة الزهراء" تلخص حكاية سيدة نساء أهل الجنة
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال غنيم
مقارنه ليست صحيحه
عدد الردود 0
بواسطة:
ا. د. سالم ابو الوفا
لا يا أستاذ جمال غنيم: السافرات بقلب طيب، والمنقبات بقلب خبيث ليس كلهن سواء