المسجد تحفة معمارية
فى عام 1970 بدأت وزارة الأوقاف فى إنشاء عدد من المساجد على نفس الشكل والطراز الإسلامى، بعدد من المحافظات منها القاهرة والغربية والشرقية والدقهلية، وأطلق عليه اسم مسجد الفتح، وفى الزقازيق أنشئ على مساحة 950 مترا مربعا، ليستغرق 10 سنوات فى بنائه، وافتتحه الشيخ إبراهيم الدسوقى وزير الأوقاف وقتها يوم 9 سبتمبر 1982 الموافق العيد القومى للمحافظة.
ويسع المسجد 2000 مصلى، وتقام به الحفلات الدينية الرسمية للمحافظة، كصلاة العيد والمناسبات الدينية الأخرى، فقد خطب به أئمة مشايخ الأزهر عدة مرات، منهم العالم الشيخ أحمد عمر هاشم، والشيخ الراحل محمد طنطاوى شيخ الأزهر، والشيخ الدكتور على جمعة المفتى السابق والشيخ شوقى علام مفتى، وآخرين من كبار علماء الأزهر.
ويضم مركزا إسلاميا، ومركزا لإعداد الدعاة، ومركز تدريب الأئمة، ومكتب لتحفيظ القرآن ومقرءة، ودار للمناسبات.
الآثار تضم المسجد إليها رغم أن عمره 35 عاما
ضمت وزارة الآثار المسجد إليها قبل سنوات، لكونه تحفة معمارية إسلامية، بالرغم أن عمره لا يتجاوز 35 عاما. ويضم المسجد مئذنتين من أكبر المآذن ارتفاعاً على مستوى الجمهورية وطولها 94 مترا، و5 قباب، وبنى على الطراز الإسلامى الحديث، وهو على غرار مسجد محمد على بالقلعة ويشبه مسجد الجامع الأزرق بإسطنبول فى الطراز، بالإضافة إلى مجموعة من النجف مصنعة من النحاس الأحمر، تزين الأركان بينهما واحدة كبيرة الحجم تتوسطه، وهو نجف أثرى عمره يتجاوز 100 عام، أهدته الأوقاف إليه، وكذلك نقوش إسلامية على الجدران من كل جانب وأعمدة رخامية ونوافذ على الطراز الإسلامى من الزجاج ومطعمة بالنحاس.
انطلاق شرارة تظاهرات يناير من مسجد الفتح
ولكونه أهم مساجد المدينة وأكبرها مساحة، فكان على مدار السنوات الماضية نقطة تجمع انطلاق التظاهرات فى ثورة 25 يناير، أشهرها يوم الجمعة 11 فبراير عام 2011، يوم "التنحى" للرئيس مبارك، ومسيرة شارك فيها نحو 250 ألف مواطن جابت شوارع الزقازيق تنادى بإسقاط النظام وبرحيل مبارك، وعدد من التظاهرات الأخرى بعد ذلك .
مسجد الفتح أول زيارة لمرسى وجماعته بعد تولى الحكم
ويقع المسجد على بعد أمتار من منزل الرئيس المعزول محمد مرسى بالزقازيق، والتى مازالت أسرته موجودة بها، حيث كان يسكن فى عمارة سكانية تضم عددا كبيرا من قيادات الجماعة وأقطابها، منهم الدكتور أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى المنحل والذى ما زال يسكن العمارة، والدكتور أحمد عبد الغنى صهر خيرت الشاطر نائب المرشد والمهندس أحمد شحاتة أمين حزب الحرية والعدالة وآخرين.
وفى عهد الإخوان، حاول التنظيم أخونة المسجد لقربه من منزل مرسى وقيادات التنظيم، بالإضافة إلى أنه رمز المحافظة، هو ما بدى واضحا حيث كانت أول زيارة لمرسى عقب توليه الرئاسة بأسابيع، والتى وافقت أول جمعة فى شهر رمضان عام 2012، أدى مرسى وجماعته الصلاة به، وحدثت الواقعة الشهيرة، "أن إمام المسجد قبل يد "مرسى" بعد صلاة الجمعة، وتبين بعدها أنه عامل المسجد الإخوانى وليس الإمام"، وحاولت الجماعة السيطرة على المسجد، وفرض إمام بعينه، إلا أنها فشلت بسبب تصدى الأهالى لمسلسل الأخونة وقتها.
الجماعة تفشل فى نقل اعتصام رابعة إليه
وكان المسجد منطقة تجمع لانطلاق الاحتجاجات ضد مرسى، والتى كانت تنطلق لمنزله حتى تم عزله.
وفى يوم اعتصام رابعة، تجمع المئات من الإخوان حوله لمحاولة نقل الاعتصام إليه، وقاموا بتكسير الأرصفة لزرع خيام، لولا تدخل الشرطة والجيش، ووقعت اشتباكات استمرت لأكثر من ساعات أصيب وتوفى فيها عدد كبير من المواطنين.
وحول تلك الأحداث، أكد الشيخ "عصام الدين الصيفى" إمام المسجد، أنه عقب فض اعتصام رابعة، شهد المسجد أحداثا وتعرض لتشوياهات، ورعب للمصلين، حيث تم تكسير النوافذ، بالإضافة إلى كتابة العبارات على الجدران، مضيفا بقوله، إن أصعب لحظة هى أول جمعة عقب فض الاعتصام، حيث كان يوجد بالمسجد مئات الإخوان، يستعدون للتظاهر، فقمت باختصار الخطبة لأقل من 15 دقيقة كانت بعيدا عن السياسية، وفور انتهاء الصلاة احتشد المئات منهما وحاصروا المسجد بالتظاهرات، وتم حجز المصلين وتمكن الجيش من إخراجنا من المسجد وقتها.
أهل الزقازيق يعرفون المسجد باسم "جامع عبد الحليم"
ويعرف أهل الزقازيق مسجد الفتح باسم "جامع عبد الحليم"، وعن ذلك قال الإمام الشيخ "عصام الصيفى"، إن المسجد فى البداية قيل إنه سيكون اسمه "الفاتح" تخليدا للثورة الليبية ضمن مجموعة مساجد تم البدء فى إنشائها لتحمل نفس الاسم، إلا أنه بعد رحيل عبد الناصر، توقف المشروع، وتم تغيير الاسم للفتح بدل الفاتح.
وأضاف الشيخ بقوله، إن الأهالى يطلقون اسم "عبد الحليم"، لأن هناك روايتين، الأولى أن الفنان عبد الحليم حافظ، كان يقيم حفلات خيرية فى نادى الشرقية ويتبرع بأجره لاستكمال إنشاء المسجد، والثانية هو الشيخ عبد الحليم محمود كان شيخاً للأزهر فى ذلك الوقت، هو من وضع حجر الأساس له وأصله من مركز بلبيس بالشرقية، إلا أن المسجد اسمه الرسمى هو الفتح.
المسجد يشهد أول عقد قران لمأذونة سيدة فى العالم الإسلامى
ويتبارك أهل الشرقية بعقد قرانهم داخل المسجد، حيث يشهد على مدار اليوم عددا كبيرا منها، وقد استضافت درا المناسبات بالمسجد، عقد قران للعروسين قامت بعقد أول مأذونة سيدة بالعالم الإسلامى، هى المأذونة أمل سليمان.
مسجد الفتح أهم معالم الزقازيق by youm7
موضوعات متعلقة..
بالصور.. أوقاف الإسكندرية تسترد ملحق مسجد الفتح الإسلامى لاستغلاله فى الدروس