إنه لأمر فى غاية الصعوبة بل هو من ضمن المستحيلات المعروفة التى تحكى فى الأساطير القديمة والتى منها ( الغول )، فإذا أردت أن ترضى الناس فما عليك سوى أن تعطيهم مالك بل وتصعر خدك لهم وهيهات ثم هيهات إن هم رضوا عنك فقد تناسيت يا عزيزى أنهم لم رضوا على خالقهم ورازقهم فبحثوا عن إله يمجدونه غير ربهم واتخذوا له أنداد وشركاء فى ملكه
بل أنهم لم يرضوا على أنبيائهم الذين أرسلهم ربهم لهداية الناس وتوجيههم إلى سبل الخير والرشاد فما كان من الناس إلا أنهم كذبوا الرسل فقتلوهم وطردوهم، فكن على يقين أنه مهما صنعت لن ترضى جميع الناس، ولن تسلم من القيل والقال وتذكر دائما قول أحدهم ( والله لو صاحب الإنسان جبريل لم يسلم المرء من قال ومن قيل
بالتأكيد كل ما سبق ليس نظرة متشائمة ولا دعوة لمقاطعة المجتمع فهناك الخير الكثير فى الناس، وهناك من يستحق الإرضاء ولكن ما قصدت قوله هو عدم التركيز على إرضاء الجميع فهذا لن يحدث، فقد مر بتلك المرحلة من هو أفضل منا وهم الأنبياء والصالحون لكنهم لم يستطيعوا ذلك
ثم هلم معى لأبرهن لك من خلال قراءة آيات الله _ سبحانه _ فلن تجد أية فى كتاب الله تذكر (أكثر الناس) إلا ووجدت بعدها قول الله جل وعلى ( لا يشكرون _ لا يفقهون _ لا يؤمنون )، وكان الرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إن صح عنه يقول ( اللهم اجعلنى من القليل ) مصداقا لقول الله عز وجل ( وقليل من عبادى الشكور )
فإذا احتكم إليك الناس فاستبعد تماما أن ترضى الجميع لأن الحق لا يرضى جميع الأطراف وإلا كان من الأولى أن يرضوا عن ربهم ونبيهم، وإذا تناقشت فى أمر فلا تتوقع موافقة جميع الحضور على رأيك حتى لو كان رأيك هو الصواب فاختلاف وجهات النظر أمر وارد وكل ما عليك ساعتها أن تحترم أراء الآخرين حتى لو خالفوك التوجه والرؤى
اجعل نصب عينيك دائما إرضاء الله ( عز وجل ) وهنا أتذكر حديث هام لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إن صح عنه ( من أرضى الله وأسخط الناس رضى الله عليه وأرضى من سخطوا فى رضاه، ومن أسخط الله وأرضى الناس سخط الله عليه، واسخط من رضوا فى سخطه، وأوكله الله إلى الناس ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، ومفاد الحديث وتفسيره المبسط انك إن أرضيت الله فى قولك وعملك وتصرفك أرضى الله عنك الناس وتقبلوا صنيعك.
قد لا أكون مصلحاً اجتماعياً، ولكنى أبحث دائما عما يصلح مجتمعى، فقد حدث خلل قيمى فى الفترة السابقة فرغم أن الثورة كان لابد منها، وأنها أظهرت جمال المعدن المصرى الأصيل إلا أنها أظهرت أيضاً أسوأ ما فينا لأننا لم نتعود على الاختلاف ولم نجرب المناقشة المثمرة التى تجعلنا نخرج من أى نقاش بنتائج مثمرة تجعلنا نوحد الهدف نحو جمع الشمل وبناء الوطن بدلاً من التشتت والبحث عن أخطاء الآخرين وتصيد الأخطاء للغير.
نقاش - أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
بنت بلادي
مقال يريح بال الحيران