مزيج نادر من وسامة وأناقة نجوم السينما مع أدب جم يذكرك بأدب ولباقة أمراء الأسرة المالكة قديما (لم أرهم لكن يُقال هكذا عنهم).
عينان لونهما أزرق وشعر ذهبى اختلط بالأبيض، كان جده الأكبر لأبيه من باشاوات العصر الملكى، تجاوز الستين بقليل عازف عن الزواج، أشاع البعض أن ذلك لتجربة مريرة مرّ بها، بينما أكدّ بعض رفاقه القدامى أنه زهد فى النساء لحالة من التخمة أصابته من مئات النزوات فى شبابه.
رأيته مرات عديدة يتخذ مكانا خاصا به أقصى يمين المقهى المقابل فى الضفة الأخرى لبحر يوسف بميدان السواقى الشهير، يجلس على طاولة خاصة به، لا يقترب منه أحد، فى جلسته جلال ووقار واضعا ساقا فوق ساق، لا يعير أحدا اهتماما، ويرد السلام بعد فترة وبصوت خافت، شارد هائم فى عالم خاص به.
سألت النادل عنه زعم أنه عاطل بالوراثة ونصحنى بألاّ أحكم على الشخص من مظهره، وأن ذلك الشخص وأشار إليه متهكما فارغ العقل، وقبل هذا فاشل دراسيا فلم يُكمل تعليمه ولم يصل نهاية أى طريق من الطرق التى رسمتها له عائلته.
وأن مأساته أن أسرته زرعت بداخله حلما فاق قدرته، وعقدت عليه آمالا عجز عن حملها وتنبأت له بمناصب عليا يشغلها فى مستقبله عجز عن تحقيقها، فلم يتربع إلا على قمة الفشل.
حمل ثقيل فخر على الأرض وعجز عن إكمال الطريق، فى النهاية مات والديه كمدا وحزنا عليه واستراح هو من عناء التكلّف وآثر أن يكون دوره الوحيد فى الحياة ألاّ يكون له دور، وأن يكتفى بثروته وريع عقاراته فى المشاهدة من بعيد.. وقد نجح فى ذلك نجاحا مدوّيا.
مقهى - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة