الواسطة ظاهرة اجتماعية موجودة فى كثير من المجتمعات، وهى ظاهرة قديمة جداً، فقد نشأت مع حاجة الإنسان إلى تأمين متطلبات معيشته، وتحسين حياته الاجتماعية، وقد لجأ الناس منذ القدم إلى الواسطة عند من لديه السلطة أو المال لتأمين حياتهم وترقية أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، صحيح أننا نعبر عن الواسطة بتعبير جميل وضاحك (فيتامين واو) لكنه فيتامين قاتل فى نتائجه النهائية.
فيتامين يحمل فى طياته فيروس قاتل امتد إلى نسيجنا الاجتماعى ليعبث به كما يعبث الكلور بالملابس ساطعة الألوان الجميلة ليحولها إلى مرتع للبقع والرقع التافهة تضطر بعدها إلى تحويل القميص إلى مجرد ممسحة مطبخ.
السادة الكرام لنكن على قدر من الصراحة مع أنفسنا: فالوساطة عندنا شملت جميع المؤسسات إلا ما رحم ربى، بل وقسمت الناس إلى فئتين، فئة أصحاب الواسطة، وفئة أصحاب البسطات... والصراع الدائر الآن ليس بين تلك الفئتين بل هو دائر بين أصحاب الوسطات الكبرى من يعتبرون أنفسهم فوق القانون، لذلك يتنافسون ويتصارعون ويتقاتلون ويدمرون .
ثم تُحل الأمور بالواسطة اذا لم تُحل على أرض المعركة ، سواء أكانت أرض المعركة، حرم الجامعة أم حرم الدائرة الحكومية أم حرم الوطن بأكمله.
ومن خلال ذلك يظهر لنا جليا بشاعة هذا المرض اللعين وآثاره السلبية الواضحة فى ضياع حقوق الناس أو أن يوضع شخص فى غير مكانه أو أن يعطى أكثر مما يستحق.
وإحقاقا للحق فأحيانا تكون للواسطة جانب إيجابى ولا ضرر منها إذا أتاح المسئول لذى الكفاءات المتميزة الوصول إلى مراكزهم التى يستحقونها ولا يستطيعون الوصول إليها بأنفسهم نظراً لعدم وجود من يقرر كفاءتهم وتفانيهم فى خدمة العمل والوطن، وبالرغم من أن للواسطة بعض الجوانب الإيجابية إلا أن سلبياتها كثيرة، خاصة عندما يوضع الإنسان غير المناسب فى المكان غير المناسب، وفى اعتقادى أن الواسطة مرفوضة شرعا ودستوريا وعرفيا وقد أصبحت الواسطة فى بعض الأحيان طريقاً يسلكه بعض الناس للوصول إلى ما يريدون سواء كان ذلك المراد مباحاً أو غير ذلك، فأوقفوا بكل ما أوتيتم من قوة هذا الفيروس القاتل المدمر لطموحات وأمل الشباب وأصحاب الكفاءات والإبداع .
وائل قمرى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة