الشيخ عبد المنعم الشحات، الذى يعتبر نفسه "ليس متشددا ولكنه أكثر صراحة"، فاجأ الجميع بعد الثورة بتصريحات غير مألوفة وصادمة للمصريين؛ بدأت بافتعال أزمة الهوية، وتطبيق الشريعة، ودعا لتغطية وجوه التماثيل الفرعونية بالشمع، وتحريك صبيانهم للخروج فى مظاهرات تحت مسمى "جمعة الهوية والاستقرار" وغيرها.
هو وغيره من "رفاقه" السلفيون، ابتعدوا عن الأهداف الرئيسية للثورة، وشغلوا الرأى العام بقضايا جدلية، اعتبرها آخرون مجرد تفاهات لم تكن مصر فى حاجة إليها آنذاك، فليس غريبا على الرجل أن يرى الموسيقى خمر النفوس وتؤدى لمفاسد ومن يقم بهذه "المعصية" عليه أن يتوب، وكذلك تحريمه الاحتفال بأعياد الميلاد "الكريسماس".
كما لم يكن غريبا على الشيخ الشحات ابن الإسكندرية، الذى لم يأخذ من بحرها إلا الغدر، اعتبار ضحايا أحداث العنف فى مباراة فريقي الأهلى والمصرى "قتلى فى سبيل اللهو الحرام".
خاض "الشحات" هجوما على الأديب العالمى نجيب محفوظ ووصف أدبه بالدعارة، واعتبر أن البطل الملحد دائما هو الذى ينتصر فى رواياته على الشخص المسلم، و"أن مصر من خلال أدب نجيب محفوظ حاجة تكسف".
لازال "الشحات" يرفض مصطلح "الدولة المدنية"، ويخوض حربا شرسة ضد العلمانيين، واعتبر أن الوزير حلمى النمنم ممثل لهم فى الحكومة الحالية بدفاعه عن الباحث إسلام البحيرى وأحمد ناجى الذى قال عنه "أراد نيل الشهرة ولو بالبول فى بئر زمزم". ووجه رسالة صريحة للنمم "لو أردت أن تعيش دور العلمانى أترك الكرسى".
القيادى السلفى، دعا أيضا إلى إجراء تحقيق ميدانى حول آثار رفع سن زواج الفتيات لـ18سنة، العام الماضى، واعتبر أن عباس العقاد تورط فى محاولة تزييف التاريخ وتغيير سن زواج الرسول.
ويرى الشيخ السلفى، أن الديمقراطية فلسفة تناقض عقيدة المسلم لكنها قد تصنع نظاما يناسب تياره الذى ليس لديه حرج فى أن يقول "لنا تحفظات شرعية على تحية العلم والسلام الجمهورى لكن صدور القانون يلزمنا، وأن جوهر حب الوطن والدفاع عنه أكبر بكثير من هذه الطقوس". واعتبر أن التحدى الأكبر للإسلاميين هو تضمين الدستور مادة حاكمة تقرر مرجعية الشريعة وحينئذ يشرع لهم المشاركة الديمقراطية.
ويعتبر الشحات، أن الديمقراطية التى تقوم على "أهواء الشعب"، ستؤدى إلى كوارث، "فقد تبيح الخمر أو تحرم الزواج للإناث الأصغر من 18 عاما، أو تبيح إقامة عبدة الشيطان حفلاتهم في أفخم الفنادق دون أن يتعرض لهم أحد لأنهم" –هكذا يقول الشيخ-.
الشيخ الذى يلومه كثيرون على أنه سبب فى زيادة أعداد الملحدين فى مصر، أفتى بأنه لا يجوز لغير المسلمين تولى رئاسة السلطة التنفيذية فى مصر، وتوجد موانع شرعية ودستورية وسياسية مِن تولى غير المسلم.
الشحات الخاسر فى انتخابات برلمان 2011، برر فشلهم – السلفيين- فى انتخابات البرلمان الماضية التى اعتبر أن هناك مخالفة شرعية بها، بأن قائمة "فى حب مصر التي فازت بالأغلبية أوهمت الناخبين بأنها قائمة الدولة، معتبرا أن حزب النور حقق نتائج جيدة فى ظل الجو العام الذى جرت فيه الانتخابات.
لـ"الشحات"، الذى استبعد من الخطابة فى نوفمبر 2015، مواقف ضد الوزير السباق جابر عصفور بسبب آرائه فى الحجاب، كرر رسالته "لا يمكن التعايش بين العلمانية والإسلام"، معتبرا أن العقل العلمانى "مفلس" وأن الحجاب فريضة، وأن مفسرى القرآن مع وجوب النقاب.
كثيرون يرون أن فئة الشحات الذى كان داعما للضباط الملتحين فى وزارة الداخلية أثناء حكم المعزول محمد مرسى، منفصلة عن الإسلام الحقيقى والفهم المصرى للدين.
موضوعات متعلقة..
- الداعية والسياسة.. أسامة الأزهرى.. داعية فى مهمة رئاسية لتجديد الخطاب الدينى.. دعا لتصويب خطاب المساجد بعد ثورة يناير فاختاره الرئيس مستشارا ونائبا.. ناظر إسلام البحرى وبعد حبسه دعا لأن يفرج الله كربه
- الداعية والسياسة.. "عمرو خالد" رجل دعوة وجد له مكانا فى كل عصر.. بزغ نجمه أثناء حكم مبارك رغم تضييق النظام.. أسس حزبًا فى عهد تنظيم الإخوان واستقال منه 2013.. ترك العمل السياسى واكتفى بمشروعه الدعوى