أصحاب القيم والرسالات يعيشون من أجل أفكار يتم اختيارها بحرية تامة، لذلك هم يسلكون طرقاً نظامية متحررة فى تنمية نفوسهم، والتى من خلالها تزودهم بالقدرة التى يحتاجونها فى حل مشاكلهم برؤية واضحة لقيمهم وأهدافهم، لأن قيمهم هى جزء من تكاملهم الإبداعى، والتى من خلالها يكون منهجهم وتوجهم فى الحياة.
اختيارك الشىء بحرية تامة مع التفكير فى بدائل له وحلول لكل ما يعترضك من عقبات وصدمات واعتزازك به لأنه يمثل لك قيمة ومصدر سعادة، ومحاولة تأكيده بالممارسة الفعلية وتنميته، كل ذلك يكون له تأثير رائع فى حياتك، وينعكس على من حولك أيضاً بمواقفك الايجابية والحاسمة التى لا تحتمل غير الوضوح والصدق، فأنت من أصحاب القيم، بل والأهداف العظيمة التى تتطلب منك جهداً عظيماً يليق بقدر ما تحمله الكلمة من مسئولية.
أصحاب القيم يفكرون بشكل ناضج ومتفتح ضمن قائمة أولويات متجانسة ومناسبة لهم وبأفكار واعية ومختارة بعناية فائقة، مما يجعلهم يختارون وجهتهم برؤية واضحة ومدروسة وبتأن حتى يصلون إلى النتائج التى يرجونها.
الكثير منا يدعى أنه من أصحاب القيم، ولكن يعيش حياته بدون رؤية واضحة، لأن ما يعتقده من قيم لا يمثل جزءاً من أولوياته أو من معتقداته أو أهدافه، وقد تجدهم يتكلمون بشكل جيد عن قيم عديدة، ولكن أفعالهم لا تنطبق على أقوالهم، فبسبب الأفكار الخاطئة وكثرة أعذارهم الواهية يحاولون إيجاد مبررات لتمكن بعض العادات منهم وهيمنتها عليهم، وأنها لا تمثل خطراً شديداً عليهم، كمن يهمل فى صحته ببعض العادات السيئة كالتدخين، فإذا كانت الصحة تمثل له قيمة فى حياته فلمَ فعل ذلك ؟
تمسكك بقيمك واحتفاظك بهويتك فى عالم يسوده العديد من المتناقضات والصراعات يؤكد لك هذا أن أصحاب القيم يخوضون معركة شرسة كل يوم للاحتفاظ بما تبقى لهم من هويتهم الإنسانية؛ فهم لا يقاتلون فقط الشر، بل لديهم من الأهداف الايجابية ما يسعون إلى تحقيقها. هم يتحركون من أجل مبادئهم، لأن ما يقومون به من أفعال جديرة بهم، هو ما يجب أن يفعل، لأنه يستحق أن يفعل، فالوعى بالقيم هو أساس أى إنسان يسعى إلى تنمية ذاته.
عصام كرم الطوخى يكتب: أصحاب القيم أولويات متجانسة وأفكار واعية
الأحد، 19 يونيو 2016 04:00 م
شخص يفكر - أرشيفية