أنا مش ملك نفسى وجمهورى "بيستقوى بيا" وغلطت عندما أظهرت ضعفى على مواقع التواصل الاجتماعى
وصلت إلى مرحلة من النضج الإنسانى جعلتنى أقوى فى مواجهة المشكلات ولا يستطيع أحد استفزازى بسهولة
بناتى معاهم "ريموت كنترول حياتى" لو ضحكوا بشوف الدنيا كلها بتضحك
نفتقد حرفية صناعة النجوم وأتمنى عودة الحفلات الضخمة والمهرجانات الغنائية إلى مصر
على مسرح مهرجان موازين بالمغرب، وبالتحديد منصة النهضة، وقفت المطربة شيرين عبد الوهاب، المصرية الوحيدة، المشاركة بالمهرجان، أمام حشود عريضة من جمهورها، من كل البلدان التى حضرت خصيصا للاستمتاع بفنها وأغانيها، وهو الجمهور الذى حرص على التواجد، منذ الساعات الأولى لفتح أبواب المنصة، وبخفة ودلع وشقاوة وصوت طربى أصيل صعدت شيرين على المسرح لتقدم أجمل أغنياتها أمام ذلك الجمهور الضخم المقدر للفن والفنانين، والذى يحترم كل ألوان الفنون، مرتدية «السلهام المغربى»، وهو ما يدل على ذكاء شيرين فى اختيار إطلالتها التى أشعرت جمهورها أنها واحدة منهم.
«اليوم السابع» التقت الفنانة شيرين عبد الوهاب، بمقر استراحتها بالرباط، حيث تحدثت عن مهرجان موازين، وعن تقديرها واحترامها لجمهور المهرجان العريض.
فى البداية ما هو تعليقك على اكتفاء مهرجان موازين بشيرين عبد الوهاب من مصر دون غيرها؟
الفنان المصرى فى كل مكان بالعالم له مكانة خاصة ووجود المطرب المصرى مهم فى أى مهرجان دولى، ومن الممكن أن تكون إدارة المهرجان «شافوا كل المصريين فيا»، فاكتفوا بذلك و«دى حاجة حلوة»، وحقيقى أنا استمتع بالوقوف أمام جمهور مهرجان موازين فى المغرب، لأنه جمهور ذواق ومحب للفن والفنانين.
ألا تشعرك مشاركتك فى المهرجان بالغيرة من عدم وجود مهرجان ضخم فى مصر على نفس المستوى؟
أتمنى عودة الحفلات الضخمة لمصر بشكل أكبر، وعودة كل الظواهر الفنية التى كانت موجودة فى مصر، إضافة لخلق أماكن جديدة، ومناسبات مختلفة نستطيع من خلالها استضافة نجوم الوطن العربى من جديد بشكل يليق بمصر وبمكانتها، فلدينا مدن ساحرة، ولكل منها طابع خاص ومختلف ومميز، فلماذا لا نقيم مهرجانات غنائية دولية تضم نجوم الوطن العربى فى شهر كامل على سبيل المثال، ولماذا لا نفتتح مسارح غنائية جديدة، ونوفر فيها كل سبل الراحة والأمان، ونقيم بها مهرجانات وحفلات بشكل دورى ويدعمها كل الفنانين المصريين.
هل ترين أن الفنان المصرى مظلوم بسبب قلة المنافذ الفنية فى مصر؟
فى اعتقادى أن الفنان المصرى مظلوم بشكل كبير، لأنه لا يوجد لدينا حرفية صناعة النجوم، فالفنان المصرى لا يحظى بإدارة أعمال جيدة ومتميزة، بالمقارنة بدول أخرى لديها إدارة أعمال تعى جيدا كيف تسوق النجم، وتهتم به وتضعه فى مصاف النجوم وسط هالة كبيرة، ربما لا يستحقها فى بعض الأحيان، لكنه فى النهاية يحظى بها، ومنذ تنصيبى سفيرة الفقر والجوع، وأنا أشعر بأنى فى منصب دبلوماسى رفيع المستوى وأجد اهتماما ورعاية كبيرة، و «حلو» إن الإنسان يشعر بأنه محاط باهتمام ورعاية.
مسيرتك الفنية تمتد لـ17 سنة وهو رقم كبير، فهل وصلت لما تمنيته فى بداياتك؟
تفاجأت بهذا الرقم بالفعل، ولكنه لم يغير فىّ شىء، فلا أزال أفرح، وأنا على المسرح، عندما أقابل الجمهور، مثلما فرحت فى أول صعود لى على خشبة المسرح، ولا أزال أعيش فى حالة رعب، بعد طرح كل ألبوم غنائى، وأتذكر دوما كلمة الفنان العظيم أحمد زكى، عندما قال إن الفنان «بيفضل شايف القمر وعايز يوصله، ولكن يعيش ويموت من غير ما يلمسه»، أما بالنسبة لما حققته خلال الـ 17 سنة، فأنا على يقين أن الله عز وجل أكرمنى أكثر مما كنت أتوقع، فكنت أتمنى أن أكون مطربة مهمة، ولكن لم يكن فى مخيلتى، أن أكون مهمة لهذه الدرجة التى أعيش فيها، وكنت أتمنى أن أكون مشهورة، ولكن أيضا لم يكن فى مخيلتى أن أكون مشهورة إلى هذه الدرجة، وحقيقة مع الوقت أشعر بأن المسؤولية كبيرة وتزيد أكثر وأكثر.
ألا ترين أن الوقت أصبح مناسبا للتخلى عن العفوية التى يرى البعض أنها تسبب لكِ العديد من المشكلات؟
عفويتى وتلقائيتى ماركة مسجلة باسمى، ولكن الحمد الله «الخبطات» التى تلقيتها والصعاب التى واجهتها خلال مسيرتى جعلتنى أصل إلى مرحلة من النضج الإنسانى جعلتنى أقوى فى مواجهة المشكلات، ولا يستطيع أحد استفزازى، وأرى أننى أتطور بشكل كبير، وكلما كبرت عاما يزداد وعيى وإدراكى لأشياء ربما لم أكن أستطيع التعامل معها، فشخصيتى فى تطور مستمر نحو الأفضل.
نشرت صورة لك على موقع التواصل الاجتماعى وأنت فى حالة انهيار فما السر وراء تلك الصورة وهل ندمت على نشرها؟
«أى حاجة ممكن تزعلك تزعلنى» أنا إنسانة من لحم ودم، وأتأثر بشكل إنسانى بكل من حولى وكنت تعبانة، وفكرت لو أننى نشرت هذه الصورة لعل وعسى يدعى لى أحد من الجمهور، فيتقبل الله منهم وارتاح مما كنت فيه، ولم أفكر فى شىء آخر، ولكنى اكتشفت أننى أخطأت، لأن الجمهور «بيستقوى بيا»، فلم يكن من الصحيح أن أظهر له ضعفى، وتعلمت كثيرا من هذه «الغلطة».
لماذا تحديت نفسك ودخلتى تجربة التمثيل فى الوقت الذى اعتبره البعض مخاطرة؟
أنا شخص يعشق التحدى، والعمل الجيد يجعلنى أتحداه وأتحدى نفسى لتقديمه بشكل جيد، وهذا ما حدث مع مسلسل طريقى، تحديت نفسى وبذلت مجهودا كبيرا، واشتغلت شغل «مش شغلى» حتى يكلل العمل بالنجاح، وبالفعل والحمد لله جاء النجاح بنفس حجم التعب والمجهود الذى بذل فى المسلسل، وأصبح جزءا كبيرا من فريق عمل المسلسل من الأشخاص الذين أطمئن بوجودهم فى حياتى، وأستشيرهم فى كل شىء يخصنى، لأنى أهتم بأن الأشخاص من حولى يجب أن يكون لديهم ضمير وأمناء علىّ، وليسوا منافقين يجاملوننى.
ألم يدفعك نجاح مسلسل طريقى لخوض تجربة التمثيل من جديد؟
فى خطتى حاليا أن أقدم فيلما سينمائيا، ولا أعرف هل سيكون كوميديا، أم تراجيديا، ولكن أنا متحمسة للفكرة، وأتعاون فيها مع السيناريست تامر حبيب، كما أننى مشغولة حاليا فى التحضير لكليب ديو غنائى سيتم تصويره فى إسبانيا مع حسام حبيب، لأنه موهوب جدا، وذوقه حلو فى الاختيارات، ومن المؤكد أننى سأضيف له، وهو سيضيف لى، من خلال تعاوننا فى الديو، إضافة لاشتغالى فى تسجيل أغنيات ألبومى الجديد والذى أوشكت على الانتهاء منه، وبالنسبة للمسلسلات، فليس لدى خطط حاليا، لدخول أى تجارب، فنجاح طريقى لا يعنى أن أقدم كل عام مسلسلا، فأنا حريصة على عدم «هلك» نفسى فى العمل.
كيف ترين حملات مقاطعة الصحفيين المصريين لك؟
قرار اعتزالى جاء بناء على حالة نفسية صعبة، كنت أعيشها بسبب ضغوط العمل، وتفاجأت بالصحفيين المصريين يدشنون حملات مقاطعة دون النظر لما قد يجبر فنانة فى عمرى على الاعتزال، ويتهموننى بمعاداتهم، وهو أمر غير صحيح، فهل يعادى الإنسان أهله وناسه!، وحقيقى اكتشفت أنى «مش ملك نفسى»، أنا ملك جمهورى، وتلك الأزمة جعلتنى أعرف قدرى لدى الناس.
وقتها أعلنت رغبتك فى التفرغ أكثر لبناتك، إلى أى مدى غيرت الأمومة فى شيرين؟
بناتى معاهم «الريموت كنترول بتاعى» لو ضحكوا بشوف الدنيا كلها بتضحك، بحبهم أكتر من نفسى، وبيتحكموا فيا، وأحرص على عدم التقصير فى حقهم.
هل تشعرين أن مسيرتك الفنية أخذتك من حياتك الإنسانية؟
زمان كان من ممكن أقول آه، ولكن حاليا «بتجنن أدام الناس، وبعيط» وبالتالى لا أشعر أن فنى جاء على حساب حياتى، لأنى أفعل ما يحلو لى فى الوقت الذى أريده.
متى يظهر ديو سميرة سعيد وشيرين عبد الوهاب إلى النور وما سر صداقتكم القوية؟
أحب سميرة سعيد وهى تبادلنى نفس الحب، وأعتبرها أستاذة ولا نزال ننتظر الوقت المناسب والفكرة المناسبة التى تجمع بيننا.
هل ستستمرين فى دعم الفنان فضل شاكر؟
«أنا عملت اللى عليا، وفضل بينى وبينه عشرة عمر وزمالة ونجاحات كبيرة، وكان حقه علىّ أن أدعمه، ولكن إذا كان مذنبا، فيجب أن ينال جزاءه، وإذا كان بريئا، فيجب أن تتم تبرئته أمام الجميع، فلن يطلب أحد شيئا سوى العدل.
فى شهر رمضان الكريم تكثر الأعمال الدرامية، فأى المسلسلات تنتظرين مشاهدتها؟
أحب اختيارات نيللى كريم جدا، فهى تقدم أدوارا مختلفة وقصصا متميزة طوال الوقت، ولذلك حريصة على مشاهدة مسلسل سقوط حر، وبالتأكيد سأنتظر مسلسل ونوس للفنان الكبير يحيى الفخرانى، ومسلسل الخانكة للفنانة غادة عبد الرازق، بالإضافة إلى أننى أميل لمشاهدة الأعمال الكوميدية، وأتمنى عودة برنامج ادينى عقلك.
موضوعات متعلقة:
- بالفيديو والصور.. شيرين عبد الوهاب تتألق فى حفل "موازين".. غنت بسعادة وبكت ندما على قرار اعتزالها ورقصت فرحا بنجاحها.. ولم تنس بلدها مصر فى أغنية "مشربتش من نيلها".. والجمهور الغفير يتفاعل معها طربا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة