وأشارت الصحيفة إلى أن مسئولين إسبان أعربوا عن تخوفها من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، فيما أكد مراقبون أن مدريد ستكون من أكثر المتضررين من خروج لندن من الاتحاد، وتوجه البريطانيون صباح اليوم الخميس، إلى صناديق الاستفتاء للإدلاء بأصواتهم حول خروج البلاد من عضوية الاتحاد الأوروبى أو الاستمرار فيه.
وتعد إسبانيا فى مقدمة الدول التى تربطها ببريطانيا علاقات اقتصادية وطيدة، وروابط تاريخية عميقة، الأمر الذى من شأنه أن يقف وراء المخاوف الواسعة لديها من خروج الأخيرة من الاتحاد الأوروبى.
وأوضحت أن نتائج الاستفتاء ستكون لها انعكاسات اقتصادية يصعب التكهن بها، كما يوجد العديد من مجالات التعاون بين البلدين خاصة فى التجارة والاستثمار والسياحة وتدفق الهجرة والمؤسسات المالية.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسبانيا لن تكن بمأمن من عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى من السوق الأوروبية والصلات الاقتصادية والتجارية، فبريطانيا تعد رابع أكبر سوق للصادرات الإسبانية وهى سوق مهم لقطاعات صناعة السيارات والنقل والأغذية، ومعنى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى سيساهم فى تقليص التدفق التجارى ورفع أسعاره.
وتعد بريطانيا أيضا بلدا أساسيا للاستثمارات الإسبانية فى الخارج بنسبة 14% من إجمالى التدفقات الإسبانية، وتحتل المركز الخامس فى ترتيب أكبر المستثمرين الأجانب فى إسبانيا، ويشير المعهد الإسبانى للتجارة الخارجية إلى أن فى عام 2015 بلغت صادرات إسبانيا إلى بريطانيا 18.2 مليار يورو، فيما بلغت وارداتها منها 12.6 مليار يورو، مؤكدا أن إسبانيا تحتضن أكثر من 700 شركة ومؤسسة بريطانية فى حين تتخذ 300 شركة إسبانية مقرا لها فى بريطانيا ما يمثل حاجة ملحة لإعادة رسم العلاقات مع بريطانيا إذا ما غادرت السوق الموحدة للاتحاد الأوروبى.
العلاقات المالية والبنوك
أما عن العلاقات المالية فإن العلاقات بين بريطانيا وإسبانيا قوية جدا خاصة بالنسبة للبنوك، حيث إن البنوك الإسبانية تحتل المركز الثانى فى الأكثر انتشارا فى بريطانيا، فعلى سبيل المثال فإن بنك سانتاندير الإسبانى يحصل على 30% من أرباح نشاطه العالمى فى بريطانيا وحدها فى حين يمتلك ساباديل أصولا بقيمة 362 مليار يورو فى بريطانيا، ولذلك فإن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى على المدى القصير قد يترجم إلى ارتفاع نسبة التأخر فى سداد القروض الائتمانية فضلا عن تدهور المؤسسات المالية لتطبيق ضوابط تنظيمية جديدة مع أن ذلك يرتكز بشكل أساسى على مدى محافظة لندن على جاذبيتها كمركز مالى عالمى.
السياحة
كما أن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبى سيؤثر سلبا على قطاع السياحة، فبريطانيا تتصدر الدول المصدرة للسياح بأكثر من 15 مليون سائح بريطانى سنويا هم أكثر الدوليين تأثيرا على إيرادات السياحة فى الدولة، وأنفق السياح البريطانيون ما يقرب من 14 مليار يورو فى إسبانيا خلال العام الماضى.
كما أنها ستؤثر سلبا على مئات الآلاف من المواطنين الإسبان المقيمين فى بريطانيا وعلى رعايا بريطانيا المقيمين فى إسبانيا الذين قد يحرمون من الضمانات الصحية والخدمات الاجتماعية وغيرها من المزايا.
وأضافت الصحيفة أنه وفقا لبيانات المعهد الوطنى للإحصاء فقد تراجع قيمة الجنيه الاسترلينى سيخفض القدرة الشرائية للبريطانيين الذين يعدون الأجانب الأكثر اقتناء للمنازل فى إسبانيا وقد أجروا نسبة 22.3 % من إجمالى الصفقات العقارية للأجانب فى الأشهر الثلاثة الأخيرة مقابل نسبتى 8.1% للفرنسيين و7.1 % للألمان، وذلك فإن خروج بريطانيا من الساحة الأوروبية سيحتم على إسبانيا تعزيز مساهمتها فى تمويل خزائن الاتحاد الأوروبى بنحو 906 مليون يورو سنويا.
موضوعات متعلقة..
- رئيس وزراء استراليا يحث البريطانيين على التصويت بالبقاء فى الاتحاد الأوروبى
- تعرف على سؤال استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى
- البريطانيون يبدأون الاستفتاء على عضوية بلادهم فى الاتحاد الأوروبى
- البريطانيون يصوتون على عضوية الاتحاد الأوروبى بعد حملة صعبة ومريرة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة