"الداعية لا يجب أن يلبس ثوب السياسة".. قالها فى الماضى - ناصحا "رفاقه" من السلفيين- قبل أن يقتحم السياسة بعد ثورة يناير، فخسر جزءاً كبيراً من رصيده الشعبى. الرجل الذى يُعالج من أمراض الكبد والفشل الكلوى، فى قطر، ظل طوال حياته يتحدث فى الأمور الفقهية، لكنه تطرق إلى السياسة مع "احتلال" الإسلاميين المشهد بعد الإطاحة بنظام حسنى مبارك، وحاول جرّ مصر إلى الوراء بالحديث عن تطبيق الحدود الإسلامية، ورفض الأحزاب.
الشيخ السلفى شارك فى مظاهرات التحرير للمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية، واعتبر أن "الأحزاب السياسية فى بلاد الإسلام ظاهرة مرضية.. وأكثر من الهم على القلب"، وأن "بعضها ضد الإسلام رفضا واضحا، ومرجعيتها الهوى لا القرآن والسنة".
لم يكن غريبا أن يرى أن "السجن عقوبة غير رادعة والحل فى تطبيق الحدود" التى يعتبرها هى لب الإسلام، فانتقد الحوينى السجن كعقوبة للسارق، معتبرا أن السجن لا يعلم ولا يصحح الخطأ، أما من يسرق ويثبت عليه السرقة فتقطع يده، فلن يكرر فعلته مرة أخرى.
ونشبت معركة ساخنة فى أكتوبر عام 2011، بينه وبين على جمعة مفتى الجمهورية آنذاك، بعد تصريح الشيخ السلفى بأن "المفتى ولد ميتا"، فأقام جمعة دعوى سب وقذف ضده فى سابقة هى الأولى من نوعها، لكنه تنازل عنها بعد ذلك.
لم يدعم الحوينى "مرسى"، إلا بعد أن أخذ تعهدات من الرئيس المعزول بتطبيق الشريعة بعد اجتماع معه، وطالب الحوينى المصريين بالتصويت لـ "مرسى"، كما أنه التقاه بعد ذلك فى قصر الاتحادية حيث الصورة الشهيرة لمرسى وهو يؤم كبار شيوخ الإسلاميين فى الصلاة، كما أعلن الحوينى تأييده قرارات الرئيس الإخوانى.
الحوينى، اعتبر أن "السياحة الإيرانية خطر على مصر، وديننا غير دين الشيعة، وطالب مرسى بمنع دخول الشيعة لمصر"، كما دعم الشيخ، الضباط الملتحين بكل ما أوتى من قوة، وخاطبهم "أنتم الطليعة الأولى ولو فرطتم لذهبت القضية".
وفى مظاهرات30 يونيو الحاشدة، التزم الشيخ الصمت، حتى خرج يوم 20 يوليو، فشن هجوماً حاداً على الإخوان، واعتبر أن الجماعة لم تحسن إدارة البلاد على مدار السنة التى قضاها مرسى فى الحكم. وخاطبهم: "الله أراد أن يقول لكم: ادنهالكم سنة منفعتوش.. نسلبها منكم لتتربوا، ولو كنتم عباد الله لمكنكم بقوله (كن) بلا أسباب". وأضاف: "أعلم أن كلامى لن يعجب المتحمسين، وسيقول بعض الناس "متخاذل"، ولكن عندما تنكشف الفتن، سيعرف الناس من كان صاحب بصيرة ومن كان أعمى". وبعدها طالب مجلس شورى العلماء الذى هو أحد أعضائها بعقد جلسة مصالحة عاجلة تضم علماء مصر لإيجاد حل توافقى تقبل به كل الأطراف من الجانبين.
وفى ديسمبر 2013 حررت وزارة الأوقاف محضرًا لـ"الحوينى" لاستغلاله المسجد فى أغراض سياسية وفى أبريل 2014 قررت وزارة الأوقاف منعه من الخطابة تجنبًا للصراعات.
لكن الشيخ المريض اختار الابتعاد عن المشهد، العام الماضى، وقال أنه حاول أن يبعد عما يحدث، واختار الاعتزال حتى لا يقال عنه خائن وعميل لمجرد الاجتهاد السياسى، متابعا:"ابتعدت حفاظًا على وجودى الدعوى لاحقا كوظيفة أساسية لى".
لكن الشيخ كغيره من رفاقه، انتفض كأنه حامى الإسلام مرحبا بحبس الباحث إسلام بحيرى، عاما بتهمة ازدراء الدين، ووصفه بـ"الفسل"، وطالب بتغليظ العقوبة عليه: "الفسل إللى عندنا واخد سنة سجن بس.. شخص وصف كتب الإسلام بأنها زبالة!، ظل أكثر من سنتين يتحدث فى الفضائيات، ولم نستطيع أن نمنعه يتحدث فى الفضائيات".
وأضاف: "المارقون من أمثاله يتكلمون عنه ويصورونه بطل ويقولون أنه رجل يدافع عن الفكر، كى عندما يخرج من السجن يصوره على أنه بطل قومى". ودعا الحوينى فى محاضرة له فى قطر لتغليظ عقوبة ازدراء الأديان: "واحد تطاول على كتب الإسلام يأخذ سنة واحدة سجن بس؟!".
أما عن صاحبه الشيخ يوسف القرضاوى، فرغم العلاقة الطيبة بينهما حاليا وزيارة الأخير له، فذلك لا يمكن أن يمح آثار هجوم الحوينى الـ20 عامًا الماضية. اعتبر الحوينى فتاوى القرضاوى متناقضة وأحل ضرب الولايات المتحدة للمسلمين، وطالب بعدم أخذ العلم منه وحذر تلاميذه: "خذوا كلامه وارموه فى (الحش) لأن ليس له قيمة".
لـ"الحوينى" فتاوى شاذة كثيرة كثرين من دعاة السلفيين، منها تحريم إيداع الأموال بالبنوك، وقال:"البنوك الرباوية وضع الفلوس فيها حرام، لأن البنك ليس له عملا إلا الإقراض والبنوك لا تنفذ مشروعات"، كما حرم الاقتراض من الصندوق الاجتماعى لتمويل المشروعات الصغيرة، كما أن له فتوى تحرم من الاحتفال بعيد الحب، ووصفه البعض بأنه "متخلف عن العصر" بسبب تلك الفتاوى.
كما يعتبر الحوينى كل الموسيقى حرام باستثناء ما تضرب به الجوارى فى الأفراح، كما أفتى بوجوب ختان الإناث فى الإسلام.
وزعم الشيخ السلفى "تبنيه قضايا المرأة والدفاع عنها"، لكن لم يجد حرجا فى إعلان موقفه منهن فقال: "بعضهن لديهن أسلوب مستفز"، واعتبر "من استطاع أن يسوس امرأة استطاع أن يقود دولة، ومن استطاع أن يسوس امرأتين استطاع أن يقود دولتين ومن استطاع أن يسوس أربعاً استطاع أن يقود العالم". وقال لطلاب بعد إشارته إلى زواجه من أربع، أنه يستطيع أن يقود العالم.
موضوعات متعلقة:
- الداعية والسياسة.. عبد المنعم الشحات "عدو الديمقراطية".. رسالته: السلفيون لن يتركوا السياسة لأشخاص "كارهون لدين الله".. ويجدد رفضه للثوابت الوطنية: لنا تحفظات شرعية على تحية العلم والسلام الجمهورى
- الداعية والسياسة.. أسامة الأزهرى.. داعية فى مهمة رئاسية لتجديد الخطاب الدينى.. دعا لتصويب خطاب المساجد بعد ثورة يناير فاختاره الرئيس مستشارا ونائبا.. ناظر إسلام البحرى وبعد حبسه دعا لأن يفرج الله كربه
- الداعية والسياسة.. القرضاوى "مفتى الفتنة".. مفجر العلاقات بين قادة العرب.. دعم تحول "الربيع العربى" لـ"خريف أصولى".. وساهم فى تأجيج التوتر الطائفى فى المنطقة.. وحبل المشنقة يمنعه من دخول مصر