تحذيرات من "ركود عالمى" بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.. فورين بوليسى: القرار يغير النظام العالمى ويؤثر على الانتخابات الأمريكية والمواجهة بين روسيا والغرب.. نيويورك تايمز: شباب بريطانيا محبط

السبت، 25 يونيو 2016 12:40 م
تحذيرات من "ركود عالمى" بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.. فورين بوليسى: القرار يغير النظام العالمى ويؤثر على الانتخابات الأمريكية والمواجهة بين روسيا والغرب.. نيويورك تايمز: شباب بريطانيا محبط جانب من استفتاء بريطانيا - صورة أرشيفية
كتبت رباب فتحى وريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثارت نتائج استفتاء بريطانيا الذى انتهى لصالح معسكر "الخروج" ردود أفعال مختلفة حول العالم، إذ جاءت النتيجة "مفاجئة" إلى حد كبير بعد أن تعارضت مع نتائج استطلاعات كبرى الشركات، وحذر خبراء الاقتصاد من حدوث اضطراب واسع المدى فى الأسواق المالية حول العالم، مما يعكس نظرة قاتمة لتوقعات إنفاق الشركات والمستهلكين.

وتقول صحيفة واشنطن بوست الأمريكية رغم أن الضرر الاقتصادى سيكون مرتكزا على الجانب الآخر من المحيط الأطلنطى، إلا أن الخبراء يحذرون من أن التداعيات سيصل تأثيرها أماكن مختلفة من العالم مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

ومضت الصحيفة تقول إن التصويت زاد من مخاطر سقوط الاقتصاد العالمى نحو الركود وليس فقط التباطؤ.

وحذر صناع السياسة الدوليين من أن التعافى البطئ من الكساد العظيم، ترك الاقتصاد العالمى أكثر عرضة لانكماش آخر.


بينما قالت مجلة فورين بوليسى الأمريكية إن قرار الناخبين البريطانيين غير المتوقع بمغادرة الاتحاد الأوروبى فى الاستفتاء التاريخى الذى أجرى، الخميس الماضى، يمكن أن يغير النظام العالمى لسنوات قادمة، مشيرة إلى أنه أدى إلى تهاوى قطع الدمونيو حول العالم، لما له من آثار وخيمة على كل شىء بدءا من مستقبل بريطانيا السياسى إلى وحدة أوروبا الهشة وحتى خطط التقاعد للأمريكيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن تداعيات الاستفتاء الذى أسفر عن فوز معسكر "الخروج"، ستشمل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والاقتصاد العالمى، وتوازن القوى بين الولايات المتحدة أوروبا وآسيا.

ففى الولايات المتحدة، ستستغل حملة المرشح الجمهورى المفترض "دونالد ترامب" هذه النتيجة ليؤكد على الاهتمامات الوطنية المحلية وهموم الطبقة العاملة، وبالفعل فإن النتيجة الصادمة لاستفتاء بريطانيا تعد بمثابة دعوة تحذيرية للديمقراطيين فى الولايات المتحدة، حيث إن العناصر الرئيسية للسياسة الخارجية الأمريكية مثل توثيق العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبى وتوحيد الرد على جانبى الأطلنطى على روسيا، قد أصبح على الهامش الآن، وقال ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى إن هذا الاستفتاء يمثل نهاية المملكة المتحدة.

وتابعت فورين بوليسى قائلة إن سوء التقدير القاتل من جانب رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون يمكن أن يكون خبرا سارا لترامب ، والذى يؤكد أن غضب الطبقة العاملة مما يرون أنه اقتصاد مزور ونظام هجرة ضعيف يمكن أن يثير ثورة فى صناديق الاقتراع.

كما تناولت الصحيفة تأثير نتيجة استفتاء بريطانيا على المواجهة بين الغرب وروسيا، ونقلت عن مايكل ماكفول، السفير الأمريكى لدى روسيا تأكيده أن التصويت لصالح الخروج سيضعف الاتحاد الأوروبى، لاسيما وهو يحاول مواجهة روسيا التوسعية، وقال على تويتر إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يستفيد من ضعف أوروبا، وتصويت بريطانيا يجعل الاتحاد الأوروبى أضعف.

ومن جانبها، سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على موقف الشباب البريطانى بعد خروج بلاده من الاتحاد الأوروبى وقالت إن الخوف واليأس يسيطران على الشباب لأنهم كانوا يؤيدون البقاء، فبالنسبة للكثير منهم الذين ولدوا وبلادهم جزء من الاتحاد، "الوحدة الأوروبية تجربة مسلم بها وليس تجربة سياسية" يمكنهم الخروج منهم.

ونقلت الصحيفة عن فيليبس، البالغ من العمر 27 عاما، قوله إن تابعيات قرار الانسحاب سيتحملها الشباب لفترة طويلة "ولكن مجموعة من المتقاعدين تمكنوا من أن يأخذوا قرار بدلا عنا، معربا عن "رعبه" حيال الوضع الاقتصادى لبلاده.

بينما تقول لويس دريسكول البالغة من العمر 21 عاما إنه ظلت تبكى طوال اليوم "كان لدى شعور سئ، ماذا سنفعل الآن، أنا خائفة للغاية"، مشيرة إلى أن والديها صوتوا لصالح المغادرة.

واعتبرت نيويورك تايمز أن التصويت للخروج من أوروبا أظهر حدة التوتر والانقسامات فى المجتمع البريطانى، لاسيما تلك بين الأجيال. وفقا لاستطلاعات الرأى قبل الاستفتاء، أجرتها مؤسسة "سورفاجين"، 57% من البريطانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عام وقالوا إنهم سيشاركون فى الاستفتاء أيدوا حملة البقاء، بينما أيدت نفس النسبة 57% من البريطانيين الذين تتجاوز أعمارهم 55 عاما المغادرة.

وأوضحت الاستطلاعات أن هؤلاء الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما، أيدوا بشكل كبير البقاء حتى أن ثلاثة أرباعهم قالوا إنهم لا يريدون الخروج.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الشباب البريطانى يشعر بالراحة أكثر عندما يعيش فى مجتمع متعدد الثقافات، خاصة فى مدن مثل لندن، وأدنبره المليئتين بجنسيات مختلفة من جميع أنحاء القارة الذين يأتون للدراسة والعمل.

وأعرب العديد من الشباب البريطانيين عن شعورهم بالدهشة والغضب واليأس حيال آبائهم وأجدادهم الذين سعوا للحد من سفرهم ومنعهم من التعرض لثقافات أخرى وفرص عمل ودراسة بالخارج، تلك المزايا التى وفرها لهم كونهم جزءا من الاتحاد الأوروبى.

أما عن أبرز المرشحين، لخلافة ديفيد كاميرون الذى أعلن استقالته بعد نتيجة الاستفتاء قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية على صفحتها الرئيسية إن بوريس جونسون، عمدة لندن السابق، وأحد أبرز رموز حملة "الخروج"، هو الأقرب لخلافته، إلا أنه سيواجه تحديات "غير مسبوقة"، لأنه ساهم فى إطلاق العنان لأكبر اضطراب سياسى فى تاريخ بريطانيا الحديث.

وأضافت الصحيفة أن جونسون بدء بالفعل يرسم مستقبله كرئيسا للوزراء، ذلك الذى تمكن من إخراج بريطانيا من أوروبا، ويحاول أن يهدئ المخاوف بشأن اندلاع اضطرابات سياسية واقتصادية، متعهدا بأنه يستطيع توفير "مستقبل أكثر أمنا ورخاء" للبريطانيين خارج الاتحاد الأوروبى .

وسعى جونسون لطمأنة الناخبين والأسواق بعد إعلان نتيجة الاستفتاء وإعلان كاميرون استقالته ليفسح الطريق أمام "قيادة جديدة" تتفاوض على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وقال إنه لا يوجد حاجة للتسرع فى بداية عملية التفاوض وأصر أن نتيجة الاستفتاء لا تمثل عزلة للبلاد التى ستظل "قوة أوروبية عظيمة"، مؤكدا أنه "لا يمكننا أن ندير ظهورنا لأوروبا، نحن جزء من أوروبا".

ونقلت الصحيفة عن بيان مشترك لرئيس المجلس الأوروبى دونالد داسك، ورئيس المفوضية جون كلود يونكر إنهما يتوقعان أن تكون المفاوضات "عملية أليمة"، مضيفين أن بريطانيا لا يجب أن تتوقع معاملة خاصة.

وتخشى مؤسسات الاتحاد الأوروبى أن يتسبب خروج بريطانيا فى تشجيع دول أخرى على اتخاذ نفس الخطوة.



موضوعات متعلقة:


قائد حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى: على "كاميرون" تنفيذ إرادة الشعب








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة