سلطت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية الضوء على رؤية الشرق الأوسط لتصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبى، باعتباره أحد خسائر الحروب المندلعة فى سوريا والعراق.
ونقلت الصحيفة-فى سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى اليوم السبت-عن نشطاء وأشخاص عاديين، قولهم أن الغرب لم يعمل بما يكفى لحل الأزمات الإقليمية التى أسفرت عن تدفق اللاجئين إلى أوروبا وأشعلت حملة مغادرة بريطانيا للاتحاد.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن استفتاء أمس الأول الخميس بدد الآمال الخافتة لهؤلاء الذى يسعون إلى الهجرة للغرب.
وفى السياق ذاته، اعتبر أحد الزعماء السابقين فى المعارضة السورية برهان غليون الاتحاد الأوروبى أنه أحد ضحايا الحرب فى سوريا.
وكتب غليون على صفحته الشخصية على موقع الفيس بوك للتواصل الاجتماعى أنه مما لا شك فيه أن السبب المباشر الذى دفع جزءا من المجتمع البريطانى إلى اتخاذ موقف واضح لمغادرة الاتحاد الأوروبى هو أزمة اللاجئين التى يسعى البريطانيون كى يناوأ بأنفسهم عنها، مما يؤكد النتائج السلبية المتزايدة للسياسة القمعية التى تبنتها أوروبا لمواجهة الأزمة السورية.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الحملة البريطانية لمغادرة الاتحاد الأوروبى، التى حققت فوزا مفاجئا فى استفتاء أمس الأول الخميس، استفادت من موقفها المناهض للهجرة فى أعقاب أزمة اللاجئين فى أوروبا والهجمات الإرهابية التى استهدفت العواصم الأوروبية خلال العام الماضى، مستشهدة على ذلك بملصق حملة مثيرة للجدل يديرها حزب الاستقلال البريطاني-وهو حزب متشكك تجاه الاتحاد الأوروبى-يصور اللاجئين من الشرق الأوسط تحت عنوان "نقطة الانهيار-الاتحاد الأوروبى قد خذلنا جميعا".
ووصف المنتقدون هذا الإعلان وغيره من المطالبات المماثلة بأنها عنصرية، فيما أظهرت استطلاعات الرأى أن العديد من البريطانيين يشعرون بقلق متزايد إزاء ارتفاع مستويات الهجرة.
وأفادت بأن المشاعر المعادية للمهاجرين والمشاعر الانعزالية المتنامية فى أوروبا والولايات المتحدة أدت إلى تفاقم المخاوف حيال بعض من ملايين اللاجئين من الشرق الأوسط الفارين من أكثر من خمس سنوات من الصراع الذى بدأ مع انتفاضات الربيع العربى وعزز صعود تنظيم داعش الإرهابى.
وفى الولايات المتحدة، أكد المرشح الرئاسى الجمهورى الأمريكى دونالد ترامب دعوته لحظر المهاجرين المسلمين فى أعقاب هجوم على ملهى ليلى للمثلين فى أورلاندو من جانب مواطن أمريكى ذى أصول أفغانية، على صلة بداعش والجماعات المتطرفة الأخرى فى الشرق الأوسط.
واختتمت (وول ستريت جورنال) تقريرها بالقول أن ثمة درجة من الشماته واضحة فى بعض ردود الفعل الأولية فى منطقة الشرق الأوسط، حيث يقول البعض أن أوروبا-وبريطانيا على وجه التحديد-ذاقت أخيرا ويلات سياستها فى الشرق الأوسط بعد عقود.. وقال العديد من السوريين أنه لو كانت المملكة المتحدة والولايات المتحدة تدخلتا بشكل أكثر حسما لوقف إراقة الدماء والإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد عن السلطة، لما تدفق هذا الكم الهائل من المهاجرين إلى الغرب.
وول ستريت جورنال: الأزمات الإقليمية أشعلت حملة مغادرة بريطانيا للاتحاد
السبت، 25 يونيو 2016 01:31 م
الاتحاد الأوروبى