الفكر العربى و"ديغلوسيا" يدشنان مشروعا للتقييم المبكّر لتطوير مهارات القراءة بالعربيّة

الجمعة، 03 يونيو 2016 07:11 م
الفكر العربى و"ديغلوسيا" يدشنان مشروعا للتقييم المبكّر لتطوير مهارات القراءة بالعربيّة د.هنرى العويط مدير مؤسسة الفكر العربى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وقّعت مؤسّسة الفكر العربى فى إطار مشروعها "عربي21" مذكّـرة تفاهــم مع شركة "ديغلوسيا" الأمريكية (يعمل فيها خبراء عالميّون فى تصميم الاختبارات المقنّنة)، تتعلّق بالإعداد لأداة تقييم القراءة المبكّرة باللغة العربية. وتُستخدم هذه الأداة لقياس مهارات المتعلّمين الصغار ومستوى تقدّمهم فى لغة الضاد، وذلك من خلال القياس المبكّر والمتكرّر لأدائهم. يبدأ استخدام هذه الأداة من المراحل التعليمية الأولى وحتى مرحلة الابتدائى الثالث، عبر تطبيق يُستخدم على مجموعة واسعة من الأجهزة المحمولة، بما فى ذلك الأجهزة الّلوحية والهواتف الذكية، مع إمكانية تحميل البيانات عبر الواي- فاى أو الشبكات الهاتفية اللاسلكية.

ويحصل المعلّمون والإداريون من خلال هذه الأداة على وسيلة سهلة الاستخدام لجمع البيانات الخاصّة بالتلامذة وتسجيلها وتحليلها بطريقة منهجية، وذلك من أجل توجيه أساليب التعليم، وتطوير استراتيجيات معالجة وتدخّل خاصّة قائمة على الأدلّة التى تتناسب مع الحاجات الفردية لكلّ تلميذ. كما يسهّل التقييم على المعلّمين مهمّة تكوين سجلٍّ جارٍ لمتابعة تحقيق المعايير القياسية لمهارات ما قبل القراءة والقراءة المبكرة، والتى تترواح بين 6 و 10 معايير، تمّ تحديدها من قبل الخبراء بوصفها ضرورية لتطوير مهارات القراءة لدى المتعلّمين الصغار. وأهمّ هذه المعايير: تمييز التركيب الصوتى للكلمات، تمييز الوحدات الصوتية، سهولة لفظ الأحرف، الربط بين الحرف والصوت، التعرّف البصرى على الكلمات، مهارة القراءة الشفهية، معرفة المفردات الّلغوية، فهم القراءة.

تتراوح المدّة المحدّدة لإجراء الاختبارات الجزئية لأى صفّ من الصفوف الدراسية ما بين 5 و7 دقائق لكلّ تلميذ. وسوف يستجيب التلاميذ شفهياً لمعطيات لفظية، وكتابية، وصورية، فى حين يسجّل المعلّم إجابات التلميذ على التطبيق الخاص. ومن أجل رصد التقدّم التدريجى بطريقة فعّالة، تتمّ عملية التقييم هذه بمعدّل لا يقلّ عن مرّة كلّ ستّة أسابيع. وسيتمّ توفير مجموعة كاملة من التقارير على الإنترنت ليستفيد منها الأهالي، والمعلّمون، والإداريون، بحيث يظهر التقدّم الفردى والجماعى لناحية تحقيق التوقّعات القياسية الخاصة بمستوى الصفّ، وفعالية تدخّلات المعالجة الخاصّة.

يمتدّ المشروع على مدى سنتين ويتضمن مراحل عدّة هي: البحث، والتصميم، والتطوير، والنشر، وتترافق كلّ مرحلة من هذه المراحل مع أهدافٍ قياسيّة تقويمية، وشروطٍ خاصّة للإنجاز والانتقال إلى المرحلة اللاحقة. تستغرق مرحلة البحث بين 4 و6 أشهر، ويتمّ خلالها بناء أساس بحثى متين وجمع المعلومات اللازمة للبدء بمرحلة التصميم. وتجرى مرحلة التصميم بدورها على امتداد 4 إلى 6 أشهر، وتتضمّن تجربة خيارات التصميم على نطاق مصغّر. أمّا مرحلة التطوير فيمكن أن تستمرّ فترة 9 أشهر إلى 12 شهراً، تليها مرحلة النشر التى تُنجَز فى غضون 3 إلى 6 أشهر. ويُخصَّص جزء من مرحلة البحث لوضع الخطّة والإطار الزمنى.

تعمل مؤسّسة الفكر العربى على توفير برامج لتدريب المعلّمين على التقييم المبكّر للقراءة باللغة العربية، وتعريفهم بأفضل الممارسات فى هذا المجال، وذلك من خلال حصول جميع كليّات إعداد المعلّمين، التى تضمّ قسماً للّغة العربية، على رخصة مجّانية لاستخدام هذه الأداة، وتدريب المتخصّصين فى التعليم المبكّر لمّدة سنتين بعد طرح الأداة، وإطلاق حملة تثقيف حول أهمّية التعلّم المبكّر للّغة ترعاها المؤسّسة.

مستشارة مشروع "عربي21" الدكتوره هنادا طه، أكّدت على أهمّية هذه الأداة فى الحفاظ على اللّغة العربية وحمايتها وتعزيزها، وأوضحت أن هذا الامتحان المبكّر المقنّن هو أوّل امتحان لقياس تطوّر القراءة المبكّرة عند الأطفال باللغة العربية، وسيكون الامتحان مرتكزاً على الأبحاث العلمية والدراسات المخبرية والميدانية فى مجال الّلسانيات والقرائية وتصميم الامتحانات المقنّنة والمتكيّفة. وأشارت إلى أن هذا الامتحان سيكون متوفّراً بسعر زهيد لكلّ مدارس الوطن العربي، لأن الهدف هو الوصول إلى كلّ طفل عربي، وإيجاد أدوات قياسية ذات جودة عالية للمدرّسين، توفّر لهم المعلومات والبيانات التى يحتاجونها حول التطوّر القرائى للتلاميذ فى المراحل الدراسية المبكّرة، وهذا سيساعد فى الكشف المبكّر عن صعوبات القراءة لدى التلاميذ، ويحدّد المهارات التى يحتاجون للعمل عليها كى يصبحوا قرّاء مع نهاية مرحلة الصف الثالث الابتدائى.

ولفتت طه إلى أن مشروع "عربي21" الذى ترعاه مؤسّسة الفكر العربي، بتمويل من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، سيشكّل إضافةً نوعية للمشروع، وذلك بعد مشروع تصنيف كتب أدب الأطفال، ومن شأنه أن يسهم فى تطوير تعليم الّلغة العربية وتعلّمها، وهى قضية تبنّاها مشروع "عربى 21" ومؤسّسة الفكر العربى، وسنعمل عليها باستمرار حتى تتكوّن لدينا بنية صلبة، تلائم احتياجات المتعلّم فى القرن الحادى والعشرين.

وقد أوضح المدير العامّ لمؤسّسة الفكر العربى الدكتور هنرى العَويط، أنّ مشروع إعداد أداة تقييم مبكّر لمهارات القراءة باللغة العربيّة يندرج فى صلب اهتمام المؤسّسة بقضايا التربية والتعليم عامّةً، ويجسّد بصورةٍ خاصّة حرصها الدائم على إطلاق المشاريع الهادفة إلى تعزيز اللغة العربيّة، وتحديث أساليب تدريسها، والعمل على جعلها لغةً حيّةً ومشوّقةً وجذّابة، وتطوير كفاءات التلامذة فيها وتمكينهم من إتقانها. وأبرز المدير العامّ إيمانَ المؤسّسة الراسخ بضرورة الانطلاق فى هذه الجهود من سنّ مبكّرة، نظراً إلى أنّها تمثّل مرحلةً عمريّةً ودراسيّةً تأسيسيّة وحاسمة على صعيد اكتساب المهارات اللغويّة، كما أبرز سعى المؤسّسة الدؤوب إلى دعم المبادرات التى تتسّم بطابع التجديد والابتكار، وفى طليعتها هذا المشروع التربوى الرائد. ولفت إلى أنّ الاتّفاقيّة التى عقدتها مؤسّسة الفكر العربى مع شركة "ديغلوسيا" تعبّر عن التزام المؤسّسة بتطبيق مبادئ ثقافة التعاون، وعن اقتناعها بجدوى حشد الطاقات وإقامة الشراكات وتضافر الجهود.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة