لماذا أصحبت الأُخُوَّة مجرد كلمة لها معنى وقدسية، ولكنها لا تجد الصدى الحقيقى على أرض الواقع، فهل ننكر أنا الحياة أصبحت تلهى الأِخْوة عن بعضهم، فكل منهم أصبح مشغولاً بحياته وأعماله وأولاده، وربما تمر شهور طويلة أو حتى سنوات دون أن يجمعهم مكان واحد بالرغم من أنهم لو فكروا للحظات سيتذكرون أنهم ما كان يفرق بينهم سوى متر واحد فى الحجرة الواحدة بين سرير كل منهم، وربما كانوا ينامون على سرير واحد فى الحجرة الواحدة، ويتشاجرون سويًا ويتصالحون ويتحدثون ويلعبون وكل شىء يفعلوه منذ ولادتهم على أرض الحياة سويًا، إلا أنهم بمجرد خرج كل منهم إلى بيته وحياته يستقل تمامًا عن الآخر، وربما يُخفون أسرارهم على بعضهم البعـض، ولا يُفْصِحُون بالكثير عن حياتهم وأفكارهم، وقد يتخاصمون لسنوات ويتناسون ما كانوا عليه فى مهدهم الأول، ونسينا مقولة: "الزوج موجود والابن مولود والأخ مفقود".
وترجع قصة هذه المقولة إلى أن الحجاج بن يوسف قبض على ثلاثة فى تهمة وأودعهم السجن ثم أمر أن تضرب أعناقهم، وحين قدموا أمام السياف، لمح الحجاج امرأة ذات جمال تبكى حرقة، فقال: "أحضروها"، فما حضرت بين يديه سألها: "ما الذى يبكيك؟" فأجابت: "هؤلاء الأشخاص الذين أمرت بضرب أعناقهم هم زوجى وشقيقى وابنى فلذة كبدى، فكيف لا أبكيهم؟" فقرر الحجاج أن يعفو عن أحدهم إكرامًا لها، وسألها أن تختار أحدهم كى يعفو عنه، وكان يظنها تختار ابنها، فخيم الصمت على المكان، وتعلقت الأبصار بالمرأة فى انتظار من ستختار ! فصمتت ثم قالت: "أختار أخى"، وقد تفاجأ الحجاج من جوابها وسألها عن سر اختيارها، فأجابت: "أما الزوج فهو موجود أى يمكن أن تتزوج غيره، وأما الولد فهو مولود؛ أى أنها تستطيع بعد الزواج إنجاب الولد، وأما الأخ فهو مفقود لتعذر وجود الأب والأم، فأصبح قولها هذا مثلاً، وقد أعجب الحجاج بحكمتها وفطنتها وقرر العفو عنهم جميعا. فتفكروا فى هذه المقولة حتى لا تذهب الأُخُوَّة أدراج الرياح.
د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: حتى لاتصبح "الأُخُوَّة" مجرد كلمة
الخميس، 30 يونيو 2016 06:00 م
داليا مجدى عبد الغنى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د / وائل بيومي علي سالم
ليس جديدا عليكي