وتسرد الكتابة رحاب بسام فى كتابها " أرز بلبن لشخصين" عدد من المفارقات لبعض سلوكيات المواطنين فى المواقف المختلفة، والكتاب صادر عن دار الشروق وعدد صفحاته 128 صفحة لكتاب قصصى متميز.
وتقدم الكاتبة نقدا ساخرا لبعض المعاملات اليومية فى الشارع المصرى وخصوصا التعامل مع سائقى الميكروباص والتاكسى، تحت عنوان "المرأة الخارقة"، حيث تقول "أنا أتمتع بقوة خارقة، أو أحب أن أصدق أن بإمكانى التحكم فى الأشخاص بإرسال رسائل ذهنية لهم، وكانت هذه القوى الخارقة تنفعنى جدا مع سائقى الأجرة، أركز جدا وأرسل للسائق رسالة ذهنية تأمره بألا يدخل فى هذا الشارع، فلا يدخل، أحسب المسافة والنقود التى معى، وأرسل له رسالة ذهنية تأمره بقبول أى أجرة أعطيه إياها فيقبل أى أجرة، وأحيانا يكون الإرسال ضعيفا، حينها ترانى أجرى هربا قبل أن يخرج السائق من السيارة ليتشاجر معى".
"أنا والضباب وهواك" ، وتحت هذا الإطار وفى وسط الضباب.. تحدثت الكاتبة عن ذكرى قديمة علقت بمخيلتها، حين تسلقوا يوماً جبل شاهقاً يعلوه الضباب، حينها كانت صغيرة وكان والدها يحدثها كيف يتكون الضباب، وكيف كانت سعيدة سعادة لا توصف، لأنها تشعر أنها فوق السحاب، وأن جزء من خيالها تحقق، واليوم وهى على أرض مسطحة يلفها الضباب فيشعرها بالخوف من الضياع، فتتسارع دقات قلبها، فتشجع نفسها على الإستمرار وأنها لن تضيع مهما اصبح الضباب كثيفاً ما دامت واثقة من نفسها؛ لتجد نفسها فعلاً أنها لازالت على الطريق الصحيح بعد إنقشاع الضباب.
"على بياض المرجيحة سقط سهواً.. الصفحة البيضاء هى الموت، هى قبرى الذى ينتظرني، لأنها تخاف المرتفعات لم تثق أبداً فى قمة السعادة، شرط الجنون الإيمان به وممارسته" كانت هذه جمل من القصص بالتوالى، تخبرنا عن تجاذبها مع الورقة البيضاء التى تحاول كسر بياضها الناصع بأفكار تأبه أن تغادر مخيلتها، فتصف دماغها كآلة صنع غزل البنات والسكر المتكوم كأفكارها التى تتزايد واحدة تلو الأخرى، دون أن تعرف لها مخرجاً للنور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة