إيمان فتحى تكتب: فى انتظار عودة زمن الفن الجميل

السبت، 04 يونيو 2016 12:14 م
إيمان فتحى تكتب: فى انتظار عودة زمن الفن الجميل شريط سينما

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المعروف أن وسائل الإعلام تعمل على نقل الخبر أو الحدث بكل شفافية وبدون انحياز لأحد وتعمل على تعميق الوعى الفردى لأهمية المجتمع والتعاون فى بنائه ونشر أكبر قدر من المعلومات وتزويد الجماهير بمصادر العلم والفكر والمعرفة وتقديم القيم الإنسانية الرفيعة التى يجب أن نعيش عليها وترسيخ عادات وتقاليد كل بلد وكذلك أصول الدين بحيث تعتبر السلطة الخامسة فى المجتمع لما لها من أهمية وتأثير كبير على كلا من الكبار والصغار خاصة الصغار لأنهم سريعوا البديهة ولديهم القدرة على الحفظ، حيث كانت السينما المصرية خلال فترة السبعينيات قد قدمت أعمال لا تنسى لاقت إعجابا وقبولا كبيرين من الجماهير لأنها أعمال تستحق الشكر والتقدير، حيث كانت تناقش قضايا يعانى منها المجتمع المصرى آنذاك وعملت على حل بعض المشاكل فيه.

أما إذا نظرنا إلى حال السينما المصرية الآن فإننا سوف نجدها تعانى من هبوط حاد فى مستواها حيث يسيطر على بعض أفلامها الإسفاف والبذاءة فى الألفاظ والتدنى فى الأسلوب وعدم الدقة فى وجود الهدف، حيث إذا جلست لتشاهد فيلم عربى فإنك لن تسمح لطفلك بأن يشاركك مشاهدة الفيلم لأنك تدرك حقيقة الأمر المؤسفة ألا وهى احتواء الفيلم على ألفاظ بذيئة ومشاهد خارجة وإذا نظرنا إلى قصة الفيلم فلن نجد له قصة فقط سوف نجد فى بعض الأفلام قمة الانحطاط الذى وصلنا إليه وللأسف نجد الأطفال يشاهدون هذه الأفلام مع عدم وجود رقابة عليهم من الأهل وانتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة فى أيدى الأطفال والمراهقين.

وكذلك نجد الإعلانات بها كمية البذخ والصرف عليها بالملايين مع عدم تواجد مضمون، حيث تجلس تشاهد الإعلان منذ بدايته وحتى نهايته ولا تعرف عما يتحدث .

واعتقد أن سبب تدنى مستوى الكثير من المواد الإعلامية فى مصر هو المتحكمين فى سوق الإعلام وكذلك بعض القنوات الخاصة التى تعرض أى شىء وأتساءل أين الرقابة ولكن فلنتوقف لحظه هل يوجد رقابة أصلا تسمح بنزول كل هذه الأفلام التى كانت سبباً فى انتشار البلطجة فى مصر وارتفاع معدلات الجريمة والإجرام وكانت سبباً فى إفساد جيل بأكمله وأتساءل أيضا هل انعدمت الأماكن فى مصر لكى لا يجد مخرجى هذه الأفلام سوى العشوائيات التى يصورون فيها محاولين إبراز صورة مصر بهذا الشكل السيئ أمام الخارج.

وتعانى السينما من تخبطات وعدم توازن بين الواقع والخيال وتصرف ملايين الجنيهات على الافلام التى تحاول تصوير الواقع بحيث إذا صرفت هذه الملايين على الواقع لتغير وكذلك هناك مفارقات أو تضاد فى عدم تصوير الواقع كما هو بحيث نجد فيلما يصور الحياة فى مصر من خلال الطبقات العليا التى تمثل الغنى الفاحش وقمة الرفاهية والحياة التى يتمناها كلا منا ومنكم ونجدها فى فيلم آخر تتحدث عن الطبقات الفقيرة من خلال تواجدهم فى العشوائيات بحيث ينتشر فيها السلوكيات الخاطئة وفعل الفواحش وانتشار المخدرات وشرب الخمر وظهور أهل هذه المناطق كأنهم فى غابة يأكل القوى الضعيف ولا يظهروا أى وجه للإنسانية فيها.

ولا نجد فيلما يتحدث عن شخصية إنسانية تفعل الخير وكذلك شخصية طموحة تحاول تغير واقعها من الأسوأ إلى الأحسن وتتحدى الجميع للوصول للنجاح وتكون نموذجا للشباب يقتدون بها بل نجدهم العكس يفرض بعض المخرجين أفكارهم وآرائهم على المجتمع مثل تعميم العشوائيات على كل مكان فى مصر وهذه هى مصر وكذلك الأفراح نجدها فى الأفلام مليئة بالراقصات والخمر كالمياه وانتشار المخدرات وأوضاع لا تصح وأفعال مشينة وهذه هى أفراح مصر وكذلك المرأة تجدها فى الأفلام أنها من بنات الليل ومنحرفة تستخدم جسدها للوصول لأهدافها وهذه هى المرأة فى مصر.

أتمنى أن تقدم السينما فن مثل زمن الفن الجميل.. فن يسعى للبناء لا الهدم.. فن يؤسس أخلاقيات لا يعمل على الانحراف، وأتمنى أن تفعل الرقابة دورها، وأن تعمل بما تحمله كلمتها (رقابة) أى تراقب كل ما هو خطأ وتدعم الصواب.

وفى الختام أتمنى أن يحفظ الله مصر وأطفالها وشبابها لأنهم أمل المستقبل.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة