مؤتمر بسفارة بنما فى القاهرة
وقال مميش فى المؤتمر الذى أقامته سفارة بنما بالقاهرة اليوم "كان لإنشاء قناة بنما وقناة السويس دورا كبيرا فى ازدهار ونمو الاقتصاد العالمى، حيث تساهم القناتين فى تقصير المسافات اللازمة، ما انعكس إيجابيا على انخفاض تكاليف النقل البحرى، التى تمثل جزءا مهما من تكاليف السلع، وبالتالى ازدهار حركة التجارة العالمية وازدهار الحياة البشرية"، لافتا إلى أن قناة بنما وقناة السويس يجمعهم الكثير من العوامل والظروف التى تجعل التعاون هو أساس العلاقة التى تجمع بين هذين الإنجازين البشريين العظيمين، موضحا أن منفد فكرة حفر قناة السويس الفرنسى فردناند ديليسبس هو نفسه صاحب فكرة حفر قناة بنما عام 1881.
وأشار مميش إلى أن قناة بنما وقناة السويس يواجهان نفس التحديات، فكلاهما يتأثر بالتغيرات فى حركة التجارة العالمية وأيضاً النمو فى أحجام سفن الأسطول العالمى، واتجاه سوق الملاحة العالمى إلى التحالفات العملاقة، وأيضاً التهديدات من الطرق المنافسة والبديلة، وهى العوامل التى فرضت على إدارة كل من قناة السويس وقناة بنما ضرورة مواكبة هذه المتغيرات، والاستعداد بالشكل الذى تستمر فيه كل منهما طريقا رئيسيا لحركة التجارة العالمية، من خلال تطوير إمكانياتهما، ومن هنا كان قرار بنما بإقامة مشروع توسيع قناة بنما الذى سيتم افتتاحه فى السادس والعشرين من يونيو الجارى، وكذلك قرار مصر بإنشاء قناة السويس الجديدة بطول 72 كيلو مترا وتسمح بعبور السفن بغاطس حتى 66 قدم.
وذكر مميش أنه لتحقيق الاستفادة من الموقع المتميز لقناة السويس ووقوعها على أهم مسارات الخطوط الملاحية الدولية، وكمية البضائع الكبيرة التى تمر عبرها سنويا، قامت الدولة المصرية بالتفكير فى إنشاء مشروع لوجيستى صناعى بحرى عالمى فى منطقة قناة السويس، لتكون المنطقة قاطرة لتنمية الاقتصاد المصرى، ومركزا لتجمع سكانى، وكذلك تنويع النشاط الاقتصادى لمصر ودمجه فى الاقتصاد العالمى، وقد تم إنجاز المخطط العام للمشروع، وجار تحويله إلى واقع على الأرض عن طريق الهيئة العامة لتنمية المنطقة الاقتصادية لقناة السويس برئاسة الدكتور أحمد درويش.
وأشار مميش إلى أن قناة السويس وقناة بنما أدركتا مبكرا ضرورة التعاون فيما بينهما، فكانت أول زيارة قام بها مسؤولون من قناة بنما لقناة السويس عام 1999، وهو نفس العام الذى عادت فيه قناة بنما للسيادة البنمية، حيث قاموا بالاطلاع على اُسلوب الإدارة بهيئة قناة السويس، وكذلك نظام الرسوم الخاص بعبور السفن، كما تم تبادل العديد من الزيارات بين المسئولين من كلا المؤسستين لتبادل الخبرات.
سفير بنما فى القاهرة
من جانبه قام توماس جوارديا سفير بنما فى القاهرة بعرض تفاصيل افتتاح توسعة القناة التى بدأت فى الثالث من سبتمبر 2007، حيث تعد القناة واحدة من أهم الممرات التى تشهد التجارة العالمية، كونها تربط بين المحيطين الهادى والأطلنطى، كما قدم عرضا تاريخيا للقناة منذ التفكير فى إنشائها وحتى اليوم.
وقال جوارديا فى المؤتمر إن القناة ستكون مفتوحة أمام التجارة العالمية، مهنئا مصر على تحديث وتطوير قناة السويس، موضحا أن مشروع توسعة قناة بنما هو الأخير فى مجال البنية التحتية فى تاريخ قناة بنما منذ افتتاحها عام 1914، ومن أحدث مشروعات البنية التحتية المنفذة فى القرن الحادى والعشرين وأكثرها تعقيدا، وقد تكلفت 5 مليارات و250 مليون دولار، مشيرا إلى أن أعمال التوسعة تشمل بناء هويسين جديدين، ما يتيح ممرا ثالثا للعبور، بالإضافة إلى قناة عند مدخل المحيط الهادى من خلال حفر قناة بطول 6.1 كيلو متر لربط الأهوسة الجديدة بالمحيط الهادى وهى موازية لبحيرة ميرافلوريس، مع تعميق غاطس القنوات المحلية على طول الممر المائى، وإدخال تحسينات على إمدادات المياه عن طريق زيادة مستوى التشغيل الأقصى لبحيرة جاتون بمعدل 45 سم لتحسين إمدادات المياه للقناة والمشروع.
وذكر سفير بنما أنه سينتج عن توسعة القناة تطورا تكنولوجيا كبيرا لجميع الدول، كما سينعكس تأثيرها على تاريخ العالم حيث إنها تربط جميع الممرات البحرية، وتسهل حركة التجارة بين القارات الخمسة، وبفضل هذا المشروع ستتضاعف القدرة لعبور السفن وستزداد الكفاءة التشغيلية وستتوفر المزيد من الموارد تمكن بنما من تقديم نوعية حياة أفضل للبنميين.
وأشار إلى أن مشروع التوسعة كان ضروريا نظرا للطلب المستقبلى لزيادة القدرات الاستيعابية 50? من القدرات الاستيعابية الحالية للقناة، ولولا هذه التوسعة لشهدنا ركودا فى حركة المرور، وقال إن لهذا المشروع آثار هامة تنعكس على التنمية فى مختلف الدول، وسيضخ إيرادات أعلى بصورة ملحوظة لاقتصاد بنما، لافتا إلى أن السفن المارة عبر القناة من سفن الحاويات وستؤدى التوسعات إلى مضاعفة هذه السفن وحمولتها من 5 آلاف حاوية إلى 12 ألف حاوية.
واستطرد سفير بنما: هيئة قناة بنما تعمل فى أنشطة مختلفة غير قاصرة على مرور العبور فقط، لوجود خدمات تكميلية تقوم بها الهيئة فى المنطقة المحيطة بالقناة، معربا عن أمله فى أن تكون قناة بنما بعد التوسعات الجديدة مركزا لوجيستيا للأمريكتين.
وحضر المؤتمر الذى عقدته سفارة بنما بالقاهرة عدد من الدبلوماسيين وقيادات هيئة قناة السويس، وخلال المؤتمر عرض سفير بنما صورا فوتوغرافية للعمل الهندسى لقناة بنما.
موضوعات متعلقة..
استعدادات ضخمة لافتتاح التوسعات الجديدة لـ "قناة بنما"