منح المعهد الآسيوى بجامهة الزقازيق درجة الدكتوراة للدكتور الشيخ جمال أبو الهنود مستشار وزير الأوقاف الفلسطينى وناقش الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية رسالة الدكتوراة بعنوان "الإمام أبو حاتم الرازى دراسة فى الاتجاهات والمذهبية". بحضور الدكتور خالد عبد البارى رئيس جامعة الزقازيق، والدكتور محمد محمود أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور عبد الحكيم الطحاوى عميد المعهد الآسيوى السابق، والدكتور محمد بيومى عميد كلية أصول الدين بالزقازيق، والدكتور أحمد سالم عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر. واللواء حسن سيف مدير أمن الشرقية والسفير المصرى بفلسطين سابقا.
وقال أبو الهنود لـ"اليوم السابع": "أنا أزهرى النشأة، وهذا ما اعتز به طيلة عمرى، وبدأت دراستى الأزهرية بمعهد فلسطين الدينى الأزهرى بغزة، وأكملت دراساتى فى كلية الدراسات الإسلامية بالأزهر بمصر، والتحقت بمعهد البحوث والدراسات الأسيوية بجامعة الزقازيق، وحصلت على الدبلومة والماجستير منه، وكانت رسالتى فى التصوف وموضوعها "التصوف عند الحافظ أبو الطاهر السلفى الأصبهانى"، إذ أن أبو الطاهر السلفى من شوامخ علماء الحديث، ويقول فيه ابن الجزرية إنه من أعلى أهل الأرض إسنادا فى الحديث.
وأضاف: كتب أبو الطاهر الأصبهانى، كتابا عن رحلاته العلمية سماه "معجم السفر"، تناول فيه رحلاته العلمية من أصبهان إلى بغداد، إلى بلاد الشام، إلى الإسكندرية، قاصدا بلاد المغرب، واستقر به الحال بالإسكندرية عند نهاية الدولة الفاطمية، وبداية الدولة الأيوبية، وكان يحضر مناقشاته فى الحديث صلاح الدين الأيوبى، واجتمع بصوفية عصره، وأولياء الله، وكتب فى التصوف، والتصوف عند النساء، وكان شافعى المذهب من أهل السنة والجماعة، ووقف موقفا فى مواجهة الشيعة، ورد عليهم ردودا أخذ بها العلماء، ودفن فى الباب الأخضر بمسجد الشيخ سند بالإسكندرية.
وأوضح أبو الهنود: "أما الإمام أبو حاتم الرازى موضوع مناقشة اليوم، فهو من شوامخ الأمة فى علم الحديث، وأخذ بالمأثور رواية، وأخذ بالعقل، وعقيدته عقيدة أهل السنة والجماعة، وله آراؤه العقدية والمذهبية.
من جانبه، قال الدكتور أحمد محمد نادى عميد معهد الدراسات والبحوث الأسيوية بجامعة الزقازيق إن مثل هذه الدراسات والأبحاث توطد عمق الصلات الثقافية بين مصر وجيرانها من العرب، وجيرانها فى العقيدة فى الدول الأسيوية، وتلقى بظلالها أيضا على المردود الثقافى المصرى الأسيوى، لتتبوأ مصر الريادة الثقافية فى الوسط الأسيوى، وعلى غرار هذه الرسالة جرت وتجرى رسائل متعددة لها ارتباط كبير بالشأن الأسيوى فى الجانب الثقافى والاقتصادى والسياسى، الذى من خلاله يؤدى المعهد رسالته تجاه هذه البلدان الأسيوية، ويلقى بثقله عبر هذه الدراسات لتكون تحت أيدى قادة الفكر والرأى.
وقالت الدكتورة هدى درويش أستاذ ورئيس قسم مقارنة الأديان بالمعهد الأسيوى إن قسم الأديان بالمعهد يعد من أهم الأقسام، وأن كل ما يقدمه القسم يسهم فى خدمة القضايا المعاصرة سواء كان فى دراسة النقاط المشتركة بين الأديان، وكيفية إقامة حوار بناء إيجابى يخدم قضية الخطاب الدينى المطلوبة فى الوقت المعاصر، إذ نجد أن الكثير من الأبحاث فى الماجستير أو الدكتوراة، تخدم الأهداف الدينية والوطنية المعاصرة.
وطالبت درويش بإحياء أفكار الشخصيات الدينية القيمة لضبط الفكر والخطاب الدينى الصحيح لافتة إلى أنه شرف للمعهد أن يناقش الرسالة الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية رمز للشخصيات الوسطية السمحة التى نعتز بها.
أكد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية أنه فخور أن يقرأ عن الرازى الذى جمع بين الفقة والحديث ولكن ينبغى أن يدرك الأوائل إدراكا صحيحا بما تلقوا من المشايخ من الذين ورثوا من المنهال المحمدى والذين اقتبسوا من سيرت رسول الله لافتا إننا لابد وأن نرجع إلى أهل السند الصحيح والذين يروون عن رسول الله ومسلك ذاك العالم لأن النظر فى العقيدة الأشعرية التى سار عليها الأزهر الشريف خاصة وأن لم يتعصب أى من علمائه إلا لله ولم يقص المذهب الأشعرى أحدا ولم يكفر أحدا فما أحوجنا لفكر هذا المذهب هذه الأيام وتدرج كل من قال لا إله إلا الله أما المعاصى فالله هو الذى يحاسب الجميع ولا يجوز تصنيف الناس كما لا يجوز تكفير أحدا.
وأضاف أثناء مناقشة الرسالة أنه يقدم التحية لصاحب الرسالة لأنه فكر وقرأ عن هذا الإمام موضوع المناقشة ووضح مذهبه الاعتقادى والفقهى لافتا أنه كان يتمنى إظهار رأى الأمام موضوع المناقشة رأى الشيخ بالتفصيل وما هى الآراء المخالفة له وتحقيق المصطلح فى الفرق بين المذهب الاعتقادى والمذهب الفكرى خاصة ان ميلاد الامام الشافعى بغزة فى نفس العام الذى مات فيه الإمام ابى حنيفة ولفت مفتى الديار أنه تعلم الصبر من الإمام أبو حاتم الرازى.
وأضاف الدكتور منصور الحفناوى مناقس الرسالة أنه يتمنى أن تنتهى العمليات الإرهابية بسيناء وأن تعم سماحة الإسلام العالم خاصة وأنه كان من المقاتلين فى حرب الاستنزاف وأن الإسلام برىء ويلعن كل من رفع سلاحه فى وجه المصريين وقتلهم وطالب رئيس الجامعة دعم المعهد الآسيوى الذى يضم كثيرا من الإخوة بالبلدان العربية الإسيوية كما طالب الفلسطينيين بتوحيد صفوفهم للوقوف فى وجه أعداء الدين.
وأضاف أشرف عقل سفير مصر الأسبق بدولة فلسطين أن تواجده فى مناقشة رسالة دكتوراة عن الرازى باعتباره من العلماء المسلمين الإفزاز فى مثل هذه الظروف التى تمر بها البلاد خاصة وأن الوطن يواجه حرب ضروس من الداخل والخارج وأن حضورنا اليوم لتعزيز وتدعيم مواطن فلسطينى وتبيان أن مصر هى الحاضنة للعرب ولا تبخل عن أى عربى يطرق أبواب العلم المصرى ولابد وأن نشجع مثل هذه المناسبات المهمة.
وقال الدكتور ناجى هدهود رئيس قسم الحضارة بالمعهد أن موضوع الرسالة هام بالنسبة لدراسات علم الأديان المقارنة فإنه يتماس من الناحية العلمية والثقافية مع الدراسة فى قسم الحضارات والذى من وظيفته ايضا التعريف بتاريخ الإسلام وعلمائه الأفاضل الذين أسروا الحياة الفكرية بالعديد من الرؤى والتصورات الفقهية والمذهبية والتى أنارت طريق الأمة.
وتعتبر الرسالة جزءا أصيلا من محاولات أحياء التراث بهدف تجديد الخطاب الدينى الذى تنادى به الدولة المصرية فى الوقت الراهن خصوصا وأن الباحث فلسطينى الجنسية وقد نال اهتمام الجامعة ممثلة فى أعلى قيادة لها الدكتور خالد عبد البارى رئيس الجامعة ومدير الأمن كما حظيت الرسالة بشرف تحكيم مفتى الديار المصرية.
والنائب أضاف عاطف المغاورى نائب رئيس حزب التجمع وعضو مجلس الشعب السابق أن رسالة اليوم تبث روح الإخوة واتصفت المناقشة بالتجانس بين الأشقاء العرب الفلسطينيين والمصريين مما يمثل ردا بيلغا على محاولات الوقيعة بين الشعبين المصرى والفلسطينى ويقلل من تأثيرات الفعل الإجرامى الذى تمارسها بعض التنظيمات التى تنسب نفسها زورا وبهتانا الى المسجد الأقصى وفلسطين والقدس لأن روح الإخوة التى سادت أجواء المناقشة تؤكد أن الشعب العربى مهما تنوعت الأقطار والظروف أن المصير واحد والطريق واحد من أجل صياغة المشروع العربى فى مواجهة مشاريع الهيمنة والتجزئة.
بالصور.. المعهد الآسيوى يمنح مستشار وزير الأوقاف الفلسطينى درجة الدكتوراه.. ومفتى الديار المصرية: موضوعها يمس صلب الحياة الآن.. ونائب برلمانى: تبث روح الإخوة والتجانس.. والباحث: أنا أزهرى المنشأ
الأحد، 05 يونيو 2016 12:15 ص
جانب من المناقشة