وانضمت ميركل لأول مرة إلى قائمة فوربس لأقوى نساء فى العالم عام 2006، ومنذ ذلك الحين تتصدر ميركل القائمة سنويا باستثناء عام 2010، حيث إنها أيضا استطاعت التغلب على تحديات وجودية للاتحاد الأوروبى وأخرجت الاقتصاد الألمانى من الركود، كما أنها استطاعت أن تحتل المركز الثانى العام الماضى فى الشخصيات الأكثر نفوذا فى العالم.
تتعاطف المستشارة الألمانية مع أزمة اللاجئين بشكل كبير مما جعلها تبحث عن حلول واقعية والتى منها اتفاقية الاتحاد الأوروبى وتركيا، وقانون لمعالجة قضايا اندماج اللاجئين، مما جعل لهم فرصة فى البقاء فى ألمانيا، وجعلت ربع المؤسسات فى ألمانيا والبالغ عددها أكثر من 20 ألف مؤسسة مهتمة بطرق مختلفة بقضايا اندماج اللاجئين السورية، ورحبت بتعلمهم للغة الألمانية، وهذا ما جعلها تتصدر للمرة السادسة المركز الأول بمحلة فوربس كأقوى امرأة فى العالم.
انتخابات 2017
وعلى الرغم من أن ميركل حصلت فى البداية على مديح من العالم لسياسة الباب المفتوح التى تتبعها تجاه اللاجئين السوريين، فإنها الآن تتعرض لخطر كبير فى الانتخابات الألمانية المقررة 2017، فيتراجع الدعم الشعبى للمستشارة الألمانية بسرعة بين المواطنين الألمان بسبب الأزمة ، مما يجعلها فى خطر كبير مع اقتراب الانتخابات الألمانية المقبلة المقررة فى 2017، والتى ستتأثر كثيرا بعد توتر المشهد السياسى بسبب أزمة اللاجئين، خاصة أن هناك الكثير من المسئولين فى حزب ميركل المسيحى الديمقراطى يطالبون بتشكيل لجنة تحقيق حول الأحداث التى وقعت فى صيف 2015، وهذا ما طالب به حزبا البديل من أجل ألمانيا والحزب الليبرالى الديمقراطى، اللذان سيتمكنان من دخول البرلمان فى الانتخابات القادمة.
وأصبحت أوروبا فى أزمة فى الوقت الحالى بسبب ميركل، على الرغم من أنها كانت السبب فى دفع أوروبا إلى الأمام فى السنوات الماضية، فإنها الآن تعانى كثيرا بسبب سياسة الباب المفتوح التى تتبعها ميركل، و70% من الألمان يشعرون الآن بالقلق من تدفق اللاجئين، وهذا يعكس مدى سوء شعبية ميركل فى الوقت الحالى والذى ينذر بأنها ستكون خارج الحكومة المقبلة فى الانتخابات المقررة 2017، مما ينذر بأن ميركل تبتعد عن ألمانيا.
ميركل تخوض معركة صعبة
كما أن أزمة اللاجئين جعلت ميركل تخوض معركة صعبة داخل صفوف حزبها فى المقام الأول، ثم مع اليمين المتطرف، والذى يعتبر المستفيد الأول من انخفاض شعبية ميركل ومن أزمتها الحالية مع اللاجئين، ويحقق اليمين مكاسب سياسية مستثمرا الخوف والقلق فى ألمانيا من موجات لاجئين اجتاحت البلاد فى 2015، حيث إنه تدفق 1.1 مليون من طالبى اللجوء على ألمانيا فى العام الماضى، ما آثار القلق وحفز دعوات من مختلف الاتجاهات السياسية فى البلاد لتغيير فى تعامل ألمانيا مع عدد اللاجئين الذين يتدفقون على أوروبا فرارا من الحرب فى سوريا وأفغانستان وأماكن أخرى.
ويؤثر القلق المتزايد إزاء قدرة ألمانيا على التعامل مع تدفق اللاجئين والقلق إزاء الجريمة والأوضاع الأمنية بعد الاعتداءات التى تعرضت لها نساء فى رأس السنة فى كولونيا على التأييد لحزب الاتحاد الديمقراطى المسيحى وشريكه فى الائتلاف حزب الاتحاد الاجتماعى المسيحى، وبدأ الحزب الاشتراكى الديمقراطى الشريك فى الائتلاف الحاكم فى ألمانيا الضغط على المستشارة الألمانية فى أزمة اللاجئين، واتهم ساسة اشتراكيون بارزون كلا من حزب ميركل المسيحى الديمقراطى والحزب المسيحى الاجتماعى بولاية بافارى، المكونين لاتحاد ميركل، الذى يشكل الائتلاف الحاكم مع الحزب الاشتراكى، بأنهما يعرضان قدرة الائتلاف على الحكم للخطر، من خلال نزاعهما على النهج الصحيح فى أزمة اللجوء، وطالب الاشتراكيون بقيادة واضحة، كما أن هناك خلافا داخل اتحاد ميركل المسيحى منذ شهور حول سبل الحد من أعداد اللاجئين، ويطالب الحزب البافارى بتحديد حد أقصى للاجئين.
إطلاق النار
ووصلت أزمة اللاجئين إلى أن زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" فراوكة بيترى، هددت بإطلاق النار على اللاجئين لمنعهم من دخول البلاد إذا اقتضى الأمر، وشكلت تصريحات بيترى صدمة فى ألمانيا وأثارت ردود أفعال غير مسبوقة، واستطاع حزب اليمين أن يحقق ارتفاعا ملحوظا فى شعبيته فى استطلاعات الرأى على خلفية أزمة اللاجئين، والنقاش الذى يدور حولها فى ألمانيا، ما دفع هذا الأمر زعيمة الحزب إلى التمسك بموقفها المعادى للمهاجرين، وقالت بيترى: "لابد من منع دخول مزيد من اللاجئين غير المسجلين عبر الحدود النمساوية، فلا يوجد أى شرطى يسعى لإطلاق النار على اللاجئين، لكن يجب عليه أن يمنع عبور الحدود بطريقة غير شرعية، وإن اقتضى الأمر استعمال سلاحه، فهذا ما ينص عليه القانون".
وما يثير القلق أن نتائج استطلاع للرأى أجريت فى ألمانيا أكدت أن 29% من الألمان يرون أن منع اللاجئين العزل من اجتياز الحدود بقوة السلاح عمل مبرر، كما أن حركة باجييدا المناهضة للإسلام والمسلمين، استغلت تلك الظروف السياسية للإعراب عن رفضها للمسلمين، وكانت من بين الاحتجاجات التى اجتاحت أوروبا فى 14 مدينة، وخرج الآلاف من المتظاهرين مع لافتات وشعارات إلى الشوارع يطالبون بتنظيف أوروبا من المهاجرين، كما طالبوا باستقالة ميركل.
موضوعات متعلقة
ميركل تتصدر قائمة "فوربس" كأقوى امرأة فى العالم للعام السادس على التوالى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة