ويقول الدكتور عمرو خالد، إن القرآن جملة واحدة، أى إنك إذا جمعت كل الآيات ذات العلاقة بموضوع معين، لخرجت بجملة مفيدة متكاملة لا نقص ولا تناقض فيها، وبشكل معتدل وسطى بلا تطرف، فهو بكل سورة وآياته وأجزائه يعد كأنه جملة واحدة، فكذلك موضوعاته، وكل موضوع جملة واحدة، فعندما تريد التحدث فى موضوع أو قضية خذ كل الآيات واجمعها وضعها أمامك وافهمها معًا، لأن سور القرآن وموضوعاته شبكية وليست خطية، بعكس التوراة فهى خطية، أى إن لكل موضوع خطا مستقلا بذاته وحده، تكون فى النهاية خطوطا متوازية غير متشابكة، وليس بينها ترابط، ولكن الحياة ليست كذلك!، أما القرآن فكما قلنا إنه شبكى، أى إن موضوعاته متشابكة ومتداخلة، لأنه يمثل الحياة، والحياة متشابكة وليست خطية.
ويؤكد الدكتور عمرو خالد، إن القرآن مكافئ للحياة، فلابد أن يكون متشابكا مثلها، لكى نفهم الحياة، لابد من ربط القضايا ببعضها، ولو أردت فهم كل آية على حدة وبمعزل عم الموضوع كله، تكون قد جزأت القرآن، والقرآن كما قلنا يؤخذ جملة واحد، ولو جزأته، لفقد فاعليته فى إنجاح الحياة، وكأنك تفهمه خطأ، فتظهر داعش التى أخطأت فى فهم آيات الجهاد، فعندما قرأ المسلمون القرآن قراءة تجزئة وصاروا مثل هؤلاء المقتسمين، فقدوا انوار القرآن وظهر التطرف فيهم.
وأشار الدكتور عمرو خالد، أنه عندما لا تقرأ القرآن جملة واحدة، يحدث خلل فى الرؤية يتبعه خلل فى السلوك، ويحدث تطرف وإفساد وتشدد، كما حدث فى فهم آيات الجهاد مع داعش، حيث إنهم لم يقرءوها على أنها جملة واحدة، وقاموا بتجزئة القرآن تجزئة مخلة بالمعنى الشبكى، فقد قامت داعش بأخذ بعض الآيات الى تتحدث عن القتال، وقاموا بعزلها عن باقى الآيات الأخرى التى تتحدث عن موضوع القتال أيضا، مما أدى إلى تجزئة نصوص القرآن.
كما يستعرض الدكتور عمرو خالد، فى كتابه موضوعات شائكة تحتاج أن نقرأ القرآن جملة واحدة لنفهمها فهما صحيحا وهى "الفهم الصحيح للجهاد والقتال، العبادة دافع للإنتاج والعمال، الهداية ليست جبرا بل هى اختيار، فقه حب الحياة، الحقوق فى الإسلام خاصة بين الرجل والمأة قائمة على المساواة وليس التساوى، الفقر عدو الإسلام، الإسلام دين عمل وإنتاج وإعمار، رد اعتبار الأخلاق "الأخلاق قبل الأحكام"، القرآن أقوى رد عقلى على الإلحاد، معضلة الشر والألم، الإسلام دين التعايش والإنسانية، الإسلام ليس ضد الجمال.. الجمال جزء أساسى فى تكوين المسلم، الدين ليس ضد التطور البشرى، حفظ حقوق الملكية "الفكرية والاقتصادية والصناعية" مبدأ أصيل فى القرآن، القرآن يلغى فكرة العالم ضد الإسلام والإسلام ضد العالم".
موضوعات متعلقة..
- الداعية عمرو خالد للصائمين: "اجعلوا الله مركزية حياتكم"