تبدو المجموعة سهلة نسبياً لفرنسا صاحبة الأرض، فمنتخب "الديوك" يبقى المرشح الأوفر للفوز باللقب، بحكم استضافته للبطولة وعدد النجوم الذين يمتلكهم بصفوفه، وذلك وفقاً لتوقعات "شبكة سكاى نيوز" التى نشرت تقريرا تحدثت فيه عن منتخبات المجموعة الأولى لليورو.
فرنسا
يشارك المنتخب الفرنسى فى البطولة للمرة التاسعة، وسبق له الفوز بلقبها مرتين عامى 1984 وعام 2000. ويسعى الديوك لإسعاد الجماهير الفرنسية هذا الصيف بعد أن شهدت بلادهم هجمات إرهابية فى نوفمبر الماضى طالت ملعب سان دونيه فى العاصمة باريس، وهو ما اضطر الحكومة الفرنسية إلى إعلان الاستنفار الأمنى خلال فترة البطولة لتأمين الجماهير واللاعبين على حد سواء.
ما يجعل الفريق الفرنسى المرشح الأبرز للفوز بكأس أوروبا للأمم هو أن الفرنسيين لم يضيعوا فرصة التتويج بالبطولات الأوروبية والدولية التى أقيمت على أراضيهم، فهم فازوا بكأس أوروبا للأمم عام 1948 حينما استضافوها على أرضهم.
وقادهم آنذاك النجم ميشيل بلاتينى للظفر بها بعد أن أبدع وسجل 9 أهداف، من بينها هدف بضربة حرة مباشرة شهيرة باغت بها الحارس الإسبانى لويس أركونادا.
كما فازوا بكأس العالم عام 1998 التى أقيمت على أرضهم، حينما قادهم آنذاك النجم زين الدين زيدان للتتويج بالكأس من بين أنياب البرازيل فى النهائى بثلاثة أهداف لصفر. إضافة إلى هذا فاز المنتخب الفرنسى بكأس أوروبا 2000 التى استضافتها كل من بلجيكا وهولندا، حيث تغلبوا على إيطاليا فى النهائى بشق الأنفس بعد أن عادل المهاجم سيلفان ويلتورد النتيجة بهدف فى الدقيقة الإضافية 93، ثم سجل هدف الفوز المهاجم دافيد تريزيجيه فى آخر الشوط الأول الإضافي، والذى كان أول هدف ذهبى فى تاريخ المسابقة.
فرنسا تفتتح الدورة بمواجهة رومانيا فى العاشر من الشهر الجاري، بعد ذلك بخمسة أيام تلتقى ألبانيا، وتنهى مشاركتها بالمجموعة الأولى بمواجهة سويسرا فى مباراة ربما تكون الحاسمة يوم الأحد التاسع عشر من نفس الشهر.
سويسرا
المنتخب السويسري، ثانى فرق المجموعة الأولى يشارك للمرة الرابعة فى البطولة، وهو شهير بتضييع الألقاب على أرضه على عكس الفريق الفرنسي، فقد أضاع كأس أوروبا عام 2008 التى نظمها مع النمسا والتى فاز بها الفريق الإسباني، كما أضاع قبلها بأكثر من خمسين سنة كأس العالم عام 1954 التى فاز بها الألمان.
هذا التاريخ يجعل المحللين الرياضيين يستبعدونه من قائمة المرشحين للفوز باللقب، إذ تبدو مهمته تبدو صعبة للغاية واحتمالات فوزه ضعيفة فى بطولة كأس أوروبا للأمم، لا سيما وأن تاريخه الكروى يبدو حياديا تماما مثل تاريخ بلده السياسي.
وكان المنتخب السويسرى قد تأهل بصفته وصيف المجموعة الخامسة بعد المنتخب الإنجليزي، إذ أنه حصل على 21 نقطة، جمعها من خلال فوزه بسبع مباريات وخسارته لثلاث، وسجل 24 هدفا فى ما سُجلت فى مرماه 8 أهداف.
ولم يسبق لسويسرا أن تجاوزت دور المجموعات فى مشاركاتها السابقة، والتى كانت أولاها عام 1996، ولكن ما سيكون دافعا للسويسريين هذه المرة هو أنهم تأهلوا فى كأس العالم الأخيرة إلى الدور ثمن النهائى بعد احتلالهم المركز الثانى وراء فرنسا، إلا أن مجموعتهم كانت فى مونديال البرازيل سهلة نسبيا، فقد وقعوا إلى جانب الإنجليز مع فريقى الإكوادور والهندوراس، لكنهم أبلوا بلاء حسنا ضد الأرجنتين فى الدور ثمن النهائي، وخرجوا من البطولة رافعين رؤوسهم بعد خسارتهم بهدف يتيم سجله أنخل دى ماريا فى الشوط الإضافى الثاني.
ألبانيا
أضعف المرشحين فى هذه المجموعة هو المنتخب الألبانى الذى يشارك لأول مرة فى كأس أوروبا للأمم. هذه المشاركة اليتيمة تأتى رغم أن الألبان من أوائل المؤسسين للاتحاد الأوروبى لكرة القدم يويفا عام 1954.
لم يسبق للمنتخب الألبانى المشاركة فى أى مسابقات أوروبية أو دولية كبيرة. والأغلبية الساحقة من اللاعبين الألبان ينشطون فى الدوريات الأوروبية، وهم حققوا مفاجأة كبيرة بالتأهل إلى البطولة بعد تبوؤهم المركز الثانى فى المجموعة الأوروبية التاسعة وراء البرتغال.
وحصد الألبان 14 نقطة فى ثمانى مباريات، وذلك بعد أن فازوا بأربع منها وخسروا اثنتين وتعادلوا فى الاثنتين الباقيتين، واحتسب لهم أنهم سجلوا عشرة أهداف فى ما دخل مرماهم خمسة أهداف.
وكان المنتخب الألبانى قد أحدث مفاجأة كبيرة فى بداية التصفيات بعد أن فاز على نظيره البرتغالى فى عقر داره بهدف نظيف، لكن ما جعل الحظ يبتسم للألبان ويتأهلون إلى يورو 2016، هو أن محكمة التحكيم الرياضى منحتهم فوزا ضد غريمتهم صربيا بثلاثية نظيفة فى دور التصفيات.
وذلك بعد أن أوقف الحكم المباراة بين الفريقين فى العاصمة الصربية بلغراد فى الرابع عشر من أكتوبر عام 2014 ، نتيجة حدوث شغب بين اللاعبين والجمهور الصربى الذى دخل الملعب وهاجم بعض اللاعبين الألبان بسبب الحساسية التاريخية بين البلدين لتنازعهما بشأن كوسوفو. هذا الحدث منح الألبان ثلاث نقاط ليتقدموا على الدنمارك التى اكتفت بالمركز الثالث.
رومانيا
أما المنتخب الرومانى فيشارك فى البطولة للمرة الخامسة، وأفضل إنجاز له تمثل بوصوله إلى الدور ربع النهائى عام 2000، ويعرف عن المنتخب الرومانى المهارات الفردية التى مكنته من التأهل للمسابقة بعد احتلاله مركز الوصيف فى المجموعة السادسة خلف أيرلندا الشمالية، بحصوله على 20 نقطة من 10 مباريات، حيث فاز بخمس وتعادل فى خمس.
المنتخب الرومانى شهد أزهى فترة له فى التسعينيات، حينما كان يلعب فى صفوفه النجم جورجى حاجي، الذى كان يطلق عليه آنذاك لقب "مارادونا البلقان"، وخاصة فى كأس العالم التى نظمت بالولايات المتحدة عام 1994، إذ استطاع الفريق إقصاء أرجنتين دييجو مارادونا فى الدور ثمن النهائى بعد تغلبه عليه بثلاثة أهداف لهدفين، لكنه خسر أمام السويد فى الدور التالى بالركلات الترجيحية.
كما أبدع الرومان فى يورو 2000، إذ تمكنوا من بلوغ الدور ربع النهائى بعد تأهلهم من أصعب مجموعات المسابقة، فقد كان إلى جانبهم آنذاك ألمانيا وإنجلترا والبرتغال، لكنهم تحدوا الجميع واكتسبوا احترام القارة العجوز، وكادوا يحدثون مفاجأة أكبر لولا أن وقف الإيطاليون لهم بالمرصاد فى الدور ربع النهائى وأقصوهم من المسابقة بهدفين سجلهما فرانشيسكو توتى وفيليبو إنزاجي.
إذا استنادا للأرقام تبدو المجموعة الأولى محسومة قبل بداية المنافسة، صدارة لفرنسا ووصافة لسويسرا وتنافس بين ألبانيا ورومانيا على المركز الثالث، لكن الأرقام تظل مجرد أرقام والتوقعات مجرد توقعات لأن تاريخ البطولة عوّدنا على المفاجآت.
أخبار متعلقة..
- يورو 2016.. رئيس فرنسا يزور معسكر الديوك قبل ضربة البداية
- يورو 2016.. تعرف على سر تعويذة الأسد مع مدافع المنتخب الإنجليزى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة