- أستراليا تطرح سلسلة جديدة بدءًا من فئة 5 دولارات فى سبتمبر المقبل
- محافظ بنك إنجلترا المركزى: تتمتع أوراق البوليمر بجودة أعلى ومزودة بوسائل حماية إضافية ضد التزييف ويمكن إنتاجها بتكلفة أقل
خلصت دراسة أجراها البنك المركزى الكندى إلى أن النقود الورقية مكلفة للغاية ولها أثار بيئية خطيرة، وتوصلت إلى أن الأثر البيئة الناشئ عن دورة حياة –إنتاج ونقل وتدمير فى النهاية - أوراق نقدية بقيمة 3 مليارات يورو تم إنتاجها فى عام 2003، يعادل الأثر البيئى الناشئ عن قيادة سيارة حول العالم بعدد 9235 مرة.
ومع تزايد الوعى بمخاطر ظاهرة الاحتباس الحرارى، فإن ثمة اتجاه عالمى للتحول إلى النقود المصنوعة من البلاستيك، نظرًا لانخفاض أثرها على البيئة مقارنة بأوراق البنكنوت، فضلاً عن انخفاض تكلفتها وطول عمرها الافتراضى.
وفى العدد الأخير من مجلة التمويل والتنمية الصادرة عن صندوق النقد الدولى، يستعرض "بينغ وانغ"، المسئول بإدارة الاتصالات بالصندوق، فى مقال تحت عنوان "البلاستيك هو الحل" مزايا النقود البلاستيكية "البوليمر" التى أصدرتها أستراليا لأول مرة عام 1988، والتى تستخدم حاليًا فى أكثر من 20 بلدًا مختلفًا أبرزها أستراليا، وكندا، وفيجى، وموريشيوس، ونيوزيلندا، وبابوا غينيا الجديدة، ورومانيا، وفييتنام.
وكشفت الدراسة، أنه فى نهاية دورة حياة النقود الورقية، عادة ما يتم تمزيقها ونقلها إلى موقع دفن النفايات، أما أوراق البوليمر التى تُسحب من التداول فيتم تمزيقها وتحويلها إلى حبيبات واستخدامها فى صناعة المواد البلاستيكية اليومية مثل أثاث الحدائق.
وقال وانغ، إن الكثير من البلدان التى وقعت على اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ تنظر فى أثر عملاتها على البيئة ومدة بقاء هذه العملات فى حالة جيدة، وكذلك وسائل حمايتها وأمنها.
التحول إلى البلاستيك
وأشار وانغ، إلى أنه تم إصدار أوراق النقد المصنوعة من البوليمر لأول مرة عام 1988 فى أستراليا، والتى تستخدم الآن مادة البوليمر بشكل حصرى وعلى وشك طرح سلسلة جديدة من أوراق النقد، بدءًا من فئة 5 دولارات فى سبتمبر.
وبدأ البنك المركزى الكندى تحوله إلى أوراق النقد المصنوعة من البوليمر عام 2011، بعد تقييم أثر إنتاج النقود الورقية والبلاستيكية على البيئة. واستعرض تقييم دورة الحياة الأثر الناشئ - بما فى ذلك الاحتياجات الأساسية من الطاقة واحتمالات الاحترار العالمى - عن كل مرحلة من مراحل الإنتاج، بدءًا من زراعة القطن إلى إنتاج أوراق البنكنوت أو إنتاج المادة الخام اللازمة لنقود البوليمر، مرورًا بتدمير أوراق النقد البالية والتخلص منها.
ونوه وانغ، إلى أن البوليمر تفوق على الورق فى جميع الفئات والمراحل، إذ توصلت الدراسة إلى أن ورقة النقد المصنوعة من البوليمر ستؤدى إلى انخفاض احتمالات الاحترار العالمى بنسبة 32%، وانخفاض الاحتياجات الأساسية من الطاقة بنسبة 30% مقارنة بالنقود الورقية.
والأهم من ذلك أن عمر النقود المصنوعة من البوليمر يزيد على ضعف عمر النقود الورقية - كما أن الفئات الأعلى، التى يكون استعمالها أقل، يكون عمرها أطول من ذلك. وهذا يعنى أنه يتعين صناعة وتوزيع كمية أقل من نقود البوليمر خلال دورة حياة السلسلة، ونظرا لأن وزن نقود البوليمر أقل مقارنة بالنقود الورقية، يكون حملها وتوزيعها أسهل على البيئة.
وفى نهاية دورة حياة النقود الورقية، عادة ما يتم تمزيقها ونقلها إلى موقع دفن النفايات. أما أوراق البوليمر التى تُسحب من التداول فيتم تمزيقها وتحويلها إلى حبيبات واستخدامها فى صناعة المواد البلاستيكية اليومية مثل أثاث الحدائق.
وقد أمضى بنك إنجلترا المركزى ثلاث سنوات فى دراسة التأثير المحتمل للتحول عن استخدام النقود الورقية المصنوعة من القطن والكتان، وخَلُص أيضًا إلى أن البلاستيك هو البديل المناسب.
ومن المقرر أن يتم طرح ورقة بوليمر من فئة 5 جنيهات إسترلينية تحمل صورة ونستون تشرشل فى سبتمبر 2016، يلى ذلك طرح ورقة من فئة 10 جنيهات إسترلينية تحمل صورة جين أوستن فى أواخر عام 2017 وورقة من فئة 20 جنيهًا إسترلينيًا بحلول عام 2020.
وعند الإعلان عن هذه الخطوة من جانب المملكة المتحدة، قال محافظ بنك إنجلترا المركزى، مارك كارنى: "تتمتع أوراق البوليمر بجودة أعلى، وهى مزودة بوسائل حماية إضافية ضد التزييف، ويمكن إنتاجها بتكلفة أقل على دافعى الضرائب والبيئة."
تاريخ صناعة النقود
وعلى مر السنين تمت صناعة النقود من مجموعة متنوعة من المواد؛ من الجلود فى الصين فى عهد أسرة هان، إلى الأصداف، والمعادن الثمينة، والورق القطنى، ومؤخرًا البلاستيك.
ويرى الكاتب، أن هذه المواد تعكس المناخ الاجتماعى والسياسى السائد فى ذلك الوقت، فضلاً عن التكنولوجيا والموارد المتاحة. ولعدة قرون، استخدم الناس فى الصين النقود المعدنية الثمينة المربوطة معًا من خلال ثقب فى منتصفها لإجراء المعاملات، لكن مع زيادة المعاملات التجارية فى القرن السابع، كان هناك تحول نحو العملات الورقية لسهولة حملها.
وفى القرن الثالث عشر قدم ماركو بولو من رحلاته تقريرًا إلى أوروبا حول استخدام العملات الورقية بدلاً من المعدنية، وصدرت أولى العملات الورقية الحديثة فى أوروبا من بنك ستوكهولم عام 1661.
وسرعان ما أصبحت العملات الورقية هى المفضلة فى جميع أنحاء العالم وظلت كذلك لعدة قرون. لكن مع التطورات التكنولوجية الحديثة، أصبحت أوراق النقد ذات الغشاء البلاستيكى توفر مزايا أمنية، إضافية إلى جانب طول العمر وكفاءة استخدام الطاقة.
ردود أفعال متباينة
ورصد وانغ هناك ردود أفعال متباينة من جانب المستخدمين العاديين تجاه الملمس البلاستيكى لأوراق النقد، فنقل عن زوى مارتن، الذى يعمل مدرسًا فى تورونتو بكندا، قوله: "تلتصق هذه الأوراق ببعضها البعض بسبب الطاقة الساكنة، ولا يمكن طيها بسهولة مثل النقود الورقية عندما تكون جديدة، كما أنها ملساء وبالتالى تنزلق بسهولة من الجيب".
أما مايكل برينزا، وهو مدرس فى مركز للرعاية النهارية بتورونتو، فعلق قائلاً: "أنا أُفضل هذه الأوراق؛ فهى أنظف بكثير جدًا. والنقود الورقية أصبحت مكسوة بالقاذورات".
وقال بيتر سيسل سينوت، وهو خريج علوم البيانات بجامعة ماكغيل فى مونتريال: "نظرًا لأنها غير منفذة للسوائل فإن ابتلالها لن يكون مكلفًا. وإليكم قصة حقيقية: فى إحدى المرات وَجَدَت أختى إحدى الأوراق النقدية الكندية الجديدة من فئة 100 دولار أثناء الغوص فى المناطق المدارية. ومن يدرى كم من الوقت استقرت على هذه الشعاب المرجانية؟".
واختتم وانغ مقاله مستشهدًا بنصيحة ماكغواير إلى بنجامين فى فيلم الخريج: "البلاستيك هو المستقبل" سواء شاء الناس أم أبوا.
موضوعات متعلقة:
"ستاندرد آند بورز" تخفض توقعاتها لنمو الاقتصاد الأمريكى إلى 2% فى 2016
"ستاندرد آند بورز" تبقى على التصنيفات السيادية للولايات المتحدة الأمريكية
عدد الردود 0
بواسطة:
قارئ
مصر