تمر السنوات وراء السنوات ولا زلت كما أنا!
رغم أن كثيرا.. كثيرا من الأشياء قد تغيرت وتبدلت فقد مات " رفيق " وماتت معه أوجاع كثيرة !
وها أنا ذَا كما أنا هائمة فى دروب السعى لطٓرق أبواب هدوئى الذى افتقدته معك سنوات وسنوات وكم تمنيت تحققه لكنه كان عصى التٓحقق مثلك فاستحالت خُطوات الهدوء أن تدق بابى يوما ما فى ظل وجودك بجانبى.
منذ أول أيام عِشرتى معك وأنا كنت أعلم أنها عِشرة صعبة بل وتكاد أن تكون مُستحيلة بحكم العقل والمنطق.. ولكنها ستمتد لأخر العُمر رغماً عنى وقهراً بحكم الموروث من عادات وتقاليد !
فالطلاق عيب كبير وذنب لا يُغتفر فى مجتمعات غارق معظمها فى براثن محكمة الغطاء على الكثير من الخطايا حتى لا تٓفوح رائحة الذنوب.
هذا الهدوء "يارفيق "الذى منحنى الله إياه وليس غيره الواحد الأحد صاحب الفضل عليٓ فى تحملى الحياة معك.
فظللت أحافظ على تلك النعمة التى حمانى الله بها نفسياً إلى حد كبير مهما أهلكتنى زوابع أيامك كى أظل على قيد الشاكرين رغم ما أرهق جٓسدى من عزف مُنفرد لأوجاع لايعلم ألامها إلا الله وحده كُلها بفعل عٓذابات تٓحملى لبرودة أيامك
وها أنا ذَا أُكمل أيامى دونك والا داعى أن تقلق مُطلقاً
لا أقصد أن تقلق عليٓ فأنت لاتقلق على أحد أقصد ألا أُقلق ثُباتك العميق فى قبرك بغيرتك التافهة من هواياتى الصغيرة
نعم....فا أنا لم أزل بتلك الهوايات كما كنت منذ عرفتنى ومنذ أيام صدمتى الأولى فيك !!
وكأنه لم يتغير شيئ فمازلت أُواريك جانباً بعيداً عن دقات قلبى البرئ وأعيش يومى بفطرتى التى جُبلت عليها وهى حُب كل ماهو حى..
فأنا غيرك لا أعرف الجمود
والحمد لله فقد استطعت أن أُكمل المسير وأغض الطرف عن كل سخافاتك بملئ حياتى بتلك الاهتمامات البسيطة
فمازلت كل يوم أسقى فيه الورود وتقتلنى الأمنيات النائمة فى مٓهد أحلامى ألاف المرات وهاهى أمنياتى كما هى مازالت تّغُط فى ثُبات عميق ولم تصحو سنواتى التى أرهقها عذابى معك بعد !
فيروزية الصباحات ولازلت أتغنى بذات الكلمات منذ أيام الصبا حتى بعدما تجاوزت الأربعين بقليل والا أعلم لمن أُغنيها !
وهٓديِتنى وردة..فِرچٓيتا لصحابى..
خٓبيتا بكتابى..زٓرعتا ع الِمخّدِه..
يا الله تُرى ماسر تعلقى بتلك الكلمات الذائبة فى عِشق فلان الذى لا أعرفه ولم أبحث إطلاقاً عنه !
حتى إنى لم أنتظره فى أحلامى كمثل من هن فى مثل عمرى وقتها
ولماذا لم أسمح للعمر أن يحيا بكل تفاصيله ورحابته وبرائة شقاوة أيامه أن يرسم على رواء صورة فارس الأحلام كبقية صديقاتى ؟!
ومن هذا المرحوم الذى حط على رأس سماوات حياتى فى لحظة سارقة لإختطاف الفرح من حياتى
فما رق له قلب والا راق له يوماً أن يرحم أجمل سنوات عمرى..
متغافلاً عن أبسط حقوقى الواجبة عليه
ومنها على سبيل المثال لا الحصر.. الهدوء أو راحة البال برفع كاهل المسئوليات عن أكتافى غير عابئاً أن مساحة العُمر الصغير حينها لا تحتمل
هل لك أن تُخبرنى ولو فى المنام بمنتهى الصدق لماذا بخلت ؟!
أجبنى بصدق فقد علمت أن الموتى لايكذبون حين يأتون بأحلام الأحياء
لماذا بخلت يامن إفترضت أنه رفيق العُمر وأنا التى إهديتك كل يوم أجمل ماعندى أٓهديتك إنسانيتى وأنا أعلم أٓنك لاتستحق رغم أنى كُنت أتمنى أن تُقدر وتٓشعُر عٓلك تكتسب بعضاً منى فٓتُهدينى ولو زخات بخيلة تروق معها أوقاتى
هل تعلم أنى كنت سأتفوق جداً ولو بالقليل من عطاياك فى أن أروى أرض ظلت شديدة الجفاء بالعمق ناعمة كالحرير للناظرين
كما كانت حياتنا تماماً أمام عيون الحاسدين لى على خيباتى فيك والتى لم أُعلنها أمامهم أبدا !
يا الله..أخذتنى الذكريات كالعادة وها أنا انتهيت من كُل مسئولياتى الصباحية ( فسعاد ) إعتذرت من يومين عن المجئ لمساعدتى لظروف سفرها الطارئ لبلدتها الريفية
وها أنا ذَا قد فاتنى ميعاد قهوتى المقدس..
أسرعت إلى المطبخ لإعداد القهوة بيد ويدى الأخرى مشغولة بالكاسيت لأستمع إليها 'فيروز' فهى كالقهوة صباحية الطلّة هادئة الحضور
رنة الموبايل والتى تتغير بفعل فاعل ( عامر ) إبن ( سعاد ) حتى إنى لم أعد أنتبه لمن يتصل بى..لكنى أسمع من بٓعيد صوت جرس وكأن أحد يتصل بى
أخرج من المطبخ ممسكة بصديقى حلو الصُحبة فى يدى ' فنجان قهوتى '
أدخل مُسرعة: الليڤنج روم: وكعادتى أركن إلى أريكتى المُطلة على حديقة الورود والتى عوضتت حرمانى الدائم لبحر الإسكندرية مدينتى الجميلة
يسكت صوت جرس الموبايل قبل أن أمسك به
ثم يعاود رناته.. نفس الرقم
رقم غريب
أنا / ألو
صوت سيدة يهمس على الطرف الآخر
وبلكنة غير مصرية / صباح الخير
أنا / صباح الخير.. مين معايا يافندم
السيدة / أنا ( ميرال ) ممكن أكلم مدام سوزى
أنا سوزى
يتبع
چيهان جمال تكتب: زيارة السيد المرحوم.. وهّديِتنى وردة "١ "
الجمعة، 01 يوليو 2016 02:00 م
ورقة وقلم - صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد أبوهرجة
قصة رائعه