المستقبل السورى بين التطرف وعدم الاتزان.. الأطفال يسددون فاتورة الحرب.. آلاف المرضى النفسيين والمتسربين من التعليم حصيلة المعارك.. وصمت العالم يضاعف من فداحة الخسائر

الأحد، 10 يوليو 2016 11:48 ص
المستقبل السورى بين التطرف وعدم الاتزان.. الأطفال يسددون فاتورة الحرب.. آلاف المرضى النفسيين والمتسربين من التعليم حصيلة المعارك.. وصمت العالم يضاعف من فداحة الخسائر أطفال سوريا - أرشيفية
تحليل يكتبه: رامى محيى الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
12920317_1009680145791754_4212571690213779686_n


سوريا بلد عربى شقيق تربطنا به علاقات وصلت إلى الوحدة فى فترة الجمهورية العربية المتحدة فى عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، تتعرض الآن للهجوم من تيارات عدة تتداعى عليها كما تتداعى الأكلة على قصعتها، كثير من الأسر السورية استطاعت الفرار من ذلك الجحيم، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، ولكن من لم يستطع الهرب وفرض عليه ذلك الواقع المرير، ماذا يفعل ومن يعينه، تلك الأطراف المتناحرة فى سوريا هل فكرت ماذا بعد الحرب؟ لا يهمنا من تسبب فى هذا الوضع الذى وصلت إليه سوريا، ومن صنع تلك الحرب، ولكن ما يهمنا فى هذا الموضوع هو من سيدفعون ثمن تلك الحرب وليس لهم فيها ناقة ولا بعير، وما مصيرهم، وماذا بعد أن تنتهى تلك المعركة؟ وكيف سيصبح المجتمع السورى؟.

أطفال سوريا هم المجتمع المستقبلى لها ما مصيرهم؟، هل سيصبح المجتمع السورى فى المستقبل مجتمعا سويا متزنا؟، طفل سقطت أمامه قذيفة قتلته هدمت منزله وتركته بلا مأوى، أو أودت بحياة والده وتركته بلا عائل، أو راحت أمه ضحية تحت الأنقاض، إن الإنسان البالغ إذا تعرض لحادث سير أو حريق أو شاهد حالة غرق، ربما يترك ذلك أثرا سلبيا لديه، يجعله يقاطع وسيلة السير التى كان يستقلها أثناء الحادث، أو يتجنب القرب من البحار والأنهار، أو لا يستطيع رؤية النيران، فما بالك بطفل سقطت أمامه قذيفة، ظل يشاهد من يسقطون صرعى تحت الأنقاض، رأى من يلفظون أنفاسهم الأخيرة، قضى ساعات بل وأيام لا يسمع سوى الصراخ والأنين، هل من الممكن أن يكون هذا الطفل فى المستقبل إنسانا سويا متزنا، ربما استطاع الطفل السورى تخطى ذلك ولم يصب بضرر نفسى كيف يواجه مصاعب الحياة وحده بعد أن دمر بيته وفقد والده أو والدته، بالتأكيد سيترك الدراسة للبحث عن عمل يستطيع أن ينفق به على نفسه، وإن لم يجد ربما يتحول إلى لص، أو تتلقفه إحدى الجماعات المتطرفة، وإن وجد.. هل ستجد من بين هؤلاء الأطفال المتسربين منن التعليم فى المستقبل طبيبا، ومدرسا، ومهندسا، وعالما.. كيف وهو ترك التعليم فى سن صغيرة ؟.. هل هذا هو المستقبل الذى ينتظر الأمة السورية؟.

فى ظل ذلك كله يكتفى العالم ببيانات الإدانة وشجب ما يحدث، صمت العالم هو ما شجع على ما يحدث فى جميع البقاع، إلى متى يظل ذلك الصمت البغيض الذى يزيد من حجم الخسائر وفداحتها.


موضوعات متعلقة..


المرصد السورى: مقتل 155 مدنيا فى شتى أنحاء سوريا خلال عيد الفطر











مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة