وتعمل المنظمة على الحفاظ على مواقع التراث الثقافى العالمى، التاريخية والطبيعية، المدرجة على قائمتها، والعمل على إبقائها سليمة دون النظر إلى أى ظروف قد تحيط بها، فمثلاً تحظى الأماكن الأثرية السورية بعناية فائقة للحفاظ عليها من التدمير الذى قد يلحقها جراء الحروب الحاصلة فيها.
موقف اليونسكو من فلسطين
وتلعب الظروف السياسية دوراً كبيراً فى شكل تعامل "اليونسكو" مع المواقع التراثية و الثقافية المختلفة، وتعاملها مع الظروف نفسها، إلا أن المنظمة لا تتبع السياسة العامة إنما تطبق سياستها الخاصة بها وحدها، ولعل موقف "اليونسكو" من فلسطين هو خير دليل على ذلك، حيث لم تعترف المنظمة بسيادة إسرائيل على المنطقة الفلسطينية، ففى الوقت الذى تسعى فيه إسرائيل إلى طمس معالم فلسطين، سعت اليونسكو للحفاظ عليها، حيث قرر المؤتمر العام لليونسكو لعام 2011 بفرنسا، بقبول فلسطين عضو كامل العضوية، لها جميع الامتيازات مثل أى بلد أخرى من أعضاء المنظمة، بعد أن كانت عضو مراقب فقط.وكانت "اليونسكو" حينها تدرك ما يمكن أن تواجهه بعد اتخاذها لهذا القرار، إلا أنها نفذته بالفعل بموافقة 107 دولة، فى الوقت الذى امتنعت فيه 49 دولة عن التصويت، و رفضت 14 دولة القرار كانت أولها إسرائيل، والولايات المتحدة الأمريكية التى امتنعت عن تمويل المنظمة بعد القرار، والذى كان يقدر بحوالى 60 مليون دولار.
موقف اليونسكو من سوريا
وننتقل من فلسطين، إلى سوريا، ونستعرض موقف المنظمة مما يحدث فى المنطقة السورية بما يحدث فيها من حروب و سيطرة "داعش" التنظيم الإرهابى عليها، ولم تتكاسل "بوكوفا" عن إدانتها لكل ما يحدث من عمليات إرهابية و تفجيرات لمواقع التراث العالمى بسوريا خاصةً مدينة تدمر الأثرية.ولم تكتف "اليونسكو" بإدانتها للإحداث السياسية، و بدأت فى العمل على حماية المتبقى من الآثار بسوريا، و صيانة و ترميم المتضرر، فقد أطلقت مشروع "الصون الطارئ للتراث الثقافى السورى"، الذى موله الاتحاد الأوروبى، ودولة النمسا، والذى تم على أثره نقل مواد تقنية خاصة بحفظ وترميم الآثار، تم التبرع بها من مؤسسات وأفراد فى فرنسا وسويسرا، إلى نظرائهم من الخبراء الميدانيين فى سوريا، وذلك من أجل الحفاظ عليها فى المستودعات الخاصة الموجودة فى المتاحف والمخازن الأثرية.
كما أرسلت المنظمة بعثة طارئة من خبراء اليونسكو لتقييم الأضرار فى موقع تدمر المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمى، والبدء فى العمل على ترميمه مرة أخرى، وذلك بعد استعادة الموقع من سيطرة "داعش" الإرهابية.
موقف اليونسكو من العمليات الإرهابية فى مصر
كما أدانت منظمة اليونسكو، العمليات الإرهابية فى مصر، وذلك بعد التفجير الإرهابى، الذى حدث أمام مديرية أمن القاهرة، عام 2014، و تضرر على اثره متحف الفن الإسلامى، بأضرار بالغة.وقد تحركت المنظمة بشكل فورى، بعد الحادث، وشاركت فى ترميم و صيانة ما تتضرر من الحادث، ووفرت منحة مالية فورية بقيمة 100 ألف دولار من أجل ترميم المبنى والمقتنيات التى تعرضت للتدمير.
موضوعات متعلقة..
"اليونسكو" تحذر من خطورة التغيرات المناخية على مواقع التراث العالمى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة