ربما كنت واحدا ممن يعانون من إدمان أحد أبنائه أو جميعهم لـ"الآيباد أو البلاك برى أو الآيفون أو الكمبيوتر أو ألعاب الليزر"، تلك الأجهزة التى اشتراها الأب المسكين، ليساعد أولاده على توسيع إدراكهم بحل المسائل الحسابية، أو تعلم اللغة الإنجليزية، أو حفظ القرآن الكريم، لكن هيهات هيهات.. فدائما ما تأتى السفن بما لا يشتهيه الآباء والأمهات، حيث إن إدمان هذه الأجهزة قد يسبب أمراضاً عديدة، فضلا عن إساءة الأخلاق.
الأخطار التى تواجه الأبناء، لم تكن فى حسبان الآباء عند شرائهم للأجهزة، فإدمان تلك الأجهزة، يتسبب فى الكثير من المشاكل الصحية، فضلا عن خلق إنسان منعزل اجتماعيا لا يفكر سوى فى الاختلاء بجهازه ربما للعب أو الشات على الفيس بوك، أو مشاهدة أحد الأفلام أو المسلسلات، أو مشاهدة أفلام الكرتون، وربما إن كان فيه "شوية" خير للاطلاع على بعض ما يفيده.
- الأجهزة المحمولة قد تتسبب فى "خراب البيوت"
لم يقتصر خطر الأجهزة المحمولة، على الأبناء فقط، فقد يطول خطره "خراب البيوت" أيضا، فكثير منا قرأ عن إقامة علاقة بين "فلانة المتزوجة وفلان" عن طريق الفيس أو أى موقع تواصل آخر، بسب ترك الزوج الزوجة لتصبح فريسة للمحمول، ولأنه هو أيضا مشغول عنها بجهازه اللوحى، الأمر الذى ينتهى بقتل الزوجة أو تطليقها إن امتلك الزوج عقله وقت كشفه للحقيقة، ما يتسبب فى خراب البيت ومن ثم فساد الأولاد وضياع مستقبلهم.
الزوج أيضا تفسده أجهزة المحمول، فقد يتسبب إطلاعه على بريده الإليكترونى، أو متابعة الأخبار، أو إدمانه الشات أو بعض المواقع الإباحية، أو قضاء ليله مع لعبة كاندى كرش - فى البُعد عن أولاده وزوجته، وعدم الاهتمام بمناقشة مشاكلهم الحياتية والعمل على حلها، والحديث مع عائلته فى كل ما يخصهم، والبعد عن واجباته الزوجية، فالوقت الذى يقضيه الزوج مع جهازه المحمول يفقده الحاجة إلى التواصل مع زوجته، ومداعبتها.
وأثبتت دراسة أجراها فريق من العلماء الأمريكيين، أن العلاقات الزوجية ستفقد مكانتها العاطفية والإنسانية بحلول 2030، بسبب الإفراط فى استخدام أجهزة المحمول، حيث إن الزوج سيصبح مشغولا بتفضيله فحص وإرسال رسائل بريده الإلكترونى أو الرسائل القصيرة، أو مشاركة أصدقائه فى لعبة كاندى كراش الشهيرة، بدلا من مداعبة زوجته أو التحدث فى أمور ومشاكل الحياة الأسرية والاهتمام بالأولاد.
- تأثيرت الأجهزة اللوحية السلبية
الكثير من الدراسات البحثية تحدثت عن مخاطر أجهزة التكنولوجيا على الصحة والأخلاق، فعلى الرغم من فوائدها فإن لها تأثيرات سلبية منها:
- تأثير سلبى على الذاكرة على المدى الطويل.
- خلق شخص انطوائى وكئيب وأنانى وبخيل فى تعامله مع جيرانهم ويميل إلى العدوانية المفرطة.
- إصابة بعض وظائف الدماغ بالخمول وإجهاد الدماغ.
- الإصابة بالأورام الدماغية، والصداع، والإجهاد العصبى والتعب، ومرض باركنسون (مرض الرعاش).
- إدمان أجهزة المحمول خطر على البشرة والمخ والكلى والأعضاء التناسلية، والعين.
- الإصابة بأمراض التشنج فى عضلات العنق والكتفين.
- الإصابة بالسمنة والعزلة.
- الإصابة بالكسل والخمول الجسدى والفكرى، والهذيان الذهنى.
- ضعف التحصيل العلمى ورسوب وفشل فى الدراسة وعلامات منخفضة.
الأجهزة اللوحية تخلق "بلطجى"
تتمثل الآثار السلوكية التى تخلفها ألعاب الصراعات والحروب، فى تعزيز الميول للعنف والعدوان لدى الأطفال والمراهقين، حيث أثبتت بعض الدراسات أن نسبة كبيرة من الألعاب الإلكترونية تعتمد على التسلية والاستمتاع بقتل الآخرين والتدمير، والاعتداء عليهم دون وجه حق، وبذلك يصبح لدى الطفل أو المراهق أساليب ارتكاب الجريمة وفنونها وحيلها من خلال تنمية عقولهم وقدراتهم ومهاراتهم العدوانية التى يترتب عليها فى النهاية ارتكاب جريمة، وهذه القدرات مكتسبة من خلال الاعتياد على ممارسة تلك الألعاب، حيث أكدت بعض الأبحاث العلمية أن هذه الألعاب قد تكون أكثر خطراً من أفلام العنف التليفزيونية أو السينمائية، لأنها تتصف بصفة التفاعلية بينها وبين الطفل، وتتطلب من الطفل أن يتقمص الشخصية العدوانية ليلعبها ويمارسها، وأدت هذه الألعاب الإلكترونية ببعض الأطفال والمراهقين إلى حد الإدمان المفرط ما اضطر بعض الدول إلى تحديد سن الأشخاص الذين يسمح لهم بممارسة هذه الألعاب.
كما تظهر السلوكيات السلبية مثل العنف والقسوة وضرب الإخوة الصغار وعدم سماع الإرشاد والتوجيهات والتمرد ومشاكل صحية وألم فى أسفل الظهر وآلام الرقبة، وضعف فى عضلات المثانة والتبول اللاإرادى، وضعف فى الأعصاب وخمول وكسل فى العضلات، وإمساك بسبب الجلوس المستمر واللعب بالألعاب الإلكترونية.
وتعتبر الأجهزة اللوحية من أكثر الأجهزة التكنولوجيا ضرراً على العين، حيث تسبب جفاف العين عند مستخدميها من الأطفال، بسبب التركيز المطول الذى يرهق عضلة النظر الضعيف، فالعين تحتوى على سائل دمعى يساعد على عدم جفافها، حيث يقوم الجفن بالرمش مرة كل 5 ثوانٍ وينتج عن ذلك تكون طبقة جديدة من الدموع تغطى سطح العين وإن تعرضت العين إلى تركيز مطول وعدم الرمش، يؤدى ذلك إلى عدم إفرازها الكمية الكافية من السائل الدمعى، ما ينتج عنه التهابات وحكة وعدم الراحة فى العين".
وفى سياق مختلف، حذرت المنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الإنسان، برئاسة المستشار محمد عبد النعيم الشعب المصرى وخاصة الشباب الذى انجذب بشكل واسع وكبير إلى لعبة أمريكية على الهواتف المحمولة أطلق عليها "بوكيمون" والتى لابد أن تقوم بفتح الكاميرا أثناء اللعب وتتصل بالإنترنت والشبكات الأمريكية وهى فى الحقيقة تقوم بتصوير منزلك والشوارع المصرية وكافة المنشآت الحكومية والوزارات وغيرها على مدار الساعة.
وقالت المنظمة، فى بيان لها، إن الكارثة الحقيقية هى القيام بتجنيد الشباب المصرى بتصوير الشوارع والعديد من المنشآت الهامة بدون أن يعلم، وكل ما يخطر بباله أنها مجرد لعبة على الإنترنت ولا يدرى أنه يقوم بنقل الصورة على الهواء مباشرة لأخطر الأجهزة الأمنية من خلال الإنترنت.
وطالبت الأجهزة الأمنية بمنع تلك اللعبة وحظرها تماما من مصر لأنها إحدى وسائل حروب الجيل الرابع، وإصدار التنبيهات من المواقع الحكومية الرسمية على الإنترنت بإلغاء تلك اللعبة وعدم تحميلها وتوضيح الصورة كاملة للرأى العام حتى لا يقع شبابنا فريسة لأطماع الأجهزة المخابراتية الخارجية.
- الحل
لن ننكر أن للأجهزة التكنولوجية فوائد كبيرة قد تستغل بشكل إيجابى فى توجيه الطفل وتنمية إدراكه العقلى بشكل صحيح، وعلينا أن نتمتع بالفهم والإدراك الكافى لاستغلال هذه الأجهزة بالإيجاب من خلال متابعة الطفل وتوجيهه فى استخدامها فى التعليم والترفيه أيضا مع خلق جو توعوى وتوجيهى لهذه الألعاب، فالطفل بحاجة إلى أقل من ساعة تمارين ذهنية تسهم فى تنمية خلاياه الذهنية، واستخدام هذه الأجهزة فى التعليم وتوفيرها فى المدارس قد يسهم بشكل إيجابى فى تطوير الطفل"، وإليكم بعض الحلول:
- إيجاد بدائل تخفف من استخدام الأجهزة التكنولوجية.
- إعطاء الأهل من وقتهم لأبنائهم من خلال الجلوس واللعب معهم بدل التوجه لهذه الأجهزة.
- اختيار المدارس التى تستطيع أن تغير وتؤثر فى الطفل بالإيجاب.
- إلحاق الأبناء بالنوادى الرياضية لممارسة إحدى الرياضات المفيدة.
- الاشتراك بإحدى المكتبات للقراءة والبحث.
- عمل المسئولين من الجهات المعنية بالأطفال والشباب على توفير البديل التكنولوجى المناسب الذى يتصدى للتكنولوجيا الدخيلة التى تؤثر سلباً على أطفالنا وشبابنا فى المجالات المعرفية والاجتماعية.
- الرقابة الأسرية على الأطفال أثناء اللعب واختيار ما يكون مناسبًا لهم كل حسب عمره.
- تحديد زمن معين للعب لا يزيد عن ساعة فى اليوم، وقضاء باقى الوقت فى ممارسة الأنشطة اليومية.
- أن يكون الآباء خير قدوة لصغارهم فى استعمال هذه الأجهزة.
- وضع حدود على الوقت المخصص لاستخدام هذه الأجهزة والتوازن مع الأنشطة الأخرى كالقراءة والرياضة والجلسات الأسرية.
- استعمال هذه الأجهزة فى أماكن مشتركة داخل البيت، وليس بعيدا عن الآخرين.
- أن تكون المواد المشاهدة والبرامج مناسبة للسنّ وللأعراف الأسرية المحلية.
موضوعات متعلقة..
- علماء أمريكيون: المحمول سيقضى على العلاقات الزوجية بحلول 2030
- عقب إطلاقها بأيام .. لعبة "بوكيمون جو" تحقق نجاحا كبيرا بين المستخدمين
- مفاجأة.. لعبة "بوكيمون جو" تجمع بياناتك وتتجسس على رسائلك
- الوطنية لحقوق الإنسان تحذر من البوكيمون وتصفه بحروب الجيل الرابع
- الطب النفسى: إدمان لعبة "بوكيمون" يعادل المخدرات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة