يقول أحمد - 38 سنة أمين شرطة بقطاع الأمن المركزى بمنطقة شمال العريش: "خدمت فى منطقة شمال سيناء منذ 6 سنوات، ولم أفكر يوماً فى الرحيل أو طلب نقلى، لأنى لا أخاف من الموت، وإنما كنت أتمنى مع أصدقائى أن يصلح الله حال البلد حتى ولو على جثثنا، وأصبت أول فبراير، أثناء تأمين دور إجازات، أثناء استقلالنا مدرعة خاصة بالإجازات والمأموريات، وبعد وصولى مستشفى العريش وحصل بتر فى ساقى الشمال فوق الركبة، وتم تحويلنا إلى مستشفى المركز الطبى العالمى، حيث استقرينا 26 يوما، بعدها تم نقلنا إلى مستشفى مدينة نصر، التى تخلو من الرعاية الكفاية لحالتنا والموجودة فى مستشفى العجوزة المخصصة لذلك.
سعيد بدوى
ويضيف أحمد: طلبنا النقل إلى مستشفى العجوزة، فأخبرونا بعدم وجود مكان خالى، ثم طلبنا نقلنا إلى مستشفى الشرطة فى الإسكندرية، لعدم راحتنا النفسية، بالإضافة إلى قربها منطقة سكن أسرتى بطنطا والذين يتكبدون مصاريف هائلة أثناء الزيارة".
ويؤكد أحمد: زمايلنا المبتورة أعضاؤهم فى مستشفى العجوزة، كانت الإجراءات التى اتخذت معهم هى الاستمرار فى العلاج لحين التئام الجرح نهائيا، وبعدها تقوم الشركة المستوردة للأطراف بأخذ المقاسات، ثم إحضارها بعد أسبوع، لعمل تدريبات عليها، والتأكد من صلاحيتها على الجسم من عدمه، أما ما حدث معنا، هو وصول مندوب الشركة، فور وصولنا مستشفى الشرطة، ومازال الجرح ينزف، ولم يلتئم، قاموا بأخذ المقاسات، ثم إحضارها دون استعمال لمدة شهرين، حتى انتهت مدة صلاحية إعادتها.
ويضيف أحمد: على الرغم من إمكانيات الطرف الصناعى الضعيفة جداً مقارنة بزملائنا فى العجوزة، إلا أننا تقبلناه، وأثناء القيام بعملية التدريب عليها تبين أنها غير ملائمة للسن أو الوزن أو الجسم، بالإضافة إلى الحصول على مقاستها فى وقت النزيف، وهو الأمر غير الصحيح طبياً.
ويقول أحمد: "من وقتها بتنصل كل القيادات والمسئولين وجميعهم فى أول مرة يخبرونا بعمل اللازم، ثم يتجاهلون الرد على تليفوناتهم مرة أخرى، ومنذ ذلك الوقت لا يسأل فينا أحد .
أما عريف الشرطة سعيد بدوى من قوة قسم شرطة ثان العريش - 32 سنة يقول: "تزوجت منذ عامين فقط، ولدى رضيعة، وكنت أعمل فى تمشيط دائرة القسم وتوزيع الخدمات الأمنية، وحدث الانفجار الإرهابى للمدرعة التى كنت بداخلها، وأصبت بتهتك فى مجرى البول، وهو أصعب من البتر نفسه، وتم تحويل المجرى، والأطباء أخبرونى بحاجتى إلى عملية تسليك منظار كل سنة، بالإضافة إلى بتر فى الساق اليسرى تحت الركبة، وجرح قطعى فى الفخذين .
أحمد محمد
ويقول بدوى: أجريت 6 عمليات حتى الآن، ومازال المزيد منها فى انتظارى والألم لا يتوقف حتى أتناول لمواجهته المسكنات القوية، فهل ينقصنى أيضاً المعاناة النفسية من الشعور بالإهمال، وعدم الحصول على أبسط حقوقنا .
ويضيف بدوى: "عندما أصبنا فى الأحداث الإرهابية، أخبرونا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أصدر أوامره بمعاملة المصابين معاملة خاصة وتنفيذ كل مطالبهم، وبعد معاناة بمستشفى مدينة نصر تم نقلنا إلى مستشفى الشرطة، "نسيونا"، فأنا محتجز بالمستشفى منذ 7 أشهر، بلا أى اهتمام وكل ما أطلبه طرف صناعى ملائم لأواجه الحياة الشاقة التى فى انتظارنا .
ويضيف سعيد: يبدو أن وزارة الداخلية نسيت فردين شرطة تواجدوا فى الإسكندرية، ولم يعد هناك أى اهتمام من الدولة، وكل ما نحتاجه نظرة من الرئيس والقيادات حتى نستطيع مواجهة مستقبلنا وتربية أبنائنا.
بالفيديو.. أبطال ضحوا من أجل مصر وعلاجهم واجب by youm7
موضوعات متعلقة..
- بالصور.. أب لخمس أطفال يحلم ببناء سقف محله بـ5 الاف جنيه لتعليم أولاده
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة