وفى 8 نوفمبر 2014، وزع تنظيم "داعش" منشورا على عناصره، يتضمن تفاصيل خطة التنظيم الإرهابى التى أعلن أنه يعتزم تعميمها خلال الفترة المقبلة، واصفا إياها بأنها تتضمن جوانب كثيرة ومهمة تساعد على إنجاح العمل الإرهابي وتسديد ضربة مؤذية وقوية.
وقال التنظيم فى هذه المنشورات، إن الذئب المنفرد لا يملك تنظيما ينتسب إليه ويسيّره ويعطيه الأوامر ويرشده ويزوّده بالسلاح والمال، فهو شخص وحده يخطط وينسق وينفذ، وكل خطوات العملية تتم بيده من غير معرفة أحد، ولا علم لأحد بها.
بعد بث هذه المنشورات، تم تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية على غرار هذا الأسلوب، كان من بينها حادث أولاندو الإرهابى، وحادث الثكنة العسكرية فى بوشوشة، بالإضافة إلى عدة عمليات شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية، وآخر هذه العمليات هو ما شهدته مدينة نيس الفرنسية، حيث قيام أحد عناصر داعش بدهس مواطنين فرنسيين بسيارة خلال احتفالاهم بالعيد الوطنى ليخلف عشرات الضحايا.
وعلق الباحث الألمانى فى قضايا الإرهاب رولف توبهوفن، على عمليات الذئاب المنفردة، حيث يؤكد أنه إذا كان لمن يقوم بالعمليات الأحادية خلفية "سلفية جهادية"، فإننا هنا أمام ما يمكن تسميته "ذئب منفرد"، ولأنه لا يعمل مع مجموعة، لذا لا يوجد ما يشير مسبقا إلى احتمال وقوع اعتداء.
ويضيف فى تصريحات له أن هناك مخاوف منذ مدة من أن منفذى الاعتداءات الفردية يشكلون خطراً كبيراً والشخص الذى لا يكون على لائحة السلطات الأمنية من شرطة ومخابرات يعمل كخلية نائمة، وفى أية لحظة يمكن لهذا التطرف الذاتى أن يحدث وهنا يكون من الصعب التحكم بالنتائج أو منع وقوعها.
وبشأن انتشار مثل هذه الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعى، يقول الباحث الألمانى: "هناك دائماً دعوات زعماء تكفريين يقولون فيها، استعملوا ما تجدونه سواء أكان سكينا أم مركبة واقتحموا بها مجموعة من الناس، اقتلوا كما تشاؤون، وهناك اتجاه لجماعات صغيرة ووسائل بسيطة لتنفيذ الهجمات، لذلك فإن جميع أماكن التجمعات البشرية يجب أن توضع تحت المراقبة وتصنف على أنها عرضة للهجمات".
ومن جانبه، أكد نبيل نعيم، القيادى الجهادى السابق، أن أحداث مدينة "نيس" الإرهابية أحد وسائل تنظيم داعش الإرهابى فى تطبيق أسلوب الذئاب المنفردة، موضحاً أن هناك عناصر كثيرة للتنظيم أعدت نفسها جيدًا وتدربت على مثل هذه العمليات، وانتشرت هذه العناصر فى دول أوروبا خاصة فى فرنسا.
وأضاف القيادى الجهادى السابق، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن تنظيم داعش يتواصل مع عناصره عبر مواقع التواصل الاجتماعى وبعض الوسائل الحديثة لتكليفهم بتنفيذ أسلوب الذئاب المنفردة فى بعض الدول التى لديها ضبط أمنى قوى، موضحًا أن أغلب العناصر التى تقوم بتنفيذ أسلوب الذئاب المنفردة من عناصر التنظيم بدول المغرب العربى مثلما حدث فى تونس قبل ذلك.
وفى السياق ذاته، يقول هشام النجار الباحث الإسلامى فى شئون الحركات الجهادية، إن ما شهدته مدينة نيس هو أحد أساليب الذئاب المنفردة، خاصة أن فرنسا مؤهلة أكثر من غيرها لتزايد نشاط الذئاب المنفردة نتيجة كثرة المقيمين والمهاجرين من أصل عربى.
وأضاف: "من المعروف أن هناك مشاكل يعانى منها الفرنسيون من أصول عربية وشكلوا حاضنة جيدة لنمو الأفكار المتطرفة وتجنيد الشباب الفرنسى من أصول مغاربية لصالح التنظيمات الإرهابية على خلفية عوامل إقتصادية وعوامل ثقافية متعلقة بعدم القدرة على الاندماج ونيل الحقوق كاملة فى بلد عتيد فى العلمانية ينظر لنفسه كرمز تاريخى للثقافة الغربية".
موضوعات متعلقة..
"الذئاب المنفردة" تهدد البرازيل خلال دورة الألعاب الأولمبية.. داعش يطلق قناة بالبرتغالية لتهديد ريو دى جانيرو.. والمخابرات البرازيلية تواجه انتقادات واسعة.. وحملة توعية ضد الإرهاب
"الذئاب المنفردة" وسيلة "داعش" لإثبات الوجود.. متطرفون لا ينتمون للتنظيم لكنهم يؤمنون بأفكاره.. حادثا أورلاندو و شارلى إبدو أكبر عملياتهم .. وخبراء أمن: مصر حذرت من خطورتها والعالم ينتبه متأخرا
عدد الردود 0
بواسطة:
اديب عطا الله
ها تتحل ودي