تطالعنا الأخبار كل يوم بحوادث قتل الأزواج لزوجاتهم للشك فى سلوكهن أو قتل الزوجات لأزواجهن لتعدد غرامياتهم، وأخيرا ما جاء باليوم السابع عن قتل زوجة لزوجها لأنه أراد أن يجامعها من الدبر رغم اعتراضها ولأنه لا يعبأ إلا بمزاجه وشهوته ولا يهتم بالحلال والحرام معها، فقد حاول رغما عنها مما اضطرها لضربه بيد المكنسة ليلفظ أنفاسه ؟؟ فما السبب يا ترى وراء الخيانات الزوجية تلك، وذلك الشذوذ فى العلاقة الحلال ؟ هل هى تلك المواقع الإباحية التى أصبحت فى متناول الجميع فى أى وقت وأى مكان ومن خلال أجهزة المحمول ؟ أو هل هو نقص الوازع الدينى ؟ أو هو الاختلال السلوكى لانعدام الثقافة الجنسية بين الازواج ؟ قد يكون لسبب واحد من هذه الأسباب وقد يكون لكلها !!
وفى السطور التالية سوف أحاول إلقاء الضوء فقط على أهم الدوافع للخيانة خاصة من جانب الزوجات نظرا لطبيعة المرأة الفطرية التى تجعلها تنفر من إعطاء جسدها لغير واحد يرتضيه قلبها، ونبدأ بالتعريف اللغوى للخيانة، فالخيانة لغة هى عدم تأدية الأمانة والغدر وفى الحياة الزوجية معناها نقض العهد الذى يقضى باكتفاء كل منهما بالآخر سببا للإمتاع الحسى والعاطفى من أحدهما أو كليهما فيندفع هذا الطرف أو ذاك للبحث عن سعادته لدى شخص آخر خارج دائرة الشرعية، وحتى نقف على أسباب هذه الخيانات يجب أن نتعرف أولا على الهدف من الزواج وكيف نجعله مثاليا، ويخطئ من يظن ان الهدف من الزواج هو إقامة أسرة بالتناسل والتكاثر فقط، أو غض البصر وإحصان الفرج وحسب، أو هو مجرد الارواء العاطفى والحسى وتحقق المودة والرحمة بين الذكر والأنثى، ولكنه يجب أن يكون كل ذلك بلا نقصان اللهم ان لم نضف اليها الاحسان والايثار..فقد يقوم الزواج على مشاعر تشبه مشاعر حب الوالدين والأخوة والخير، ويقوم على الفهم المتبادل والاحترام وتطابق وجهات النظر وحسن النوايا والرغبة الصادقة فى تكوين أسرة مستقرة وإنشاء بيت سعيد أساسه الاتحاد والمشاركة فى الأغراض والمنافع، وقد يخلو هذا الزواج من التخاصم والتنافر ولكنه لن يصل أبداً إلى حد الكمال والمثالية التى تحول بين طرفيه وبين الخيانة إلا إذا اقترن بعشق البدن وإرضاء شهواته العارمة الطاغية بفعل نشاط الغدد وفسيولوجية الأعضاء التناسلية، فكم من الأزواج والزوجات يعوزهم الجهل بألوان الإمتاع الحسى وفنونه، وكم من قصص الحب الطاغى قد انطفأت جذوتها وخبت وذوت وفنيت نتيجة البخل بألوان النشاط العاطفى، فالتدريب الحسى الناقص والعجز عن الاستمتاع ورشف اللذة من ناحية الرجل ومن ناحية المرأة بوجه خاص هو سبب العداوة والشقاق والخصام وبالتالى الخيانة فى الزواج !!
فالمرأة التى يقع عليها زوجها وقوع البهيمة ليقضى منها وطره دون أن يهتم بمشاعرها أو يملأ أذنيها بالكلام الحلو متجاهلا تعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال :" لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة وليكن بينهما رسول، قيل وما الرسول يارسول الله قال: القبلة والكلام "، وقال صلى الله عليه وسلم ثلاث من العجز فى الرجل، وذكر منها الرجل يقارب زوجته فيصيبها قبل أن يحدثها ويؤانسها ويضاجعها فيقضى حاجته منها قبل أن تقضى حاجتها منه. أقول ان هذه المرأة تصبح نفسها تواقة إلى سماع معسول الكلام حتى إذا ما خرج من فم ذئب مالت اليه ووقعت فى شراكه وأصيبت بالرغم من ذلك بألوان الاضطراب العصبى، فهى تريد أن تستمتع بالعاطفة من خلال الزواج الكامل فإذا ما ارتوت المرأة العادية – غير الشاذة – ارتواء عاطفيا منعها ذلك من الخيانة والزوج العاقل يجب ان يفهم ذلك ويتعلمه فالمرأة تخلص لزوجها لشعورها بالاعتماد عليه وهى تخلص له لرغبتها فى الاستسلام له ولما فيها من مشاعر الامومة ونتيجة فهمها الفطرى لمعنى الاعمال الحسية ونتائجها ولن تميل إلى الخيانة الا بسبب طبيعتها العاطفية، كذلك الرجل لا يستطيع الصمود أمام مفاتن امرأة أخرى الا اذا ردعه الحب لزوجته عن ذلك ولن يتقد الحب فى قلبه بدون أن يرى كل مفاتن النساء فى زوجته التى لا تهمل زيها ولا عطورها ولا تكبت إعجابها بزوجها فى قلبها ولا تبوح به، ولا تتحرج أن تستميله اليها بطرق إيجابية محسوسة تؤجج شهوته الحسية، وهذه النقطة لخصها الرسول صلوات الله وسلامه عليه فى جملة واحدة عندما قال: هلا تزوجت بكراً تلاعبها وتلاعبك ؟؟ ! صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
خلافات زوجية - صورة أرشيفية