فلتسمعى لمرة واحدة دون تشكيك أو تخوين أو ظن منك أنى أختلق القصص للتملص منك، فلتسمعينى حين أقول فى وسط الحديث أنى لا أريد الكلام اسمعى ما يختبأ خلف هذه الجملة، اعلمى أنها ليست هروبا أو محاولة للبعد ولكنها كل حيلتى وكل ما لدى للاعتراف بأنى قد نفذت لدى الحلول، لتعلمى انه لم يتبق لى من قوتى التى كنتى تتفاخرين بها إلا فتات صغير يعجز أن يحدثكى كلما ضاق الخناق لحيرته بما يتوجب عليه القول لكى لا يحملك عبأ اخر ولكى لا يضع على اكتافك الرقيقة أطنان من الامل الزائف، اسمعى صوتك الذى يجعلك مستمرة فى المضى قدما رغم كل ما اقول وكل ما اخفى، تلمسى لى الاعذار وان نفذت منك ولم تجدى اخلقى لى من لبك الطفولى الجميل عذرا زائفا لا يتناسب مع قبحى وليس ذلك وحسب بل صدقى هذا العذر، اكثرى من هذه المخلوقات وانت عالمة ان حالى يكاد يكون اشد قسوة من اعذارك، ولتسمعى صلواتى المدفونة فى جنف الليل والتى تبعد عنك بـأميال، الدعوات، المناجاة وحتى بكائى فى وسط السجود، فلتسمعى اهتزاز جبال همى حين يتحرك جزء صغير منها خلف ابتسامة موعدها المناسبات، وتيقنى انك السبب فى ازالته ولو بدعوة فى أواخر رمضان العشر، أطلب منك السمع لا أكثر، اطلب منك ان تفعلى ما توقفت انا عن فعله منذ مئات الايام وكان فى غايتى ان اطلب منك الحديث وسأطلبه يوما ما استرد رغبتى فى السمع، اسمعى واعلمى انى لن أقبل ان اكون عابر سبيل فى قرية ولن ايأس من محاولاتى بان اكون زعيمها، اعلمى أنى وان طال بك الانتظار عائد لا محالة، فلم تعلمى عنى يوما انى بخلاف للوعود ولا هارب من الاقدار ولا ثرثارا يلقى بكلمات وهو على يقين انه سيتملص منها فى الغد، لست من هؤلاء جميعا ولكنى دائما الراغب الطامح كما عاهدتينى يا مولاتى.
طلبت منك ولم آمرك وحتى إن جاء فى صورة الثانية، طلبت منك وأنت تعلمين حق علم أنى لم أطلب شيئا منك قط، أطلب منك هذا لأول مرة والأمر كله إليك، إما بالرفض أو الإنصات، فما الروح إلا مشكاة تنير الطريق وأينما تدلك روحك انصتى إليها.
حب - صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Unknown
.
Keep moving forward :)