تجول "اليوم السابع" بسوق جمال الشلاتين، والتقى بشيخ قبيلة الرشايدة، أكبر قبيلة متحكمة فى حركة البيع والشراء به الشيخ سليم صواليح الملقب "بالعمدة"، والذى يبلغ من العمر 62 عاماً.
قال الشيخ سليم صواليح، إن مكسبه فى الجمل الواحد 20 جنيها، وأن عمله يتم بالاتفاق بينه وبين صاحب الجمال "تاجر السودانى" عن طريق التليفون، حيث يرسل التاجر الجمال من منفذ رأس حدربة البرى، ويتلقى قبل وصول الجمال اتصالا منه ليوضح له العلامة التى وضعت على الجمال فى السودان، والتى تدل على أنها تابعة لها.
وأضاف الشيخ صواليح، أن الجمال الوافدة للسوق تصل فى مجموعة كبيرة من منفذ رأس حدربة البرى، يطلق عليها اسم "الدبوكة"، لعدد من التجار وليس واحد فقط، بحيث تدخل جميع الجمال مع بعضها البعض باختلاف العلامات التى عليها والتى تبينها من تاجر لآخر.
وأوضح الشيخ سليم صواليح، أن أغلب أبناء قبيلة الرشايدة وكلاء تجار، ينوبون عنه فى عملية البيع داخل السوق، ويتم إرسال مبالغ للتجار عن طريق الحوالات أو المراسلات مع السيارات العابرة للمنفذ.
واستطرد: أن سوق جمال الشلاتين، هو المنبع الرئيسى لتجارة الجمال فى مصر، حيث تصل الجمال من خلاله إلى المحافظات المختلفة من وجه بحرى، والصعيد إلى مدن البحر الأحمر من الغردقة والقصير.
وأوضح أن "الدبوكة" مجموعة الجمال الوافدة فى المرة الواحدة، تصل إلى سوق الشلاتين من السودان، سيرا على الأقدام، وتستغرق فى الطريق من السودان حتى السوق، يومين، مؤكدا أن من موطنها من مدن الخرطوم وكسلا وبورت سودان والفاشر تستغرق حتى المنفذ ساعات قليلة، وغالبا ما يصل عدد الجمال فى الدبوكة الواحدة إلى 200 جمل .
ووصف الشيخ سليم صواليح، أن لكل جمل سعر معين من 3 آلاف ونصف حتى 8 أو أكثر، حسب صحته، وسنه، مؤكدا على أن العمل داخل السوق يتم طوال الأسبوع، وأن حركة البيع والشراء تكون فى رونقها من يوم الأحد حتى الخميس، وأن العمل يبدأ من الساعات الأولى من الصباح حتى العصر.
وأوضح الشيخ صواليح أنه فى فترة الشتاء، تكون حركة البيع والشراء كبيرة داخل السوق، وإقبال أهالى المنطقة على شراء وبيع الجمال فى تلك الفترة، لكثرة المراعى، بعد أن تكتسى الصحراء بالعشب والذى يتبع سقوط المطر، مؤكدا على أن حجم تجارة الجمال يصل إلى 7 آلاف رأس شهريا خلال فترات الشتاء.
وأكد الشيخ سليم صواليح شيخ الرشايدة، أن سوق الجمال فى الشلاتين، لم يتقصر على الجمال الوافدة من السودان فقط، بل أن عملية البيع تتم أيضا من الجمال الموجودة فى مدن حلايب وشلاتين وأبو رماد، حيث إن الأهالى فى تلك المنطقة لا يعملون إلا فى مهنة الرعى، فأغلبهم يمتلك عددا من الجمال، يتم المتاجرة فيها فى الأسواق عن طريق البيع والشراء، للتعايش منها، وأن أغلب الأهالى فى المنطقة يحرصون على شراء الجمال الصغيرة لتربيتها وبيعها مرة أخرى، والتعايش من فارق الثمن، بعد أن يطوف على رعيها لوقت طويل .
من جانبه قال آدم سعد الله، من أهالى منطقة الشلاتين، إن الجمال الوافدة عبر منفذ رأس حدربة البرى، والقادمة سيرا من السودان، تخضع للكشف البيطرى على المنفذ للتأكد من سلامتها، ويتم تحصينها قبل دخولها .
وأكد سعد الله لـ "اليوم السابع" أنه قديما كان سوق الجمال، تزوره رحلات سياحية من جنسيات مختلفة بكونه معلما من معالم المدينة، يشهدون خلال زيارته عمليه البيع والشراء، ومشاهدة الدبوكة فور دخولها للسوق .
وعلى هامش تواجدنا داخل سوق الجمال التقينا بأحد شباب قبيلة الرشايدة، والذى يعمل أيضا وكيلا لأحد التجار السودانين، الشاب نفاع نافع على 17 سنة، قال إنه من صغره وهو يعمل فى سوق الجمال، وبدأ العمل بمساعدة والده فى عملية البيع، برواء الجمال وتقديم الطعام لها، وكان يتقاضى نطير ذلك 20 جنيها يوميا، ومع الوقت أصبح وكيلا لأحد التجار، وقال الشاب نفاع نافع، إنه لم يذهب للمدرسة بينما تعلم الكتابة من حروف التليفون، وأنه لا يمتلك شهادة ميلاد.
ومن التجار الوافدين من الشلاتين من المحافظات المختلفة كان سعيد عطوة من محافطة المنوفية، والذى قال "أكل عيشنا من هنا من سوق جمال الشلاتين، موضحا أن تكلفة الجمل فى سوق الشلاتين أقل من الأسواق الأخرى فى المحافظات لقرب مسافته مصدره".
وأوضح سعيد عطوة لـ"اليوم السابع"، أن عملية نقل الجمال من الشلاتين لمحافظات وجه بحرى تتكلف 1400 جنيه للسيارة الواحدة التى تقل 14 جملا، بجانب 30 جنيها لكل جمل مصاريف تحميل على تبة الجمال، وكذلك 5 جنيهات حبال، و100 جنيه بطاقة عرق الراعى، و90 جنيها مجلس المدينة، و10 جنيهات مصاريف تخليص الجمل.
وأشار عطوة أنه رغم تلك التكلفة التى تكلفها الجمل حتى يتم خروجه من الشلاتين إلى الأسواق المختلفة فى محافطات الجمهورية، إلا أن سعر الجمال يعد الأرخص فى سوق الشلاتين، مؤكدا أنه فى بعض الأحيان يثمن الجمل بوزنه إذا كان للذبح بمقابل 32 جنيها للكيلو الواحد.
تجار يتجولون فى سوق الجمال الدولى بشلاتين
جانب من مفاوضات البيع فى سوق الجمال
أحد التجار فى سوق الجمال
جانب من حركة البيع فى سوق الجمال
سوق الجمال فى شلاتين
الجمال أثناء وصولها للسوق
البلد تعتمد بشكل أساسى على الثروة الحيوانية
جمال فى سوق شلاتين تنتظر شاريها
تجار مع الجمال فى سوق شلاتين
الجمال مستقرة فى تبة للجمال بانتظار البيع
موضوعات متعلقة
حكاية الجمال ورحلة الأربعين يومًا.. فى سوق شلاتين الدولى البقاء للأقوى