تتناول الرواية حكاية البطلة "زهور" التى تموت جدتها، وتدرك الحفيدة بعد موتها معنى استجداء الصُحبة ومعنى خذلان المحروم ومعنى استحالة تعديل ما كان، وتسافر "زهور" إلى بلاد الثلج وتستعيد فى غربتها أحلام جدتها التى لم تتحقق قط.
وتلتقى فى مجتمع الدراسة الجديد مع "سرور" وأختها "كحل" و"عمران" زوج "كحل" الذى تكاد تنبعث منه روائحُ حقلٍ فى باكستان، يشكلون معاً – بعد مروق وخروج "سرور" – مثلثاً غامضاً تغذيه ذكرى الجدة التى عاشت عمرها الطويل عذراء وفلاحة بلا حقل، حائمين حول السؤال الأزلي: هل من علاج للحزن؟
"نارنجة" هى الرواية الثالثة المنشورة للكاتبة بعد "منامات" الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2004، و"سيدات القمر" عن دار الآداب 2010؛ التى ستصدر ترجمتها الإنجليزية عن إحدى دور النشر الأوربية.
من أجواء الرواية:
«حين رآها سلمان افتتن بنظرة عينيها، نظرة من خبر وعرف كل شيء ولم يعد مكترثا بالعالم، نظرة شجية ولامبالية فى الوقت نفسه، نظرة تدوخ فى استغنائها وتعاليها، افتتن بأنفها الذى وصفه لأمه وهو يقنعها بخطبة سليمة له بأنه كالسيف، وبفمها اللوزة، وبيديها الطويلتين البريئتين، كأنهما يدا طفلة لم يمسسها بأس الحياة، كأنها لم تدلك جلد زوجها العجوز، ولم تقلب المزق التى بقيت من زوجها الصياد، ولم تحمل الطفل الميت وتودعه القبر، كأنها خُلقت ليديه فقط، لتحضن أصابعه، وتمسد شعره، يدان سيأكل منهما العمر كله ولن يشبع، يدان ستضمانه وتظللانه وتهديانه وتأويانه، يداها، يدا ابنة عمه سليمة، فلتكن أرملة، فلتكن ثكلى، فهو لا يبغى عنها بدلا ولا حولا.
فى العرس خجلت سليمة من نفسها، كانت تحس أنه لم يعد يليق بها الزواج، كأنها تشعر أنها كبرت جدا، وأن سلمان وإن كان يكبرها بأكثر من عشر سنين إلا أنه شاب جدا، كانت خجلى ومرتبكة، لكنها فطنت منذ الأيام الأولى للعرس أن سلمان مدله بها، عرفت حب الرجل لأول مرة فى حياتها، وعرفت أن ولدها منه سيعيش، وهو ما كان.»
موضوعات متعلقة..
دار الآداب تصدر رواية "قصر الحلوى" للكاتبة التركية "أليف شافاك"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة