هتلر الجديد فى تركيا .. أردوغان يرفع شعار " أنا القانون" ..اعتقال 20 ألف مسئول ..منع مليون مواطن من السفر ..تقويض مؤسسات الدولة والاستعانة بميليشيات العدالة والتنمية..وتهديد أوروبا بحرب اللاجئين

الثلاثاء، 19 يوليو 2016 10:05 م
هتلر الجديد فى تركيا .. أردوغان يرفع شعار " أنا القانون" ..اعتقال 20 ألف مسئول ..منع مليون مواطن من السفر ..تقويض مؤسسات الدولة والاستعانة بميليشيات العدالة والتنمية..وتهديد أوروبا بحرب اللاجئين الطاغية أردوغان على طريق هتلر
تحليل يكتبه :كريم عبد السلام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما يحدث فى تركيا اليوم من نزوع أردوغان إلى الاستبداد والانتقام من جميع خصومه ومنافسيه ودفع بلاده إلى شفا الحرب الأهلية ،يعيدنا مباشرة إلى أكثر الكوابيس رعبا فى ذاكرة أوروبا الحديثة ، صعود أدولف هتلر زعيم الحزب النازى ليتولى منصب مستشار ألمانيا فى يناير 1933، بعد أن خدع الألمان بشعارات غوغائية عن ضرورة مواجهة الإذلال الأوربى لألمانيا فى الحرب العالمية الأولى وعن إمكانية تحقيق الوفرة الاقتصادية بتقديم وعود براقة للمزارعين وقدامى المحاربين وأفراد الطبقة الوسطى الذين عانوا من مرحلة الكساد التى تلت الحرب الأولى

فور تولى هتلر الحكم سعى للسيطرة على جميع السلطات فى ألمانيا وتصفية معارضيه فأصبح المستشار والقائد العام للقوات المسلحة والمسيطر على البرلمان والمقاطعات الألمانية، وعندما استتب له الأمر وأنهى كل معارضة له فى الداخل ، توجه من خلال آلة إعلامية جبارة إلى عسكرة الاقتصاد الألمانى ودق طبول الحرب لابتلاع معظم أراضى أوربا قبل أن يلقى مصيره المعروف فى 1945 بعد أن تسبب فى تدمير بلده و عديد من بلدان العالم فى ثلاث قارات.

لم يكن ليحدث ما حدث فى الحرب العالمية الثانية من خراب ودمار ومقتل الملايين فى أوروبا وخارجها ، لو أن الدول الأوربية الكبرى التفتت مبكرا إلى خطورة صعود المستبد المهووس فى ألمانيا ، وما يمكن أن يتطور إليه استبداده حين تستتب الأمور ويمسك بكل خيوط القوة فى يديه، والأمر نفسه يحدث حاليا مع الفارق فى تركيا أردوغان والتى باتت أكبر مصدر تهديد للدول الأوربية ، فأردوغان يضرب القيم الأوربية فى مقتل من خلال إصراره على استغلال كل حدث ليصب فى مصلحة بناء الديكتاتورية الأردوغانية المتطرفة وتثبيت حكم الفرد المطلق

وبعد التحرك الفاشل لعناصر الجيش التركى ، أسفر السلطان العثمانى المزيف عن وجهه بوضوح ليجرى أكبر عملية للتنكيل بخصومه ليس فقط داخل المؤسسة العسكرية ، ولكن فى كافة مؤسسات الدولة ، ووصل عدد المعتقلين إلى نحو عشرين ألفا بينهم 6آلاف فقط من الجيش التركى وتسعة آلاف من الشرطة المحسوبة على حزب أردوغان وأكثر من ثلاثة آلاف قاض وآلاف الموظفين فى الأجهزة الأمنية والمؤسسات الحكومية ، كما استغل الأحداث الأخيرة للتنكيل بخصمه السياسى فتح الله جولن الذى اختار المنفى الاختيارى فى ولاية بنسلفانيا الأمريكية ،ووصل به الأمر إلى تقديم طلب رسمى إلى واشنطن لتسليمه

أردوغان يمارس عمليات التصفية والإعدام خارج القانون من خلال أعضاء حزبه المتطرفين والمسلحين ، تجاه خصومه السياسيين ، كما يعمل على تقويض المؤسسات فى الدولة التركية ، وأولها المؤسسة العسكرية والقضاء وتطهير المصالح الحكومية وقصرها على الموالين مباشرة له ولحزبه ، مع إنشاء كيانات مسلحة موازية للكيانات الرسمية على غرار التنظيم الخاص للإخوان فى مصر ،يكون دورها النزول للشوارع وحماية السلطة بالقوة أو حمايته هو شخصيا بالقوة إذا لزم الأمر لأنه يسعى باختصار إلى الانقلاب المباشر على كل مرتكزات الدولة وإعلان تركيا جديدة تقوم على حكم الفرد .

الدول الأوروبية الكبرى تقف حتى الآن موقف المتفرج من أردوغان الذى قرر وضع الشعب التركى بالكامل تحت الحصار لدرجة إصدار أوامر بمنع ما يزيد عن مليون تركى من السفرعلى للاشتباه بصلتهم بالتحرك الأخير للجيش، ولا تستطيع الدول الأوربية اتخاذ إجراءات عقابية مؤثرة بحق الديكتاتور التركى ، لأنه يهدد أوربا بوضوح بفتح الحدود أمام مئات الآلاف من اللاجئين العرب ليزحفوا إلى أوربا ، بما يعنى عمليا فتح الحدود التركية أمام مقاتلى داعش من العراق وسورية لاجتياح أوربا وارتكاب عشرات المجازر على غرار مجزرة نيس، الأمر الذى يمكن أن يدفع الدول الأوربية لمعارك جانبية هائلة ويكلفها مليارات الدولارات لميزانيات طوارئ أمنية لمواجهة الخطر الجديد

الارتباك الأوروبى أمام سياسات أردوغان سيجعل منه بالتأكيد هتلر جديد بأسلحة جديدة ، ففور إمساكه بكافة خيوط السلطة والسطوة فى بلاده سيعمل على فتح جبهات جديدة فى العراق وسوريا لمنع إقامة كيان كردى مستقل ، بالإضافة إلى تجدد الصراع فى قبرص وحول الحقوق الاقتصادية والحدود البحرية فى المتوسط ، وكلها حروب يمكن أن تعود بالمخاطر على أوربا ، فضلا عن تهديده الدول الأوربية بقنبلة اللاجئين المتطرفين التى يمسكها بيده بعد إعلانه عزمه عن منحهم الجنسية التركية ، فهل تنتظر أوروبا حتى يمتلك هتلر الصغير فى تركيا كل الأسلحة؟!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة