مرصد الأزهر: "داعش" لا ينتسب للإسلام والدليل هجماته ضد المسلمين

الخميس، 21 يوليو 2016 01:50 ص
مرصد الأزهر: "داعش" لا ينتسب للإسلام والدليل هجماته ضد المسلمين داعش-صورة ارشيفية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر قسم اللغة الأردية التابع لمرصد الأزهر الشريف ،تقريرا بعنوان " لماذا يهاجم داعش المسلمين ؟"، قال فيه :" أعلن تنظيم داعش الشهر الماضى مسؤوليته عن العديد من الهجمات الإرهابية القوية فى مدن إسطنبول و دكا و بغداد والمدينة المنورة، بالإضافة إلى الهجمات الإرهابية السابقة مثل بروكسل وباريس، وكان من الواضح أن هذه الهجمات الاخيرة تستهدف وبشكل مباشر البلدان ذات الأغلبية المسلمة".

وأوضح التقرير أن السؤال الذى يطرح نفسه مع هذه الهجمات الإرهابية الكبرى التى أودت بحياة العديد من المسلمين معظمها وقع خلال شهر رمضان المبارك، هو:"هل من المعقول أن يوصف هذا الكيان بأنه إسلامى".

وأشار التقرير إلى أن استهداف المسلمين فى المقام الأول قد يكون محيرا للكثيرين فإذا كانت داعش ترغب فى استقطاب المزيد من الأتباع المسلمين لينضموا إليها فى صراعها العالمى من أجل دعم إقامة الخلافة المزعومة، وفى نفس الوقت نجد قتل العديد من المسلمين؛ فالأمر هنا سيكون فيه تناقض واضح إما أن داعش قد أخطأت فى تنفيذ استراتيجتها أو أنها ليست خلافة إسلامية وليس لها علاقة بالاسلام.

أشار التقرير إلى أن هناك الكثير من المبادرات التى يطلقها العقلاء وكثير من المثقفين ينبهون فيها الرأى العام فيها للتفرقة بين تعاليم الاسلام وما يقوم به هذا التنظيم الإرهابى ؛ومما نراه على مر العصور أن الدين الإسلامى يؤكد على قيم عالمية اسلامية وتنادى بها كل الأديان مثل السلام والرحمة بين الناس وهى مبادىء راسخة فى الإسلام سار المسلمون على هديها أكثر من 1400 سنة، ومازال المسلمون مستمرون فى المضى قدما متبنين مبادىء الوسطية ، فحتى يومنا هذا نجد الالاف من علماء الإسلام البارزين وكذلك أكبر المؤسسات الإسلامية فى العالم والتى تمثل المسلمين تندد وتدين افعال تنظيم داعش.

وقال مرصد الأزهر فى تقريره:" الحقيقة إن مواجهة تنظيم داعش تتطلب أكثر من مجرد التأكيد على أن تنظيم داعش ليس إسلامى وليس هناك أدنى علاقة بينه وبين الإسلام ،وعلينا قبل محاربة داعش أن نفهم لماذا نجد هناك بعض الدعم والتعاطف بل والانضمام إلى التنظيم من قبل بعض المسلمين، بالرغم من أننا إن كنا قد سلمنا أن داعش ليست إسلامية وليس لها علاقة بالإسلام فلم نجد هذا الدعم من قبل بعض المسلمين ".

وتابع:" الحقيقة أنه ليس هناك تعارض فى الأمر فإن كنا قد نفينا عن داعش صفة كونها إسلامية فلم ننفى عنها أن هناك مسلمون ينضمون إليها، لكن المحير فى هذا التناقض هى تدعى كونها اسلامية وفى نفس الوقت تستهدف مسلمين!! لا يوجد سوى منطق واحد هو أن داعش إما كونها تسير فى تنفيذ مخططها الإستراتيجى بشكل خاطىء أو انها خطة متعمدة لتشويه صورة الإسلام وبالتالى فمن الخطأ الفادح أن ينسب هذا التنظيم الإرهابى إلى الإسلام".

وأوضح التقرير، أن ما يحدث فى العالم الاسلامى قد يمثل للبعض دافعًا ينضم به إلى داعش ومن أهم هذه العوامل التى تدفع بعض المسلمين الانضمام الى داعش هو الشعور بالإحباط الشديد من هذا المستنقع السياسيى الذى يسود العالم الإسلامى ، وشعور بعض الشباب المسلم بعدم القدرة على التواصل مع المجتمع والغربة والنفور الذى يولد لديه وحدة نفسيه تستغلها داعش فى استقطابه، هذا بالإضافة إلى وجود حلم دينى إسلامى بالتخلص من هذه المعاناة بتطبيق الشريعة الإسلامية وهذا يسهل على التنظيم استغلال هذه الفكرة و وضع روايات خيالية تعزز هذا الحلم غير المشروع بوضع بعض اللمسات الموجودة فى الدين الإسلامي، ولكن بعد نزعها من سياقها وتحريفها، وكذلك لدى داعش منصة أخرى تستطيع أن تحتضن بها الأتباع الذين لديهم أفكار طائفية فهى توفر منصات لهؤلاء المسلمين الساخطين فتحرك مشاعرهم الطائفية وتقويها لتصل إلى أقسى درجات العنف والقسوة، وغالبا ما تركز فيه على الأقليات المسلمة فى البلاد غير إسلامية.

وأكد التقرير فى ختامه:"أنه من المؤكد انه من السهولة إثبات أن داعش ليس لها علاقة بالاسلام، وبالتالى قد تفيد فى منع بعض المسلمين من الانضمام إلى داعش، ولكنها لن تقضى على التنظيم، وما نحتاجه بشكل كبير هو فهم عميق للتاريخ الاسلامى وكيف يتم التعامل مع هذا التاريخ بشكل انتقائى الأمر الذى سيوضح هذا التناقض الصارخ فى فكر هذه الجماعات فكيف تستقطب المسلمين وفى نفس الوقت تستهدفهم بالقتل".


موضوعات متعلقة



مرصد الأزهر يدعو إلى تكثيف الجهود الدولية لمواجهة الفكر المتطرف خلال مؤتمر فى باريس







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة