فى الوقت الذى ناقشت فيه أحزاب البرلمان تحت القبة عدة مشاريع لقانون بناء الكنائس، كانت الكنيسة تتفاوض على مائدة الدولة حول مشروع آخر للقانون نفسه، تم فيه الاختلاف على عدة نقاط بين الجانبين الأمر الذى دفع البابا تواضروس لتخصيص مقاله نصف الشهرى بمجلة الكرازة الناطقة باسم الكنيسة للحديث عن القانون الأزمة.
التحرك الأول: البابا يكتب عن قانون بناء الكنائس
اتسمت لهجة البابا فى مقاله بالحسم على غير عادته، وقال عبارة تحمل الكثير من الدلالات بكلمات واضحة فى مصر "لا يستطيع القبطى مقابلة ربه للعبادة إلا بتصريح" مذكرًا بالمواقف التاريخية التى وقفت فيها الكنيسة إلى جوار الدولة المصرية وكان آخرها أحداث 30 يونيو وما تلاها من حرق للكنائس.
وجدد البابا مطالبه بقانون يحترم حق المسيحى فى بناء كنيسة دون تعقيدات أو عراقيل يضعها الأمن أو الجهات التنفيذية ملمحًا إلى نقاط خلافية تشهدها مائدة العجاتى التى يتفاوض فيها مع الكنيسة؛ حيث تخشى الكنيسة صدور لائحة تنفيذية تعطل تطبيق القانون وهو ما تراه الدولة لائقًا.
التحرك الثانى: البابا يلتقى رئيس الوزراء بعيدا عن الإعلام
التحرك الثانى للبابا تواضروس، كان أمس الأول حيث التقى برئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل من أجل بحث الأوضاع فى المنيا، وهو اللقاء الذى تم بعيدا عن أعين الصحافة والإعلام ولم تعلن عنه رئاسة الوزراء حتى قرر البابا الإعلان عنه أمس أمام جماهير حاشدة اصطفت ساعات لحضور عظته بالكنيسة المعلقة.
التحرك الثالث: البابا يدعو الأقباط للصلاة من أجل مصر
التحرك الثالث للبابا وهو الظهور الإعلامى والجماهيرى الأول له عقب تفاقم الأوضاع فى محافظة المنيا، كان بالكنيسة المعلقة أمس حيث التقى بشعبه فى عظة الأربعاء الأسبوعية وقرر إلغاء العظة وتحويلها لاجتماع للصلاة من أجل مصر وسط غضب شعبى كبير كاد أن يجر البابا لتصريحات عنترية لولا حرصه على التهدئة، وكأنه يؤكد على دوره الدينى فى الصلاة دون أى طموحات لتقمص دور الزعامة الذى عاش البابا شنودة أسيرًا له سنوات طويلة لها طبيعتها وخصوصيتها التاريخية.
التحرك الرابع: البابا يظهر إلى جوار الرئيس فى الكلية الحربية
أما التحرك الرابع فكان اليوم الخميس بالكلية الحربية، حين ظهر إلى جوار شيخ الأزهر والرئيس السيسى فى حفل تخرج طلاب الكلية الحربية وهو الحفل الذى شهد تأكيدات الرئيس على الوحدة الوطنية وسيادة دولة القانون فى التعامل مع الأحداث المختلفة، محذرًا من خطورة تناول تلك القضايا بشكل يدفع فى طريق تعقيدها.يوجه ظهور البابا إلى جوار الرئيس اليوم عدة رسائل لكل من طالبوا الرئيس بالكلام أو التدخل من أجل وقف ما يجرى فى المنيا، فهو من ناحية تحدث عن الوحدة الوطنية، ومن ناحية أخرى دعا البابا للحضور إلى جواره وهو المشهد الذى يبدو بروتوكوليًا ولكنه يلمح إلى وجود تسويات تمت بين رئيس الجمهورية وبطريرك الأقباط فى ملف المنيا وهو ما ستكشف عنه الأيام القادمة.